حظى الفنان الشاب، محمد جمعة، على ردود أفعال كبيرة، خلال مشاركته بالماراثون الرمضانى الماضي، بمسلسل «هذا المساء» الذى جسد داخل أحداثه شخصية «فياض» صاحب محل بيع وصيانة الهواتف المحمولة، الذى يحصل على صور الفتيات من هواتفهن ويساومهن بها جاءت ردود الأفعال على الدور مختلفة ومتنوعة، حيث إنه أقنع الجمهور بشخصيته الشريرة، التى ظهر بها خلال المسلسل، وهو ما وضعه فى موقف صعب، لتفادى فخ التكرار، لكن أداءه الجيد وتنوع أدواره، أعجب بهما الجمهور والنقاد والمخرجون، وهو ما جعله يظهر فى أكثر من عمل خلال السباق الرمضانى الحالي.. الذى تحدث عنه خلال حواره التالى لـ «البوابة نيوز»:.
■ حدثنا عن مشاركتك فى الدراما الرمضانية هذا العام؟
- أحد أهم الأسباب التى جعلتنى أشارك بالسباق الرمضانى لهذا العام، هى مشاركتى العام الماضى بمسلسل «هذا المساء»، والذى جاء من خلاله عملى فى أكثر من عمل هذا العام، حيث أشارك فى مسلسلات «أبو عمر المصرى، ضد مجهول، الوصية» وهذا شيء أسعدنى، لأن هذا الدور جعلنى أظهر قدرتى التمثيلية، وأن أنتقل بين أدوار مختلفة.
■ ماذا عن كواليس مشاركتك بمسلسل «أبو عمر المصرى»؟
- مسلسل «أبو عمر المصري» عمل ضخم للغاية وسعدت جدا بهذا العمل لسببين فى غاية الأهمية، الأول هو المجموعة المشاركة فى صناعة العمل، والتى تتخطى مراحل الإبداع، سواء بطل العمل الفنان أحمد عز أو المخرج أحمد خالد موسي، والذى أتوقع أننى لو أفكر فى نفسى مثلما يفكر لي، أحمد خالد موسى لأصبحت «الباتشينو العرب».
أما السبب الثانى هو الشخصية فى حد ذاتها، لأنها لشخص يدعى محمد البحيرى، من الشخصيات المركبة، وتحمل معانى كثيرة للمتلقي، فهو مهندس يعمل فى أوروبا، وببداية سفره عمل بأعمال بسيطة حتى يرتقى بنفسه، كعادة كل المصريين الذين المهاجرين، وتظهر على الشخصية ملامح الالتزام الديني، ويسكن فى بيت يجمع مجموعة من الجنسيات العربية، مما يجعله أشبه بجامعة الدول العربية، ويصبح «البحيري» عمدة العرب فى هذه الدولة، حيث يجمعهم ويعمل على مساعدتهم طوال الوقت لأنه شخصية خيرة للغاية.
■ لماذا تم تصوير المسلسل فى رومانيا، رغم أن الأحداث فى بلجيكا؟
- تكاليف السفر كانت العامل الرئيسى للتصوير فى رومانيا، بدلا من بلجيكا، لأن أعداد المسافرين من طاقم العمل كانت كثيرة، والفيزا لبلجيكا غالية الثمن، بخلاف رفض السفارة منح الفيزا لبعض الشخصيات الأساسية فى العمل، دون إبداء أسباب للرفض.
■ ما أهم اللحظات التى مرت عليك أثناء التصوير؟
- من أسعد اللحظات عندما زارنا بموقع التصوير السفير المصرى والقنصل المصرى برومانيا، وأشادا بما شاهداه، فهذا بمثابة تكريم لأسرة العمل، كما سعدت أيضا عندما أشاد «الرودكشن هاوس» برومانيا بالمشاهد التى شاهدوها، ولم يصدقوا أن هذا العمل يتم على أيدى مصريين.
