تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
تقع مدينة كوم أمبو شمال محافظة أسوان بنحو 40 كيلومتر وتمتد على ضفاف نهر النيل بمساحة 20 كيلو متر مربع، يقابلها من الشرق مركز نصر النوبة ومن الشمال مركز كلابشة ومن الغرب الصحراء الغربية ومن الجنوب مركز دراو وهي تعتبر مركز تجاري كبير. عُثر منذ شهر في الجهة الجنوبية الشرقية من معبد كوم أمبو، في المنطقة الواقعة بين السور الخارجي، والتل الأثري، على لوحتين من الحجر الرملي للملك بطليموس الخامس، التي تم نقلهما الأسبوع الماضي إلى المتحف القومي للحضارة المصرية في الفسطاط للترميم وللدخول في سيناريو العرض المتحفي له، وفي نفس الموقع من الجهة الجنوبية الشرقية اكتشفت البعثة الأثرية المصرية، العاملة بمشروع تخفيض منسوب المياه الجوفية في المعبد، عن تمثال مصنوع من الحجر الرملي لأبو الهول، الذي أعلن عنه أمس.
وتضم المدينة أكبر عدد من القرى وبها معبد كوم أمبو الضخم الكامن على الضفة الشرقية للنيل وهو معبد روماني إغريقي، وكان لمعبودين لا معبود واحد مثل باقي المعابد المصرية، حيث إنه كان لمعبودتينا لأقاليم لدى المصريين القدماء قبل التاريخ، وارتبطت أسطوريا بقصة الصراع بين المعبودين حورس وست.
تشهد بعض الكتابات الأثرية بان المعبد الحالي أنشئ على أطلال معبد قديم كُرّس هو الآخر لعبادة الإله سوبك، ويرجع لعصر الملك تحتمس الثالث في الأسرة 18، عند الوصول للمعبد تجده يبدأ، بالفناء الخارجي الذي يتصدره الصرح، ثم قاعة بها أعمدة خارجية، يليها قاعة أعمدة داخلية اقل حجمًا، ثم تجد 3 فناءات متعاقبة تنتهي بالمقصورتين المكرستين للإلهين "حورس وسوبك"، والمباني جميعها محاطة" بدهليز كبير" مفتوح منه الغرف الثانوية، التي استخدمت للتخزين.
تخصص المعبد لعبادة اثنين، على عكس المعروف أن المعابد في بداية الدولة الفرعونية وحتى الدولة البطلمية، كانت تكرس لمعبود واحد فقط، وبالرغم من وجود مقصورات لمعبودات أخرى داخل المعبد، إلا أن تلك المعبودات كانت تسمي "الآلهة الضيوف" أي أن صاحب المكان هو الإله الرئيسي، لكن هذا المعبد قد جرت عملية التقسيم بين الأخوين في حضور" ماعت " ربة العدل والنظام، التي كانت تستخدم الميزان في عملية التقسيم. ومن الملاحظ في المعبد، أن إله الشر حاز الجانب الأيمن من المعبد، الذي يرمز إلى الشرق، وهو المقصود به الحياة الفانية وصولا للموت، أما إله الخير فقد حاز الجانب الأيسر من المعبد والذي يرمز إلي الغرب، وهو الحياة الأبدية، التي تبدأ بعد الموت، التي كان دائما يرمز إليها القدماء المصريين. ومن أشهر المناظر الأثرية التي يقف متأملا أمامها الزائرين، في معبد "كوم أمبو"، اللوحة الأثرية التي تحمل الأدوات الجراحية التي يستخدمها القدماء المصريين، ويظهر في اللوحة، مشرط وميزان وكؤوس، حيث أنها ابرزت مهارة المصريين القدماء.