الخميس 21 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

"الإخوان".. الإرهاب وتساقط الأقنعة الزائفة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ما حدث في مصر خلال الأيام القليلة الماضية من عمليات إرهابية بشعة يثبت - بما لا يدع مجالاً للشك - أن تنظيم "الإخوان"، سواء في مصر أو خارج مصر، هو جزء لا يتجزأ من منظومة الإرهاب الدولي الموجه والمدعوم من جهات خارجية بهدف زعزعة الأمن والاستقرار والترويج للتدخلات الأجنبية في شؤون الدول التي يتواجد فيها هذا التنظيم ورفاقه من أعضاء هذه المنظومة الإرهابية العالمية، مثل تنظيم القاعدة وفروعه المختلفة، ولا حجة الآن لأي شخص يحاول الدفاع عن الإخوان، فقد سقطت الأقنعة تماما، وثبت بما لا يدع مجالا للشك أنهم إرهابيون يعملون لحساب أعداء الوطن الذي لا يشعرون بأي انتماء إليه، فالإرهابي مرتزق لا وطن له.

* "الإخوان" أصل الإرهاب..
أما عن قرار الحكومة باعتبار جماعة الإخوان جماعة "إرهابية" فقد جاء متأخرا كثيرا، وقد سبقه منذ عشر سنوات عام 2003 قرار مماثل في روسيا من المحكمة الروسية العليا باعتبار جماعة الإخوان "المصرية" جماعة إرهابية، بعد أن قبضت السلطات الروسية على أفراد مصريين ينتمون لهذه الجماعة ضمن تنظيم إرهابي في روسيا، وبناءً عليه كان استقبال الرئيس بوتين لمحمد مرسي في أبريل الماضي في منتجع في جنوب روسيا وفي منزل مدير البلدية الذي استقبل مرسي في المطار.


* آليات مواجهة الجماعة الإرهابية..
على كل من يعترضون على استخدام القوة لقمع هذه الجماعة وضبط الأمن في البلاد أن يعوا جيدا أن الشعب لا يهمه الآن سوى الأمن، ولا تهمه من قريب أو بعيد شعارات الديمقراطية الزائفة وحرية الرأي وحقوق الإنسان المزعومة التي يضحكون بها على الشعوب، الشعب لا يريد الآن سوى الأمن والقضاء على الإرهاب والإرهابيين، ومصر الآن بحاجة ليد قوية ونظام قادر على تحقيق الأمن الذي من دونه لن تكون هناك حرية ولا ديمقراطية ولا حتى حياة.
العمليات الإرهابية الأخيرة بآلياتها والأساليب والمواد التي نفذت بها تؤكد أن وراء الإخوان الإرهابيين جهات خارجية توجههم وتدعمهم وسوف تستمر في دعمهم، خاصة بعد أن رأت هذه الجهات أن مصر تخرج من تحت نفوذها وتتجه اتجاهات أخرى مضادة لمصالحها وهيمنتها.


* مصر بوصلة لتوجهات الخارج..
هناك ملامح كثيرة نقيس بها مستوى الثبات والتغير في المنطقة‏,‏ لكن تظل مصر بوصلة أساسية لتوجهات اللاعبين‏, وتحديد نجاح أو فشل ترتيباتهم، وقد جرى اختبار هذه المسألة العام الماضي, مما أكد أن القاهرة مركز ثقل لا يستهان به، فكيف سيواجه هذا المركز التطورات, بعد أن دخلنا عام التحولات الإقليمية بامتياز؟

* تخريب مخططات الخارج..
لم تكن نتائج ثورة 30 يونيو محلية صرفة, بل أسهمت حصيلتها في تخريب بعض المخططات, التي راهن أصحابها على بقاء جماعة الإخوان في الحكم، كما أنعشت الأمل لدى بعض الدوائر العربية للإفلات من مصيدة تصورات أعدت لتغيير خريطة بلدانهم، وبقدر الخشونة التي مارستها قوى شريرة للإيقاع بمصر, وجدنا قوى أخرى تغدق في كرمها الاقتصادي ودعمها السياسي، الأولى, لا تزال تتعلق باحتمال نجاح سيناريو ارهاقنا وإدخالنا في أزمات متتالية, طمعا في إضعاف قدرات الدولة والفشل في الخروج من دوامة المشكلات المتلاحقة, وكانت عناصر الإخوان والإرهابيين أهم الأذرع للوصول لنتيجة مرضية, أو قياس درجة الاستجابة للضغوط المستمرة, جريا وراء وقف أي توجهات لاستقلال القرار الوطني، والقوى الثانية, تواصل دعمها, لأن مصر أصبحت هدفًا لاستثمار استراتيجي حقيقي, لمواجهة مؤامرات وتربيطات كبيرة, في مرحلة مليئة بالتقلبات، كما أن لديها مقومات لضبط ايقاع قضايا مهمة, ومنع انفلاتها بما يحافظ على مصالح بعض الدول العربية الشقيقة.

* دعم مصر..
من جهة أخرى، فإن التفاؤل الظاهر في ملف العلاقات الأمريكية - الإيرانية يؤكد أن واشنطن لديها توجهات جديدة، وتديرها بمرونة أو نعومة عالية، فالخلاف الذي دخل مرحلة الصدام المباشر وقوى الشر والشيطان والهيمنة وتصدير الثورة، مفردات اختفت لحساب الوئام والتفاهم وربما التحالف، وقد تتحول طهران إلى شرطي لمنطقة الخليج، وهو الأمر الذي ينعكس على دول المنطقة العربية، ويهدد مصالحها الاستراتيجية، ويشير إلى أن العام الذي هل علينا سوف يشهد تغيرات درامية، وهو ما استشعرته بعض دول الخليج ووجدت أن مصر هي القوة المحورية التي يمكن الاعتماد عليها لمواجهة هذا النوع من التحولات، التي تعيدنا إلى بداية عقد التسعينيات من القرن الماضي، عندما تم تشكيل ما يسمى بـ "دول إعلان دمشق"، من مصر وسوريا ودول الخليج الست، لملء فراغ أمني نجم عن تدمير العراق، ولصدّ طموحات إيران في المنطقة، ولكن نجحت واشنطن وطهران في وأده قبل أن تدب فيه الروح، لذلك تقف دول مثل السعودية والإمارات والكويت خلف دعم مصر الآن، لتتجاوز محنتها وتستعدد للقيام بدورها في الدفاع عن شقيقاتها.