■ هل جمعتك مواقف كوميدية مع الفنان أحمد عز؟
- عندما سافرنا، كان الترانزيت باسطنبول، وكان من المفترض أن نلحق بالطائرة الثانية المتوجهة لرومانيا، مما اضطرنا للجرى مسافة ٣ كيلو، من أجل اللحاق بالطائرة، فظللت أجرى مع طارق الجناينى وأحمد عز، هذه المسافة سويا، وكنت أنا وطارق نجري، ولا نستطيع اللحاق بأحمد عز، ولا نرى منه سوى الكاب الرياضى الذى يرتديه، والحمد لله بمجرد وصولنا الطائرة، أغلقوا الأبواب فى خلال ثواني.
■ ماذا عن كواليس وأحداث المسلسل؟
- الفنان أحمد عز من أكثر الفنانين احتراما على الإطلاق، ومتعاون ويعامل الجميع بمحبة شديدة، أما داخل الأحداث فهناك رابط مهم جمع بين شخصية محمد البحيرى التى أجسدها و«فخر» الذى يجسد شخصيته أحمد عز، وهذا الرابط هو «ابن فخر» الذى أحبته زوجة البحيرى التى لا تنجب، بسبب عقم زوجها، وهو ما يجعلنى أسافر لأى مكان يتواجد فيه هذا الطفل حتى أصبحت مطاردا مثله.
■ ما الذى دفعك لقبول شخصية محمد البحيري؟
- أنا أول من تعاقد على مسلسل «أبو عمر المصري» بعد أحمد عز، فعندما التقيت بالمخرج أحمد خالد موسى، يوم ٢٠ رمضان الماضى وكان وقتها يحضر للمسلسل، مع عز ومريم نعوم، وقال لى سنعمل سويا فى رمضان المقبل.
وبالفعل بمجرد البدء فى التحضير كنت أول من وقع عقد المسلسل، وما دفعنى لقبول هذا الدور فكرة المسلسل، الذى يعرض كيفية نشأة الإرهاب، وتحول الشخصية من إنسان مسلم طبيعي، إلى إرهابى متطرف، وذلك قبل أحداث ١١ سبتمبر، الذى جعل العالم ينظر للمسلمين نظرة مختلفة.
■ ما السبب فى الضجة التى حدثت على شخصيتك بمسلسل «الوصية»؟
- الضجة التى حدثت على شخصية «عم ضياء توفيق» من عند الله، وغير متوقعة نهائيا، ففى البداية جاء قبول الدور من أجل التنوع، واعتبرت هذا العمل واحة الراحة، لأننى كنت أرى أنه دور بسيط، ودخل الشك بداخلى عندما علمت اسم الشخصية، وأن الدور غير مناسب لسني.
لكن المخرج المتميز خالد الحلفاوي، شرح لى أن اسم الشخصية مجرد «إيفيه» فهو شخص أصغر منهم جميعا، ولكنهم يقولون له عم ضياء، لأنه عجوز الروح وكئيب، ودائم لذكر الموت، من هنا جاءت الكوميديا الصارخة التى شاهدها الجمهور وتعلق بها، ويعتبر هذا العمل أول عمل كوميدى لى وأنا مجرد ضيف شرف، ولكن الجمهور ترك كل شيء وأعجب بهذه الشخصية.
■ بعد النجاح الذى حققه «عم ضياء» هل ستكرر الشخصية مرة أخرى؟
- لن أفعل ذلك مطلقًا، من أجل التنوع بين الأدوار، ولم أكن حبيس دور بعينه، لكن عم ضياء سيظل حيا على السوشيال ميديا رغم أن كله رايح.
■ هل شعرت بالقلق من أدائه شخصية المحامى الفاسد بمسلسل «ضد مجهول»؟
- لم أقلق نهائيا، فالدور بأهميته وليس بطبيعته، وإذا قلق الفنان من تجسيد الشر أو الفساد، فمن سيظهر مساوئ تلك الشخصيات، وأنا قدمت شخصية صاحب محل الهواتف الفاسد فى مسلسل «هذا المساء» والدور لقى نجاحا كبيرا، وتسبب فى نجاح أكبر، وأنا أفكر دائما فى كيفية تقديم الشخصية وليس أفعالها.