الأربعاء 16 أبريل 2025
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

مجلة فرنسية: حماقة الغرب تقود أوكرانيا لمزيد من الفوضى

العنف في اوكرانيا
العنف في اوكرانيا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ذكرت مجلة "كورييه انترناسيونال" الفرنسية أن حماقة الغرب في التعامل مع الأزمة في أوكرانيا قد يقود هذه البلد لمزيد من الفوضى والصراع.
وأشارت المجلة إلى أن الدبلوماسية الأوربية والغربية بدت سطحية وغير كفء في التعامل مع هذه الأزمة، التي تتفاقم يومًا بعد آخر، الأمر الذي جعل من روسيا تتخذ موقف دفاعي، رغم أن هي التي تقوم بالهجوم على الأراضي الأوكرانية.
وبينت المجلة أن الحكومات الغربية فوجئت من تسارع الأحداث في أوكرانيا، لكن هذا ليس مثير للدهشة، فالغريب في أن المسئولين في الغرب رأوا بعد ذلك أيضًا أن الأحداث تتسارع في شبه جزيرة القرم بعد الإطاحة بالرئيس الأوكراني السابق فيكتور يانوكوفيتش، هذه النظرة الغربية تعكس مدى سطحية دبلوماسيتها الحديثة وجهلها بالتغيرات الجيوسياسية لهذه المنطقة المهمة، فأي شخص لديه الحد الأدنى من المعرفة بالتاريخ والوضع الجغرافي لهذه المنطقة، يمكنه أن يفهم ما يحدث في جزيرة القرم، التي لا تقل أهمية لروسيا عن مدن أخرى هامة مثل روستوف وفولجراد.
وأضافت المجلة بأن الإعلام الغربي يتعامل مع روسيا على أنها دولة توسعية وعدوانية مستعدة في أقل حالاتها لغزو الدول المجاورة لها، رغم أن روسيا أصبحت قوة دفاعية وليست هجومية، حيث أنها تجد صعوبة في الحفاظ على القوقاز التي تسيطر عليها، كما أنها غير قادرة على الإجهاز على الجماعات الإسلامية التي تهاجمها.
وأوضحت المجلة أن الدبلوماسية الأوربية تناست أنها تكون جزء أساسي من هذه الأزمة الحالية، فبعد الإطاحة بالنظام السابق كان من المتوقع أن تتخذ روسيا موقفًا جديدًا حيال أوكرانيا، لكن هذا جعلنا ننسى أن الدول الغربية تدخلت أيضًا في الشأن الأوكراني عبر المعارضة هناك، كما قام العديد من المسئولين السياسيين الغربيين بزيارة العاصمة الأوكرانية وأعلنوا دعمهم للمتظاهرين قبل سقوط النظام، أهذا لم يكن تدخلًا أيضًا في الشأن الأوكراني؟! ماذا سيحدث إذا جاء بوتين إلى لندن، وأعلن دعمه لحركة أحتلال " أوكوبي" أو أي حركة معارض؟! سيتم اعتبار ذلك فضيحة وتدخل واضح في شئون البلاد.
الدبلوماسية الغربية تناست أنها من تدخلت لتشجيع الحركات المعارضة من أجل إسقاط النظام، دون أن ينتبهوا للحظة لنتائج هذا السقوط على الشأن الداخلي لأوكرانيا، وكذلك روسيا، فلم يضعوا في اعتبارهم وقوع صراع سياسي كبير، قد يتحول إلى صراع طائفي بين أوكرانيا الشرقية وأوكرانيا الغربية.
هذا التعامل مع الأزمة الأوكرانية هو استكمالًا لحماقة الدبلوماسية الغربية، الذي ظل في دعم الحركات المعارضة في العديد من الدول خلال الأعوام الأخيرة، والتي قادت لحروب داخلية، مثلما حدث في ليبيا وسوريا، ففي كل مرة يدخل الغرب في مثل هذه الصراعات يقود إلى تأججها وخلق اضطرابات أخرى لها على المناطق والدول التي تحيط بها.