السبت 11 يناير 2025
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

السفاح جولدشتاين أيقونة العنف ضد العرب. .بين تمجيد الإعلام الإسرائيلي وتقديس الحاخامات والساسة

مذبحة الحرم الإبراهيمي
مذبحة "الحرم الإبراهيمي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عشرون عاما على مذبحة "الحرم الإبراهيمي" التي ارتكبها السفاح "باروخ جولدشتاين"، ففي عام 1994 أقدم "جولدشتاين" على الدخول إلى مسجد الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل أثناء صلاة الفجر وقام بإطلاق النار على المصلين، وسقط يومها 29 شهيداً وأكثر من 100 جريح. 
أثارت هذه المذبحة الرأي العام العالمي، مما جعل إسرائيل تسارع لدرء التهمة والتذرع بأنه كان "مختل عقليا" وقدمت تعويضات لأهالي الضحايا. واستطاعت إسرائيل أن تطوي صفحة هذه الحادثة بذكاء وسرعة، وساعدها في أن باقي المصلين انقضوا على السفاح وفتكوا به.
في أعقاب المذبحة، اعتلت صور "جولدشتاين" حوائط أحياء القدس الغربية، حيث يسكن اليهود المتشددين دينيا، هذه الصور وصفت جولدشتاين "بالقديس " و"بعضها تشكى من عدم قتله المزيد من العرب" بينما أطفال المستوطنين الذين جاؤوا للتظاهر في القدس حملوا لافتات كتب عليها: "الدكتور جولدشتاين عالج مرض إسرائيل" قاصدين قتلى العرب.
كما أقيمت العديد من الحفلات الغنائية تضامنا مع السفاح وأفعاله، ودعمه الإعلام الإسرائيلي عالمياً بشكل أو بآخر، حيث لم يتم التشهير بمثل هذه الأفعال، كما لم يعترض السياسيون الإسرائيليون عليها. 
حتى أن رئيس إسرائيل وقتها "عزرا وايزمان" وقف بجانب مطالب المستوطنين في مستوطنة "كريات عربة" - حيث كان يعيش "جولدشتاين" - بعمل جنازة تليق بهذا "البطل" و"الرجل القديس" بحسب وصفهم. كما تم وضع تمثل من حرس الشرف علي قبره كالحرس على قبور الجنود المجهولين أو الشخصيات الكبيرة، وتحول قبره إلى مزار لكثير من المتشددين اليهود.
وعن جنازته، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" وقتها أن جنازته، التي حضرها الآلاف من اليهود من كل أنحاء إسرائيل، تحولت لتظاهرة منددة بكل من اعترض على أفعال "جولدشتاين" وكل من أدان هذه المذبحة، وأوردت بعض الهتافات التي ترددت وقتها مثل "الموت للعرب".
أيضا خطب التأبين التي ألقاها العديد من الحاخامات، من بينهم الحاخام "إسرائيل أريل" والتي قال فيها أن " اليهود لن يرثوا الأرض باتفاقيات السلام ولكن بإراقة الدماء". 
وبرغم مرور عقدين على مقتل السفاح، إلا أن الأفكار مازالت مترسخة في الوجدان الإسرائيلي، فقد نشرت صحيفة "هآرتس" تقريراً عن تزايد ظاهرة الاعتداء على المواطنين العرب من قبل حركة "تاج ماحير" أو "دفع الثمن" العنصرية، حيث اتخذت تلك الجماعة من "جولدشتاين" أيقونة لهم لمواصلة أعمال العنف ضد العرب.
أضفت الصحافة الإسرائيلية علي السفاح "جولدشتاين" صفة البطولة، فيما منحته الأوساط الدينية صفة "القدسية"، التفوا علي الحقيقة زاعمين انه عاني من اضطرابات نفسية كي لا يلصقوا تلك المجزرة بتاريخهم الطويل من القتل والطغيان، وقام حاخامات إسرائيل بمتجيده، آملين أن يصنعوا من بعده المئات ، بل الآلاف، من "جولدشتاين" حتي يبيدوا الفلسطينيين من ديارهم.