تسير مصر بخطوات ثابتة نحو الدخول بقوة في صناعة الإلكترونيات والتكنولوجيا الرقمية وذلك من بوابة صناعات السيليكون، وتجلى ذلك في إعلان الشركة المصرية لصناعات السيليكون "سيكو مصر" استعداد الشركة لزيادة راس المال إلى مليار جنيه خلال الثلاث سنوات المقبلة.
وأعلنت الشركة طرح جهازها الجديد- Express3- الذي يحمل شعار "صنع في مصر"، بسعر ومواصفات تنافسية، مشيرة إلى أنه كانت هناك مفاوضات مع بنك مصر وصلت إلى 9 اشهر لزيادة رأس مال الشركة للإسراع في دورة التشغيل.
ونفى المهندس محمد سالم رئيس مجلس إدارة الشركة أن تكون هناك نية لطرح أسهم الشركة في البورصة، مؤكدا أنه قد يحدث ذلك بعد 3 سنوات، ونتوقع أن نحقق أرباح بدءا من العام الثاني من التشغيل في العام 2019.
وأوضح سالم، أن الشركة وقعت اتفاق مع بنك QNB لتمويل عملائنا، مشيرا إلى أن البنوك تتخوف من تمويل المشروعات التكنولوجية التي تقود الاقتصاد في معظم الدول.
وقال "سيكو مصر أنتجت 120 الف جهاز محمول، بالإضافة إلى تصنيع أول تابليت مصري"، لافتا إلى إن نسبة البلاغات عن وجود عيوب في الأجهزة الجديدة بلغت 1% فقط بما يعادل 943 بلاغا ما بين صيانة واستفسارات والشركة قامت بتصدير الهواتف التي صنعت في أسيوط، إلى دولة الإمارات، وقريبا إلى الكويت والسعودية، وأيضا إلى دول شرق أفريقيا"، مؤكدا أن سيكو تستهدف زيادة نسبة المكون المحلي في منتجاتها إلى 70%.
وأشار سالم إلى أن الشركة يمكن أن تعتمد على الصناعات المغذية، مؤكدًا أن التعاون مع مصنع في مدنية السادس من أكتوبر، يمدهم بالتغليف والتعبئة، ونتمنى أن يكون هناك مصانع أخرى تزودنا بمادة البلاستيك والشواحن أو الإكسسوارات.
وأوضح أن سيكو لديها خطة لإنتاج أغلب أجهزة الاتصالات، وذلك في إطار استراتيجية الدولة نحو التغيير إلى الرقمية، قائلا: "إن الشركات العالمية مؤمنة
بالاستثمار في مصر، حيث إن المليار القادم من أجهزة الاتصالات سيتم توريدها إلى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، بأسعار اقتصادية ليعبروا الفجوة الرقمية وبدخول عصر التكنولوجيا".
وتابع "سيكو تستعد لطرح جهاز Tab 4لتلبية احتياجات الشركات والطلاب، حيث سيكون بمواصفات معينة لخدمة العملية التعليمية، وسيكون سعره في متناول ولي الأمر والطالب والشركة متواجدة في 7 دول، وقريبًا ستدخل السوق الإفريقي، وقامت الشركة بالتصدير الى7 دول خليجية، من سيكون لديها 35 مركز خدمة صيانة في مصر، بالاضافة الى الشركاء ومنهم شركة توزيع البريد المنتشرة في 1500 تاجر ومحل على مستوى المحافظات".
وتوقع أن تصل مبيعات الشركة الى 1،2 مليار جهاز محمول، مضيفا "الشركة تركز على الفئة الاقل من 3 الاف جنيه، وصدرت 1000 هاتف ذكي الى دولة الامارات، وهناك طلبات تأتي من الكويت، والتحديات لا تنتهي والشركة تسعى لتشجيع المنتج المصري".
وشدد على أن اكبر تحدي أمام الصناعة يكمن في الجمارك، مشيرا إلى أنهم يحتاجون إلى إجراءات جمركية سهلة، حيث ان صناعة الاتصالات تتغير سريعا. وقد طالبنا ان يكون لنا منفذ جمركي على المنطقة التكنولوجية في أسيوط.
وقال رئيس مجلس إدارة الشركة "قادرون على الإضافة إلى المبادرة التعليمية لتوفير تابليت تعليمي، وقد قمنا بمشروعات كثيرة في المدارس"، موضحا أن الشركة لديها 6 خطوط انتاج وسيتم مضاعفتها وكذلك مضاعفة عدد العاملين.
ويعود تاريخ شركة سيكو إلى خمسينات القرن الماضي، منذ عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وكانت شركة "سيكو مصر" وكانت في مجالات تصنيع المشروبات الغازية مثل "سيكو برتقال، سيكو ليمون، سيكو أفندي" حيث كانت علامة تجارية مصرية هي الأشهر وتنافس كوكاكولا وبيبسي.
بعد فترة من تصنيع المشروبات الغازية، تحولت شركة "سيكو" التي كان صاحبها، والد المهندس محمد سالم، وفقا إلى تصريحاته إلى القطاع العام.
وعملت شركة "سيكو" لفترة طويلة في مجال تصنيع الموبايلات مع الجانب الصيني، حيث بدأت في استيراد الموبايلات من الصين، وتوزيعها كعلامة تجارية لشركة سيكو، الأمر تطور بعد ذلك، لتتجه الشركة إلى وزارة الاتصالات لتصنيع أول موبايل مصري، وهو الأمر الذي تحقق بالفعل مؤخرا.
وأفاد تقرير سابق للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، أن إجمالي ما تستورده مصر من الهواتف يزيد عن 10 ملايين جهاز بقيمة تقديرية تصل إلى 15 مليار جنيه.
ويقول أحمد عزمي، أستاذ الاقتصاد بأكاديمية الثقافة والعلوم السابق "الحكومة اتجهت إلى الاهتمام بالمنتج المحلى عن طريق دعم صناعة الإلكترونيات، بالتوازي مع تشغيل الجيل الرابع للمحمول في مصر"، مشيرا إلى أن حجم إنفاق المصريين على الهواتف الذكية يزيد عن 35 مليار جنيه، قبل تحرير سعر الصرف وارتفاع أسعار بعض الهواتف المحمولة، حيث سيتم توفير هواتف ذكية ومنخفضة الأسعار وبالتالي سيتجه الكثير من المصريين إلى تغير.
وأضاف عزمي "الشركات الصينية استحوذت على اعلى نسبة من السوق في الأربعة سنوات الأخيرة".
بدوره، أكد محمد سعد، الخبير الاقتصادي، أن حرص الدولة على إحياء الصناعات المصرية مرة أخرى سيجعل الشركات الأجنبية والمستثمرين يتجهون إلى صناعة الهواتف الذكية داخل مصر، خاصة بعد خطو وزارة الاتصالات بأنشاء منطقة تكنولوجية جديدة مجهزة باستقبال كل ما هو متعلق بمجال التكنولوجيا والاتصالات، مشرا الى خفض الواردات والعمل على زيادة الصادرات، بجانب الاتفاقيات التي وقعت عليها مصر مع عدة دول حول لوصول المستثمر بمنتجاته الى الأسواق المتنوعة، مؤكدا السوق الاستهلاكي المحلي، يضم حوالي 90 مليون نسمة تستهلك 17 مليون هاتف محمول.