قال الأنبا مرقس أسقف شبرا الخيمة إن سر الزواج من الأسرار السبعة المقدسة فى الكنيسة الأرثوذكسية، وهو من أول الأسرار التى أسسها الله منذ بدء الخليقة، وهو الذى قام بنفسه بإتمام هذا السر عندما رأى أنه «ليس جيدًا أن يكون آدم وحده فأصنع له معينا نظيره». والكنيسة القبطية الأرثوذكسية قامت على شريعة الزوجة الواحدة وترفض الطلاق حسبما جاء بالكتاب المقدس، ولا طلاق فى المسيحية، فالمسيحيون جميعا على اختلاف مذاهبهم مجمعون على أنه ليس فى المسيحية طلاق من هذا النوع.
وأضاف: أما الزواج المدنى فهو يتم بين اثنين بدون أى تدخل من الكنيسة، ولا تعترف به الكنيسة طالما لم يتم اتباع الإجراءات المتعارف عليها لإتمام الزواج، لأن الزواج داخل الكنيسة يقوم على الإشهار مثلما يحدث فى الدين الإسلامى، فخلال صلوات الإكليل يكون هناك حضور من أقارب العروس والعريس، ويقوم الأب الكاهن بإتمام إجراءات الزفاف التى يتم تسجيلها فى الكنيسة بطريقة رسمية، وفى الصلوات يحل الروح القدس على العروسين ويصبحان شخصا واحدا، بعد أن كانا اثنين، لذلك ترفض الكنيسة الطلاق.
واستطرد: فهناك الآية التى تقول «الذى جمعه الله لا يفرقه الإنسان» وأما ما يحدث فى الخارج فتلك إجراءات قانونية مثلما يحدث هنا فى مصر، ولكن يجب أن تكون عن طريق الكنيسة وتحدث تلك الإجراءات أو ما يعرف بالزواج المدنى، وذلك لحفظ حقوق الزوجين الشرعية والقانونية لهم ولأبنائهم فيما بعد.
وشدد: ألاحظ انتشار الحالات التى تذهب للكنيسة أو المحكمة لطلب الفصل بين الزوجين بسبب انتشار المشاكل الأسرية، وأود أن أوضح أن التطور التكنولوجى فى بعض الأحيان بسبب إساءة استخدامه يؤدى لظهور العديد من المشاكل، وهو أكثر الأمور التى تسبب تلك المشاكل بسبب الجفاء والبعد وانشغال كل طرف عن الآخر، فظهرت تلك المشاكل كما أن ضغوط الحياة لها دور رئيسى، فالكثير من الأحيان يقوم الزوج بالعمل خارج المنزل لأكثر من ١٨ ساعة فى اليوم الواحد، مما يجعله يهمل زوجته ويهمل التواصل معها ومع أبنائه، وقد قامت الكنيسة فى الآونة الأخيرة بالاهتمام بكورس ما قبل الزواج والمخطوبين، ولكن تلاحظ أن الشباب الملتزم فى حضور الكنيسة أو الاجتماعات هو الشخص الذى يهتم بحضور تلك الكورسات لتحسين حياته ومعرفته بالطرق السليمة بالتعامل مع الشخص الآخر الذى سيصبح بعد الزواج جزءا منه، لذلك نجد أن أغلب الأسر التى تتعرض للمشاكل وتطالب بالطلاق هى بعيده بشكل كبير عن الكنيسة أو الكتاب المقدس.