صدرت رواية المريض الإنجليزي، للكاتب السريلانكي مايكل أونداتجي، والفائزة اليوم بجائزة مان بوكر الذهبية الـ50، في عام 1992، وتمت ترجمتها إلى أكثر من 300 لغة ومنها اللغة العربية.
الرواية مقسمة إلى عشرة فصول، قدم من خلالهم الكاتب حياة الشخصيات الأربع الرئيسية بالعمل، بدايةً من المريض الإنجليزي الذي عانى من احتراق جسده بالكامل، وصولًا إلى ممرضته الكندية التي لم تتخل عنه وبقيت معه في فيلا قديمة مهدمة وموجودة في إيطاليا، وقد كانت الأحداث تدور أواخر الحرب العالمية الثانية في القرن الماضي.
حاولت الممرضة "هانا" الاقتراب من العالم الخاص بالمريض الإنجليزي والذي لم يعد يتذكر اسمه، حيث كانت تحاول أن تهرب من عالمها الخاص الذي عانت فيه من موت والدها في الحرب، وظهرت في الرواية شخصية "ديفيد كارافيجو" الذي كان صديقًا قديمًا لوالد الممرضة، ويدخل ديفيد إلى حياة الممرضة والمريض ليكون أحد مفردات العالم المعزول الذي يعيشان فيه، ثم يأتي فيما بعد اللغام السيخي "كيربال سنج"، والذي يشعر بالارتباط العاطفي بالممرضة.
يتمكن اللغام السيخي من توطيد العلاقة مع الممرضة هانا، بيد أن العلاقة بينهما تصل إلى طريق مسدود بمرور الوقت؛ وذلك نتيجة لتأثر اللغام السيخي بالقنابل النووية التي تم إلقائها على نكازاكي وهيروشيما، حيث سيطر عليه اعتقادًا جازمًا بأن هناك ظلم توقعه الأمم البيضاء على الآخرين غير البيض، وحينما كانت هانا تستمع إلى هذا الكلام، كانت تتأثر بالسلب وتنسحب إلى الداخل.
يعد المريض الإنجليزي "لازلو دو ألماشي" الشخصية الرئيسية بالعمل، وقد كان يعمل على رتبة كونت بهنغاريا، وكان يعمل كمستكشف لدى الجمعية الملكية الجغرافية البريطانية، وكان ذلك قبل قيام الحرب، وقد وقع في حب زوجة "جيوفري كليفتون" الذي يعمل مع الاستخبارات العسكرية البريطانية، غير أن كاثرين أنهت علاقتها معه فوقع فريسة للمخاوف والشكوك، قبل أن يتعرض لحادث أليم حينما تسقط طائرته التي احترقت، ويقوم العرب الذين يتجولون في الصحراء بإنقاذه، وينتهي به المقام مع الممرضة هانا على اعتبار أنه مريض إنجليزي.
أما الممرضة "هانا"، والتي ربما تعتبر ثاني أهم الشخصيات، فهي ممرضة من كندا تشعر بالضياع خاصةً بعد فقدان والديها في الحرب، وتظل بالقرب من المريض الإنجليزي داخل دير إيطالي مهجور.
يُشار في الرواية إلى رواية "أنا كارنينا" للكاتب الروسي ليو تولستوي، باعتبار أن حالة كليفتون مع خيانة زوجته وانتمائه إلى مجتمع يعتبر ما يحدث له شأنا خاصًا بالمجتمع تشبه حالة ستيبا أوبولونسكي شقيق أنا كارنينا، وانتمائه إلى مجتمع أرستقراطي اعتبر الحادثة شأنًا من شؤونه. كما تشير إلى تشابه شخصية كليفتون مع شخصية وردت في كتابات "هيرودوت".