الجمعة 18 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة القبطية

عظة البابا تواضروس بعنوان "هل كلمة الله لك؟"

البابا تواضروس
البابا تواضروس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تساءل البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، في عظته الأسبوعية، مساء اليوم الأربعاء، "هل الكلمة المقدسة موجهة لك بصورة شخصية، أم تنظر للكتاب المقدس كتاريخ وأحداث وحكايات؟".
وقال البابا هناك مشكلة، وهي إهمال كلمة الله في حياتنا وفي بيوتنا وأفكارنا، مؤكدًا أنه يمكننا أن نهتم بكل جوانب الحياة اليومية من عمل ورفاهية، ولكن كلمة الله مهملة، وأن هناك مَن يعتقد أن الكتاب المقدس يخص خدام الكنيسة فقط، ولذلك سأل الرسول بطرس المسيح قائلًا "ألنا تقول هذا الكلام أم للجميع؟" وكانت إجابة المسيح: هذا الكلام لكل إنسان.
وأكد أن العمر الذي نقضيه في الملاهي، يستوجب الدينونة حتى لو كانت تلك الملاهي في أمور الخدمة ذاتها حتى لو كانت أمورا جيدة، لكن أين مساحة اهتمامك الشخصي بكلمة الله؟ هل في وعيك هذا الاهتمام.
موكدًا أن الإنجيل ليس رسالة فقط، إنما هو يسوع المسيح، فقراءتك للإنجيل تعرفك بالمسيح، والإهمال والتراخي تجاه كلمة الله خطية، واحذر وانتبه من تلك الخطية.
وأضاف الكتاب المقدس هو فم المسيح، وإهمالك له مثلما تنصرف في أثناء مخاطبة شخص آخر لك "هو يتكلم وأنت تهمل" والكلمة المقدسة هي حضور المسيح بيننا من خلال كلمته، كما أنه مستقبلنا وأبديتنا المرتبطة بالإنجيل.
وتساءل البابا: لماذا يهمل الناس كلمة ربنا؟ هناك من لا يجيد القراءة وربما من لا يفهم ومن لا يستطيع أن يربط الكلمة المقدسة ببعضها، لكن هناك من لم يتعود على قراءة الكتاب وهي مسؤولية الآباء منذ ولادة الأطفال، فإن تعود الطفل أن يرى هذا الكتاب مفتوحا ولكن حتى الآن يمكنك أن تبدأ، وهناك مَن يتحجّج بالكسل أو الادعاء بأنه لا يوجد وقت للقراءة، لكن مع ابتعاد الإنسان عن الكتاب المقدس يسهل على الشيطان أن يهاجم الإنسان، مثل "جندي في الحراسة دون سلاح".
واستطرد: إن الكنيسة تهتم بالإنجيل فتضاء الشموع في أثناء القراءة، وهناك رتبة في الكنيسة تسمي بالقارئ، لكن رسالتي اليوم لكل إنسان هو أن تهتم بكلمة الله، وأكد أن الكتاب المقدس مهم لكل إنسان لعدة أسباب، وهذا لأنه "سراج" نور يرشدك لطريقك في الحياة وكيف تسلك بين الناس "سراج لرجلي كلامك" فأنت تحتاج إلى الوصية في كل خطوة.
ولأن الكلمة "شبع" تشبع الإنسان على المستوى الروحي والنفسي، وأكل الكلمة أن تضع الكلمة في فمك "وجدت كلامك فأكلته" فهو طعام للشبع.
وأضاف أن الكتاب "حياة" يمثل حياة الإنسان كما قال المسيح "الكلام الذي أكلمكم به هو روح وحياة مثل قبلة الحياة التي تعطي من المسعف للمصاب، لتمدّه بالأكسجين والكتاب المقدس في كل مرة تقرأه يعطيك حياة".
وأوضح أن الكتاب "حصانة" ويقول "اسم الرب برج حصين يركض إليه الصديق ويتمنع"، وأن بناءك لهذا البرج من الكلمة يحميك، ويقول داوود النبي "إن لم تكن شريعتك تلاوتي لهلكت حين إذن في خطيتي"، كما أن الكتاب "يمنحك فرحا"، "ابتهج بكلامك كمن وجد غنائم كثيرة"، فهناك بيوت تجد كل أفراد المنزل يعانون من التوتر والقلق والاكتئاب، وهذا يدل على أن كلمة الله غير موجودة بالمنزل.
وأضاف أن كلمة الله "صلاة"، فكل صلواتنا خارجة من الإنجيل فقراءتك للكتاب المقدس هي صلاة من خلال الكلمة، والتسابيح الكنسية كلها من الكتاب المقدس فتصير الصلاة إنجيلا ويصير الإنجيل صلاة "كم أحببت شريعتك اليوم كله هي لهجي".
واستطرد: الكتاب المقدس قطعة واحدة لكل إنسان منّا، فكل كلمة في الكتاب المقدس موجهة لك شخصيا، كما قال بولس الرسول "لتسكن فيكم كلمة المسيح بغني" حيث تأتي الكلمة وتسكن وتقيم داخلك وهذا يعني معرفتك لكلمة الله وحفظها، ليصبح قلبك مقرا دائما لكلمة الله، فالقديس هو مَن يجعل قلبه مقرا لكلمة الله، وكلمة المسيح تعني الحياة والنعمة، لتسكن فيكم بوفرة وكمال أو بغنى أو بفيضان.
وشدد قائلًا "أيها الحبيب لا تحرم نفسك من كلمة الله وتضيف خطية فوق خطاياك" ولتسكن فيكم كلمة المسيح "في كل وقت وفي كل المناسبات".
وشرح البابا أن علاقتك كإنسان بالإنجيل تمر بعدة خطوات، وهي: أولها أن يكون لك الإنجيل الشخصي الخاص بك، وأن تحب كلمة الله، والخطوة الثالثة هي القراءة اليومية، ولا بد أن تتقدم وتدرس وتحاول أن تفهم الكلمة، والخطوة الخامسة هي أن تدرب نفسك على الحفظ بأي وسيلة حتى تصبح كلمة الله في فمك، تتكلم من كلمات الكتاب لتذكر نفسك، والخطوة الأخيرة هي "الحياة" تعيش الكلمة حتى تصبح جزءا من يومك وقرارتك اليومية.
واختتم قائلًا: تذكر سؤال بطرس الرسول عندما سأل المسيح "ألنا تقول هذا الكلام أم للجميع"، وكانت إجابة المسيح: إنها للجميع.