يشهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم الأحد افتتاح عدد من المشروعات القومية "قطاع الطرق والكبارى" ومنها اكتمال مشروع الدائرى الإقليمي فضلا عن مشروعات بمحاور النيل والطرق والكباري.
ونجحت الدولة فى تحقيق قفزة تنموية هائلة فى قطاع الطرق على مستوى الجمهورية، وتمكنت من تطوير مسافات طويلة من الطرق القائمة ورفعت كفاءتها ودشنت مجموعة متميزة من الطرق الجديدة، كونت شبكة متواصلة ومترابطة أشبه بشبكة الأعصاب فى جسم الإنسان وحققت التواصل بين جميع المناطق وأصبح الوصول إليها سهلا ميسرا.
ويعد الطريق الدائرى الإقليمى أهم مشروع فى مجال الطرق يتم تنفيذه فى مصر خلال أربعة عقود، حيث تم تنفيذه بمواصفات عالمية ويربط بين جميع الطرق السريعة الرئيسية فى مصر ويخفف من الضغط والتكدس المرورى غير الطبيعى بالقاهرة، وسيساعد على منع الشاحنات التى تزيد حمولاتها على 5 أطنان أو النقل العابر من دخول القاهرة.
فى عام 2002 أجرت مؤسسة (جايكا) اليابانية دراسة اقتصادية أفادت بأن مصر تحتاج فورا لعمل طريق دائرى إقليمى يربط الطرق السريعة الرئيسية بعيدا عن القاهرة، فتم خلال العام ذاته اتخاذ قرار بعمل الطريق الدائرى الإقليمى وكانت البداية بالقوس الجنوبى الممتد من جنوب دهشور إلى طريق الفيوم بطول 40 كم نفذته وزارة الإسكان، غير أن عدم توافر الإرادة السياسية فى ذلك الوقت أدى إلى تنفيذ هذا الجزء فقط من الطريق الدائرى الإقليمى فى أكثر من 7 سنوات حيث انتهى فى 2011 وتم افتتاحه عام 2012.
وفى عام 2013 قامت الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بتنفيذ القوس الغربى الذى يربط طريق الصعيد الصحراوى الغربى بطريق القاهرة/الإسكندرية الصحراوي، وتوافرت الإرادة السياسية لإنجاز المشروع مع تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى مهام منصبه حيث قام عام 2014 بإدراج مشروع الطريق الدائرى الإقليمى ضمن المشروع القومى للطرق، ثم كانت المهمة الأصعب وهى تنفيذ القوس الشمالى الذى يربط محافظات البحيرة والجيزة والمنوفية والغربية والقليوبية والشرقية والقاهرة، وتمثلت صعوبة هذه المرحلة فى مرور الطريق عبر أراض زراعية تحتوى على أعداد كبيرة من المصارف والترع والرياحات وخطوط السكة الحديد وتضم أكثر من 100 عمل صناعى (كبارى وأنفاق وغيرها)، فقامت وزراة النقل بتنفيذ القوس الشمالى كاملا من تقاطع طريق بلبيس حتى طريق القاهرة/الإسكندرية الصحراوى خلال 3 سنوات فقط فيما يعد إنجازا حقيقيا.
وتكلفة تنفيذ القوس الشمالى من الطريق الدائرى الإقليمى تراوحت بين 8.5 و9 مليارات جنيه شاملة تعويضات نزع الملكية، وتمت خلال تنفيذه مراعاة حركة المزارعين وتنقلاتهم وكذا أهالى المدن التى يمر عبرها الطريق، فضلا عن خدمة مرتادى الطريق، حيث يضم 4 حارات بمواصفات عالمية وتبلغ السرعة المقررة عليه 120 كم/ ساعة، كما تم تنفيذ عدة تجارب تحميل على الطريق.
كما أن قطر الدائرى الإقليمى 400 كم، أى أربعة أضعاف قطر الدائرى حول القاهرة، كنا نفتقد على مدار عقود لهذا الشريان الذى سيخفف كثيرا من التكدس والاختناق المرورى بالعاصمة".