الأحد 02 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

حوار التلميذة الصغيرة مع الأستاذ هيكل "٢"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أكمل الأستاذ طارق فريد زيدان فى كتابه الممتع والرائع "الجورنالجى وكاتم الأسرار.. محمد حسنين هيكل ومصطفى ناصر.. أسرار وذكريات" حكاية التلميذة الصغيرة  نور  ابنة الصحفي اللبناني اللامع مصطفى ناصر وحوارها مع الأستاذ هيكل.

قال: ذهبت  التلميذة مع أسرتها فى الأسبوع التالى إلى القاهرة  قبل أن يغادر الاستاذ هيكل  إلى الصين والهند في زيارته الطويلة لاستكشاف ما يجري في العالم.. وعند الوصول إلى سكن  الأستاذ هيكل كانت "نور" بكامل أناقة الطفلة المدرسية تحمل أوراقها وأسئلتها.

فى المصعد إلى مكتب الأستاذ، ساور الطفلة الصغيرة شعور بالتردد والخوف.. شعر الأب وهو صحفي كبير بجدية الموقف لطفلته، فما كان منه إلا أن هون عليها كعادته ممسكا بيدها وماسحا باليد الأخرى على رأسها.. عند وصولهم لمكتب الأستاذ كان فى استقبالهم الأستاذ منير عساف مدير المكتب للترحيب بهم وتوجه الجميع حيث  اللقاء.

جلس الجميع بعد السلام الحار المتبادل.. الأستاذ هيكل خلف مكتبه والتلميذة الصغيرة نور أمامه..كان الأستاذ هيكل إنسانا رقيقا وفى حالة من الأبوة والبساطة والحب وقد تحمل مقاطعة التلميذة الصغيرة  وعفويتها .

فى بداية  الحوار قالت له: حدثني قليلا عن نفسك؟

قال الأستاذ: كنا عائلة عادية إلى حد ما.. كان والدي متزوجا من سيدة أخرى قبل أمي وكان جدي تاجرا ميسور الحال.. والدي له أولاد من زوجته الثانية وفى العائلات المصرية القديمة كان الابن الأول البكر يعمل مع أبيه والابن الثاني في شؤون الدين والثالث فى وظيفة حكومية.. أنا اشتغلت قليلا مع والدي ثم هربت إلى الصحافة.. لم يكن والدي مقتنعا بالصحافة ولكنني اشتغلت وأنا لا أزال فى الدراسة.. إذ كان  عندنا أستاذ مهم اسمه "سكوت واطسون" غطى الحرب الأهلية فى أسبانيا...وكان مهتما كثيرا بالحرب وقد استمعت إليه في أكثر من محاضرة وكان يطلب من الذين يريدون أن يتفرغوا للصحافة ان يأتوه فى  "إجيبشين جازيت "Egyptian Gazette"  وهي صحيفة مصرية باللغة الإنجليزية وكانت مهمة في تلك الأيام وكان يرأس  تحريرها.. ذهبت اليه رفقة ثلاثة شباب.. الأول اسمه رمسيس ناصيف وقد أصبح سكرتير أمين عام الأمم المتحدة "يو ثانت"... والثاني اسمه مايك فانتس وقد ترك الصحافة إلى العمل العام في شركة شل..  والثالث اسمه يوسف صباغ وقد بقي معي في  الأهرام.

سألته التلميذة: هل تمنيت مهنة أخرى غير الصحافة؟

أجاب الأستاذ: كلا.. لكنني عندما كنت صغيرا، أصغر منك، كنت أتصور ان أصبح طبيبا..كانت بعض الصحف تنشر إعلانات عن بعض الأدوية  وكنت حريصا حينئذ على كتابة لائحة بالأمراض والأدوية لمتابعة الموضوع حين أصبح طبيبا.. كان هذا لمدة سنة، لكن الصحافة أخذتني.. وشجعني "سكوت واطسون" كثيرا.

هل الصحافة مهنة متعبة أم مريحة؟

ال’سبوع القادم بإذن الله نكمل قصة التلميذه الصغيرة التى أجرت حوارا مع أستاذ الصحافة المرموق.