رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

خيانة الإخوان وأمن إسرائيل في الجولان.. خطة ماكرة من أردوغان لضم شمال سوريا إلى تركيا

 أردوغان
أردوغان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يسعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى تعزيز نفوذه داخل الأراضي السورية، بما يضمن عدم السماح بإقامة دولة كردية على حدود بلاده.
وخلال الأيام القليلة الماضية، تمكن أردوغان من إبرام عدد من الاتفاقات التي رفعت سقف طموحة فيما يتعلق بتنفيذ أهدافه داخل سوريا، وتشمل هذه الاتفاقات، منح الولايات المتحدة ضمانة بعدم شن حملة عسكرية في منبج، مقابل توفير ملاذ آمن لعناصر داعش الإرهابية، بنقلهم من شرق نهر الفرات إلى غربه، تمهيدا لنقل القيادات منهم إلى الجزء الخاضع للسيطرة التركية شمال سوريا، مما يعني وجود درع بين الحدود التركية والأكراد، من عناصر داعش، الذين يتمتعون بعلاقات وطيدة مع أردوغان.
المفاجأة التي فجرتها المصادر الميدانية في سوريا، وأيدها عدد من المراقبين للشأن التركي، هي أن أردوغان يخطط ليس فقط لبسط نفوذه السياسي والميداني على شمال سوريا، وإنما ضم أجزاء منه للسيادة التركية.
المصادر أشارت إلى أن الرئيس التركي بدأ مرحلة جديدة من تنفيذ هذا المخطط، الذي كانت انطلاقته هي تسيير دوريات عسكرية في الشمال السوري، وتعيين قائم مقام تركي، لإدارة هذه المنطقة بتعليمات مباشرة من الحكومة في أنقرة.
وأوضحت المصادر أن المرحلة الجديدة من الخطة التركية، ترتبط بتوفير إعلام ينطق بلسان أردوغان، ويوجه رسائل تطمين للشعب السوري في الشمال، لإقناعهم بأن الانضمام للسيادة التركية، أمر في صالحهم، على ضوء التطورات التي تشير إلى عدم وجود نهاية قريبة لأزمتهم مع بشار الأسد.
وتناقلت وسائل الإعلام المحلية في تركيا، أنبا تفيد بأن حكومة أردوغان، تستهدف من وراء إطلاقها إذاعة "المنطقة الآمنة"، وقصر نطاق بثها على منطقة الشمال السوري، توجيه خطاب دعائي يدعم فكرة انضمام هذا الجزء من الأراضي السورية للسيادة التركية.
المراقبون أشاروا إلى أن تركيا ستعمل خلال الفترة المقبلة، على الرضوخ للمطالب الأمريكية المتعلقة بالأوضاع في سوريا، حتى لا تعترض واشنطن على خطة التقسيم، التي ستتعهد تركيا مقابلها، بضمان أمن إسرائيل في الجولان أيضا، إرضاء للإدارة الأمريكية، وأوروبا.
ضم أجزاء من الشمال السوري إلى تركيا، لا يقل أهمية لدى أردوغان عن الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، لأن توسيع النفوذ التركي في سوريا، يعزز أهمية تركيا في المنطقة، ويدفع أوروبا إلى خطب ود أردوغان، لأنه سيكون قادرا على توجيه السياسة في هذه المنطقة، وكذلك سيمثل صمام الأمان الذي يحمي أوروبا من داعش.
المحللون يتوقعون قبول أوروبا فكرة انضمام جزء من شمال سوريا إلى تركيا، حتى تتخلص من صداع عودة المقاتلين الدواعش إلى أوطانهم، وما يمثلونه من خطورة كبيرة على أمن بلادهم.
المستشار الإعلامي للرئاسة السورية، بثينة شعبان، كشفت أيضا عن تفاصيل أخرى تتعلق بدور أردوغان في تأسيس أوضاع جديدة في سوريا، تضمن عدم اعتراض مراكز صنع القرار بدمشق على خططه
بثينة شعبان أشارت إلى أن أردوغان "يسعى لإدخال تنظيم الإخوان للساحة السياسية السورية، رغم رفض النظام السوري".
وأضافت شعبان في مقابلة تلفزيونية: "لا يوجد في سوريا معارضة حقيقية، وإنما إخوان تحت جناح أردوغان، ولن نسمح لأحد بتغيير هوية سوريا".
المراقبون يرون أيضا أن محاولات أردوغان تستهدف إيجاد مكان للإخوان في العالم السياسي داخل سوريا، حتى يضمن وجود تأييد لفكرة ضم أجزاء سورية للسيادة التركية، مستفيدا من أسلوب الخيانة المعتاد الذي يمارسه الإخوان، مقابل مصالحهم الخاصة.