باتت البكتيريا المميتة تسبب رعبا يهدد العال، ورغم وجود المضادات الحيوية،
إلا أن أجيالا وأطوارا جديدة من البكتيريا ظهرت وأصبحت تقاوم كل أنواع المضادات
الحيوية، مما أدى إلى وفاة الكثيرين.
وتنبأ باحثون
متخصصون في مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، أنه بقدوم 2050 ستحدث 70 مليون
حالة وفاة سنويا، و100 ألف شخص يموتون سنويا بسبب الإصابات المقاومة للأدوية، فيما
يتضمن الإصابة بالسل وفيروس نقص المناعة المكتسبة والملاريا على مستوى العالم.
قال الدكتور محيى البنا، أستاذ جراحات السمنة والجهاز الهضمي بجامعة عين
شمس، إن المضادات الحيوية هى من أكبر المخاطر التي تهدد حياة البشرية، وأن الإفراط
منها، دون متابعة الطبيب تسبب في أزمة متفاقمة للبكتيريا المقاومة للأدوية والتي
قد تسبب الوفاة وهذا ما حدث من سوء استخدام المضادات الحيوية والذي يعتبر انتحار
جديد للإنسان وهو في مخيلته علاج البكتيريا المميتة لكنه لم يتوقع ان المضادات
الحيوية هي الموت المجهول بالنسبة له.
وأوضح أن اكتساب
القدرة على مقاومة المضادات الحيوية أو امتلاك خصائص المقاومة للمضادات الحيوية
هما أحد أسباب مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية، ويعتبر الحصول على جينات بروتين
أو إنزيم معين يكون ذلك مقاوم للمضادات الحيوية مثل اكتساب الجين الصانع لبيتا
لاكتاميز من بكتيريا أخرى يعتبر مقاومة للمضادات الحيوية والتي قد تسبب السمنة
المفرطة.
وأكد أن سوء استعمال المضادات الحيوية والإفراط منها يؤدي إلى الفتور
والتسرع في مقاومتها إلى جانب تردي الوقاية من العدوى ومكافحتها، ويمكننا الحد من
تأثير تلك المقاومة وتقييد نطاق انتشارها على جميع المستويات.
وأشار إلى أن تقليل
تطور مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية وذلك من خلال استخدم المضادات الحيوية وفق
إرشادات الطبيب المعالج، وعدم تناول المضادات الحيوية الموصوفة لشخص آخر مطلقًا
بهدف الإعفاء من المرض ذلك يسبب مضاعفات أخرى، والاهم من ذلك ممارسة العادات
الصحية مثل غسل اليدين بانتظام بالماء والصابون، وخاصةً بعد استخدام المرحاض، وقبل
تناول الطعام وغسل الفاكهة والخضروات جيدًا، مع تناول جرعة العلاج اليومية
المناسبة، استشارة الطبيب إذا نسيت تناول إحدى الجرعات المقررة وما يجب فعله في تلك
الحالة.
وأوضح رئيس قطاع
الطب الوقائي، الدكتور عمرو قنديل، ظهور البكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية والتي
تسبّب عدوى التهابات للإنسان والحيوان ويكون علاجها في ذلك الوقت أصعب من التي
تسببها نظيرتها غير المقاومة للمضادات والتي تؤدي مقاومة المضادات الحيوية إلى
ارتفاع التكاليف الطبية مع تمديد فترة الرقود في المستشفى وزيادة معدل الوفيات على
مستوى العالم.
وأشار قنديل إلى أنه في حال استحداث أدوية جديدة فإن مقاومة المضادات
الحيوية ستظل تمثل تهديدًا كبيرًا إذا لم يتم تغيير سلوكيات استعمال الأدوية
بطريقة صحيحة، وللحد من انتشار عدوى الالتهابات يجب التطعيم وغسل اليدين على نحو
آمن والاعتناء جيدًا بنظافة الأغذية.
وأردف أنه مع ازدياد
أنواع البكتيريا التي تقاوم تأثير المضادات الحيوية عليها في العالم يمثل تهديد
ومشكلة كبيرة والتي سرعان ما تتفاقم وتزداد سوءًا بمرور الوقت حيث يتوقع الخبراء
أن يصل أعداد الموتى إلي 70 مليون بحلول عام 2050، مشيدا بدور المضادات الحيوية،
التي تقوم بدور في غاية الأهمية وخاصة عند إجراء العمليات الجراحية وعلاج السرطان،
والإصابات الميكروبية الخطيرة، ومع ظهور أنواع جديدة من البكتيريا الممرضة والتي لا
تتأثر بأي من المضادات الحيوية الموجودة واذا لم يكن هناك علاج يقضي تماما على
البكتيريا المميتة سوف تكون هناك كارثة لا حد لها على الإنسانية.
واستطرد أن
الاستخدام المناسب للمضادات الحيوية يحافظ على فاعلية المضادات الحيوية الحالية،
وزيادة فاعليتها وحماية الأشخاص من العدوى المقاومة لها.
وأكد أن بعض المستشفيات والمؤسسات الطبية لا تمتلك إرشادات لتشخيص وعلاج
جديد لضمان فعالية علاجات العدوى البكتيرية، وتقليل الاستخدام غير الصحيح للمضادات
الحيوية.
ويسعى الباحثون في
الكشف عن معلومات تخص أماكن الموجودة بالبلازميدات، والتي من خلالها يمكن للعلماء
القيام بتصميم جزيئات ترتبط بشدة بها وخاصة في نهاية البلازميدات، مما يجعلها تقوم
بمنع انتقال أو تحرك الجينات، فتثبت بذلك البلازميدات وتمنعها من الانتقال بين
أنواع البكتيريا المختلفة.