فى مشهد لم يعد غريبًا على الأذهان قامت قناة الجزيرة، اليوم، ببث العديد من التظاهرات فى ميادين ومناطق مصر المختلفة، حيث قامت ببث مسيرة خرجت عقب صلاة اليوم من مسجد المراغي بحلوان، حيث ظهرت أعداد كبيرة تجوب شوارع حلوان وسط هتافات مناهضة للجيش والشرطة.
ولكن المشهد الحقيقي فى حلوان كان مختلفًا تمامًا عما نقلته تلك الكاميرات، فاليوم وبشهادة جميع الصحفيين الذين ذهبوا لهناك كنت واحدًا منهم، أن مسيرة حلوان فشلت فشلًا ذريعًا لقلة حشدهم، مما اضطرهم إلى الإعلان عن انتهاء مسيرتهم ودعوة للحشد والتجمع مرة أخرى عقب صلاة العشاء، أمام مسجد شاهين بحلوان، وسط استيائهم واستياء الكثير من سكان المنطقة، آنذاك لكذب ما تذيعه الجزيرة ولقلة الأعداد التى لم تتخط المائة شخص ويتصدرهم الأطفال والنساء.
على جانب آخر، تكرر نفس المشهد حيث أذاعت قناة الجزيرة مسيرة حاشدة بمنطقة المهندسين عقب صلاة الجمعة اليوم، ولم يكن هناك أى مسيرات بشوارع المهندسين بالكامل، وتشاء الأقدار أن توضع الجزيرة فى موقف حرج أن تخرج بالفعل مسيرات من المهندسين، ولكن بعد نحو ساعتين من انتهاء صلاة الجمعة، لتجد قناة الجزيرة نفسها فى مأزق من الصعب الخروج منه، حيث كان يجب أن تغير ما نقلته لتبدأ فى عرض الأحداث الجديدة، مما اضطرها لنقل البث لمناطق أخرى كى تتغاضى عن هذه الأخطاء.
وما حدث اليوم هو ما يتكرر كل ليلة، حيث نرى كل يوم أن قناة الجزيرة هى القناة الوحيدة التى تبث الكثير من المسيرات الليلية دون أن توجد أى مسيرات من الأساس.
وكنا قد كشفنا من قبل السبب الرئيسي فى تلك التلاعبات، هو تعاون قناة الجزيرة مع منظمى مسيرات الإخوان بحيث يكون الاتفاق "أن قناة الجزيرة هى الوحيدة التى تملك التصريح بالبث المباشر والتقاط الفيديوهات للمسيرة، بحيث لا يتمكن أى شخص آخر أن يثبت أن تلك المسيرة قديمة تمت إذاعتها من قبل لأنه لا يملك الفيديو الأصلى للمسيرة، كما تقوم بإذاعة تلك المسيرات بصورة مبهتة ومتقطعة فى البث كى لا يتمكن المشاهد من رؤية أى تاريخ مدون على لافتة أو على حائط كى لا يستطيع تحديد تاريخ اليوم الذى كانت فيه المسيرة.
كما يقوم المذيع باستقبال الاتصالات من الجمهور للتعليق على تلك المسيرات الحاشدة "على حد زعمهم" من محافظات مختلفة عن المحافظات التى يتم نقل البث منها فى ذلك التوقيت كى لا يفتضح أمرهم، وغالبًا يحدث ذلك فى أوقات البث للمسيرات الليلية فى مختلف أيام الأسبوع.
فإلى متى ستظل قناة الجزيرة غافلة عن أهم حقيقة وهى أن جميع الشعب المصرى هذه الأيام ومنذ حكم المعزول فقد الثقة فى كل ما تصدره لنا قطر، وأصبح لا يعتمد إلا على عينه فقط، فعين المصري أصبحت هى الكاميرا الوحيدة التى تنقل له الصورة على طبيعتها دون أى كذب.
