تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
أرسى مركز الحفاظ على الطبيعة، في الجامعة الأميركية في بيروت، تعاونًا علميًا مع شركة "أدوية الحكمة" وذلك لإنتاج عقاقير رائدة مضادة للسرطان، من أعشاب طبية.
وتقود البروفسورة نادين درويش، أستاذة الكيمياء الحيوية من كلية الطب في الجامعة، فريقًا متعدد الإختصاصات سيدرس الأعشاب الطبية.
وسيعتمد الفريق على خبرات مركز الجامعة الأميركية في بيروت لحماية الطبيعة في الكيمياء وتقانة النانو (المتناهية الصغر) ودراسات مكافحة السرطان.
وإضافة إلى دعمها المادي، ستساعد شركة أدوية الحكمة على تسويق هذه العقاقير الجديدة لجعلها في متناول الجمهور العريض.
وقالت الدكتورة درويش: "إننا سعداء جدًا لأن نتائج أبحاثنا ستُستعمل لتطوير أدوية ستتوفّر في الأسواق. من المهم جدًا أن تتحوّل الأبحاث الأكاديمية الأساسية إلى علوم تطبيقية لتحسين حياة العديد من الاشخاص".
والنباتات الطبية التي يدرسها فريق الجامعة اختيرت بعد التمحّص في أرشيف الطب الشعبي. وتمّ تحديد 29 نوعًا من الأعشاب هي الأكثر شيوعًا في لبنان.
ثم اختير من هذه الأعشاب نوعان واعدان حقًّا في علاج السرطان: الأخيليا ذات الألف ورقة (Achillea falcata) وشوك الدردار (Centauria ainetensis).
وأضافت درويش: "درسنا هاتين النبتتين ووجدانهما فعّالتين حقًا ضد سرطان المصران الغليظ وسرطان الجلد. كما أنهما واعدتين ضد سرطان الدم وسرطان الثدي".
وقد نشر فريق الجامعة عدة أوراق بحثية عن المفعول الطبي لهذه الأعشاب على سرطان المصران الغليظ وسرطان الجلد، بين العامين 2008 و2013، في مجلات عريقة من مثل مجلة "بي ام سي الطب المكمّل والطب البديل"، "المجلة الأوربية للكيمياء الطبية"، "المجلة الدولية لطب الأورام"، "مجلة الطب الطبيعي".
وأشارت درويش إلى أن "المرحلة الأولى من البحث هدفت لمعرفة النباتات الطبية ذات الخصائص المضادة للسرطان، لعزلها ومعرفة الجزيئات المسئولة عن هذه الخصائص. لكن المرحلة التالية هي في تحويلها إلى أدوية وإنتاجها تجاريًا.
سيتطلّب الأمر عشر سنوات ونحو مليار دولارعلى الأرجح ليخرج الدواء من النطاق الاختباري المخبري إلى الوصفات العلاجية. ولذا دخلنا في شراكة مع أدوية الحكمة، فنحن البحاثة لا يمكننا تصنيع الدواء لوحدنا".
وقال البروفسور طارق غدّار، الأستاذ المشارك في دائرة الكيمياء وأحد أعضاء الفريق البحثي: "للتأكد من أن هذه الأدوية المنقذة للحياة تتمتّع بفاعلية قصوى، يضطر البحاثة إلى فهم الكيمياء التي ترتكز عليها".
وقال البروفسور وليد سعد، الأستاذ المشارك في برنامج الهندسة الكيميائية وأيضًا أحد أعضاء الفريق البحثي: "التعامل الحالي بين المؤسسات الأكاديمية والصناعات الدوائية هو تعامل منتج وواعد ومتقدّم. هذا النوع من التعاون معتاد في الولايات المتحدة وفي أوربا لكنه تعاون جديد من نوعه بالنسبة لدول منظومة مينا".
ومنذ إنشائه في العام 2002، اكتشف مركز الجامعة الأميركية للحفاظ على الطبيعة عددًا من المواد الطبيعية المضادة للسرطان، مما يوسع آفاق دراسات السرطان عامة.
وقالت مديرة المركز البروفسورة نجاة صليبا، "هذا المشروع هو مثال على جهود المركز مع الجامعة لضمان استدامة النمو الزراعي الصناعي ولإدخال التقانة المتطوّرة لمنح الدول النامية القدرة على الافادة من اكتشافات نباتاتها الطبية. إن التعاون مع شركة أدوية الحكمة سيرسّخ بذور الاكتشاف في أرشيف البحث العلمي مما سيفيد الأساتذة والطلاب فيما بعد".
وأضافت البروفسورة صليبا: "إن خبرة شركة أدوية الحكمة واستراتيجيتها للنمو، ودعمها السخي ماديا وتكنولوجيا، مع خبرة الجامعة ومركز الحفاظ على الطبيعة، في الكيمياء وبيولوجيا السرطان والهندسة الكيميائية، يشكلان زخمًا قويًا لانجاح المشروع".
وبالنظر إلى أهمية البحث المعتمد على براهين في المنتجات الطبيعية، يشترك مركز الحفاظ على الطبيعة مع برنامج الصحة السليمة في الجامعة في ورشة عمل حول الطب التدامجي والمكمّل والبديل في 7 آذار الجاري.
وتهدف الورشة إلى تقديم الطب غير التقليدي لكن المعتمد على براهين كنموذج إضافي للعناية الصحية، مع الاهتمام في الوقت ذاته بانشاء برنامج دراسات عليا في الطب التدامجي والمكمّل والبديل. وتقود هذه الجهود لجنة أساتذة من مختلف كليات الجامعة.