هنأ البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، الأم المصرية بعيد الربيع "عيد الأم" وقد قامت الكاتدرائية مساء اليوم، بتكريم بعض الأمهات.
وقد ألقى البابا العظة الأسبوعية بعنوان "هل تتبعني"، والتي تساعد الإنسان على اتخاذ القرار في الوقت المناسب، شارحًا أن كلًا منا يتخذ العديد من القرارات اليومية، فكيف يأخذها والله ترك لنا أمثال لأناس اتخذوا قرارات، فمنهم شخص عنده مشاعر، ولكنه لم يفكر، والثاني فكر ولكن بدون مشاعر، والثالث لديه الفكر والمشاعر ولكنه متردد.
وقال النموذج الأول هو الشخص الذي قابله المسيح، وقال اتبعك أينما تمضي "مندفع"، وقائم على العاطفة المسيح خاطب عقله قائلًا "للثعالب اوجرة ولطيور السماء أوكار، ولكن ابن الإنسان ليس له أين يسند رأسه" وبعد أن واجه الله عقله تراجع وعاد من ورائه.
وأكد أن لكل إنسان قرارات مصيرية مثل قرار الزواج أو قرار الرهبنة، وكلها محتاجة لتفكير كبير، فلابد أن يعتمد الإنسان على الله وعقله "الفكر" ثم قلبه "العاطفة" ومن ثم يأخذ القرار.
وأردف أن النموذج الثاني من الأشخاص، قال له المسيح اتبعني فأجاب المسيح قائلًا: "ائذن لي أولًا أن أدفن ابي" مع القرارات المصرية تتولد بداخلك حرارة داخلية لاتخاذ القرار، ولكن لابد أن تأخذ في لحظتها فهذا الشخص يأخذ قراراته "بالعقل" وكانت إجابة المسيح له دع الموتى يدفنون موتاهم، فدفن الموتى يمكن أن يقوم به أي إنسان، ففي بعض الأوقات ينشغل الإنسان بأمور تضيع منه الفرصة.
واستطرد قائلًا أن النموذج الثالث قال للمسيح "اتبعك أينما تمضي، لكن ائذن لي أن اودع الذين في بيتي" وهذا عمل جميل، ولكن هذا الشخص وقع في التردد ما بين تباعيه المسيح وأهل بيته، فوقع في التردد الذي يولد التأجيل "وهو لص الزمان"، فأجابه المسيح "ليس أحد يضع يده على المحراث وينظر إلى الوراء".
وأكد أن الثلاثة نماذج فقدوا تباعيه المسيح، ولكن الله اعطانا نماذج آخر استطاعوا أن يتخذوا قرارتهم في الوقت المناسب.
وأردف أن "متي العشار" بينما هو منغمس في عمله، قال له المسيح "اتبعني" فترك كل شيء وتبعه، وهذا يدل على أنه توجد أوقات محورية في حياتنا، فلو أجل متي العشار اتخاذ القرار لمدة 24 ساعة لخسر كل شيء.
واستطرد "بولس الرسول" نموذج للدعوة الإيجابية، فهو كان يضطهد الكنيسة، فظهر له المسيح وهو في طريقه لدمشق، فوقف بولس وقال "ماذا تريد يا رب أن أفعل" وبسبب هذه العبارة صار بولس سفير لاسم المسيح وكاتب لـ 14 سفر في العهد الجديد وصار فيلسوف، فالحياة الروحية تحتاج للجدية ففترات الأصوام تطرح علينا تلك التساؤلات "هل تتبعني حقًا؟".
وقال البابا إن "بطرس" الرسول كان صيادا للسمك وبذل مجهودا طول الليل ولم يصطد شيئا، ولما المسيح قال له ألق الشبكة، فاستجاب بطرس وقال: "على كلمتك ألقي الشبكة"، وقد تخرقت الشباك من كثرة السمك نتيجة تجاوبه مع دعوة المسيح، من يتبع المسيح في قراراته اليومية والمستقبلية تحتاج لإنسان مستيقظ للدعوة وغير متردد.
وأردف القديس "باخوميوس" عندما رأي مسيحيين أثناء الحرب وطريقة حياتهم قال إن نجيت من الحرب سوف أعيش مثلهم، وأصبح مؤسسا للرهبنة، فهناك أوقات يدعونا فيها الله وعندما نأخذ القرار نجني ثماره وننظر للأمام، فالحياة الروحية في تقدم باستمرار ولا ينظر للوراء.