«كوز العسل يا تين.. يا أبو حلاوة يا تين»، هكذا ينادي بائعو التين المفترشين ببضاعتهم على أرصفة الطرقات تحت ألسنة الشمس الحارقة، يرشون طيلة اليوم المياه تباعًا على «أقفاص التين» ليلمع ويتلألأ للمارة تحت أشعة شمس شهرى يوليو وأغسطس، إذ تتراوح فترة حصاد التين الشوكى ٦٠ يوما وغالبا يأتي في ذروة شهر الصيف.
وعلى جانب طريق مزدحم، تسير به السيارات ذهابا وإيابا، يتوسطه مزلقان قطار بمنطقة الخانكة بمحافظة القليوبية، تجلس سيدة على "قفص مقلوب" وأمامها "صينية" من التين الشوكى "بقشره" وجردل مملوء بالمياه وأطباق بلاستيكية مغلفة من التين الشوكى "المقشر" بمختلف الحجم والأعداد.
ورغم أشعة الشمس الحارقة ولسعات أشواك التين، بدأت حديثها بابتسامة عريضة وبيدها اليمنى كوب شاى، قائلة "كل موسم فاكهة وليه زبونه"، موضحة أن هذا العام مختلف عن الأعوام السابقة بسبب ارتفاع أسعار التين، وبالطبع تأثرت حركة البيع والشراء بالسلب، حيث كان يتراوح السعر العام الماضى من ٥٠ إلى ٧٠ جنيها للقفص الواحد أما الآن فكان يبلغ ٢٠٠ جنيه فى بداية شهر يوليو حتى انخفض تدريجيا إلى ١٧٠ جنيها، موضحة أنها تقوم "بفرش الفاكهة" طوال العام حسب موسم الفاكهة الموجود، وأغلب المشترين منها هم الركاب المسافرون وسائقو السيارات.
وأضافت "أم محمود" أن العاصفة الترابية التى عصفت بالبلاد فى منتصف يونيو الماضى أثرت على المحاصيل وأدت إلى تساقط أكثر من نصف الثمار، موضحة أن المزارعين يظلون قلقين على المحصول حتى ينتهى شهر يونيو، فإن لم تقع الثمار فى شهر يونيو فإنها ستستمر فى النضج على الشجر حتى يتم قطفها على يد العمال.
وتعالت بصوتها منادية السائقين والمارة، قائلة: "أيوه كيزان العسل اهو الصلاة ع النبى اللى عايز عسل التين أهو"، مؤكدة أنها تراعى الله وضميرها فى البيع، موضحة أنها "بتكسب بضمير" وأنها تقوم ببيع الأربع حبات الكبار أو الخمس الصغار بعشرة جنيهات "عشان الناس كلها تعرف ترطب على قلبها فى الحر ده".