رغم سخونة الأوضاع في أوكرانيا، والتجاذبات بين روسيا والدول الغربية تتخذ منحى تصاعديا، تطل فتاة في الثانية والثلاثين من عمرها، في أشد المناصب حساسية في القرم الجديدة بعد انفصالها عن أوكرانيا، فتلفت الأنظار، وتجذب الانتباه، لا لسحر كلامها ولكن لكلام سحرها.
ناتاليا بوكلونسكايا.. تطل بخطوات وئيدة، وهي في كامل أناقتها تحت أضواء الإعلام، انتقدت يوم 11 مارس بعد تعيينها نائبا عاما للقرم، المسئولين الحاليين في أوكرانيا، واعتبرتهم فاقدين للشرعية، وقالت: إنهم شياطين من رماد، ووصفت سلسلة من الاحتجاجات في أوكرانيا بأنها" "انقلاب مضاد للدستور واستيلاء مسلح على السلطة".
قالت ناتاليا: "أنا أقول الحقيقة ولست خائفة من هذه الحقيقة، أنا لست مجرمة، ولا أروج للنازية، على عكس بعض موظفي النظام في كييف".
يرجع سوني هوانج في تدوينة له على موقع "سي بي سي نيوز" الإخباري انتباه الناس إلى جمال ناتاليا أن الترجمة في أول ظهور لها على الشاشات لم تكن متاحة، وكان للعالم رغبة في معرفة ما تريده، ولكن بدلا من تأمل الكلمات الروسية الأعجمية، تحول نظره إلى صوتها ثم إلى وجهها وحضورها الأنثوي الأخاذ.
وتختلف صحيفة "ديلي ميل" مع التقرير السابق بأن أول ظهور "مؤثر" لـ"النائبة الحسناء" كان في 19 مارس عقب إطلاق القوات الروسية النار على جندي أوكراني فقد إثرها الحياة، ولعل الصحيفة الغربية المعادية بالتأكيد لضم القرم إلى روسيا، تريد أن تصبغ هذا الجمال بالشر، فقرنت بين مقتل جندي أوكراني وظهورها.
تقول الصحيفة: تحولت العديد من العيون إلى أوكرانيا، وجه بوكلونسكايا كان مسكرا لكثير من الميديا الدولية أثناء ساعات المقابلة.
وقال أحد المعلقين: حسنا، الآن عرفنا لماذا يريد بوتين شبه جزيرة القرم.
وألهم وجه ناتاليا هواة رسم الـ"أنيميشن" بتجسيدها كبطلة أفلام كارتون، وكتبت تحت صورها تعليقات: "الجمال في الواقع سلاح قوي"، "الجمال ينقذ العالم".
بينما أنصار المرأة والنشطاء في دول الربيع العربي قاموا بنشر صورها على صفحاتهم يقارنون بين منصب النائب العام في بلادهم، حيث يحتل هذا المنصب شخصية متجهمة وجازمة في الغالب، وبين تلك الشقراء الروسية، وكتبت تعليقات ساخرة على مواقع التواصل الاجتماعي من قبيل: "لو كانت هذه الفاتنة النائب العام لبلدي لتمنيت أن أمثل أمامها وأُسجن".
ويعكس اختيار شخصية النائب العام ذكاء الرئيس بوتين في استخدام الصورة الإعلامية، وإضفاء بعضا من القوى الناعمة لتحركه في جزيرة القرم، حيث نجح في لفت الأنظار عن خطوته في احتلال القرم أمام الرأي العام العالمي، بل والترويج لما يفعله، ولا يخفى أن الصورة الإعلامية باتت تلعب دورا كبيرا في تشكيل انفعالات واستجابات الشعوب.
تقول الـ"ديلي ميل" لقد انتشرت ناتاليا بزيها القاتم القصير، وكعبها الأحمر العالي اللامع مثل الفيروس بين الموالين لروسيا في جميع أنحاء العالم.