«مرغم عليك يا صُبح مغصوب يا ليل لا دخلتها برِجْليَّا، ولا كان لى ميل شايلينى شيل دخلت أنا فى الحياة وبكرة هاخرج منها شايلينى شيل»، يختصر صلاح جاهين فى الرباعية حياته التى استمرت ٥٦ عامًا، كانت زاخرة بالأعمال الإبداعية المؤثرة إلى الآن فى الشعر والفن.
صلاح الدين بهجت أحمد حلمي، المولود فى الخامس والعشرين من ديسمبر من عام ١٩٣٠، فى حى شبرا، أحد أشهر شعراء العامية المصرية، كان والده يعمل مستشارًا فى السلك القضائي، تخرج فى كلية الحقوق جامعة القاهرة.
تزوج «جاهين» مرتين، وشهد عام ١٩٥٥ زواجه الأول من سوسن محمد زكى الرسامة بمؤسسة دار الهلال، والتى أنجبت أمينة وبهاء الذى صار شاعرًا، بينما كانت زيجته الثانية من الفنانة منى جان قطان فى ١٩٦٧ ولم ينجب منها إلا ابنته سامية أصغر أبنائه.
نستطيع القول إن صلاح جاهين فنان شامل بحيث أبدع فى أكثر من مجال ومنها الإنتاج السينمائي، وكانت له أعمال بارزة مثل «أميرة حبى أنا» و«عودة الابن الضال»، إلى جانب كتابته لسيناريوهات بعض الأقلام مثل «خلى بالك من زوزو» و«شفيقة ومتولي» و«المتوحشة» وشارك كممثل فى بعض الأعمال الأخرى.
بينما شهدت جريدة «روز اليوسف» إبداعاته الصحفية الساخرة فى فن رسم الكاريكاتير، وكانت مجلة «صباح الخير» إحدى محطاته فى بلاط صاحبة الجلالة والتى انتقل منها إلى «الأهرام».
ولكن شعر العامية لـ«جاهين» هو الإرث الذى لا ينضب حتى يومنا هذا حيث رسم بقلمه أحوال العباد والبلاد، وترجم عصارة فكره إلى ١٦١ قصيدة، وتعد «الرباعيات» أشهر ما كتبه الشاعر الكبير، التى تحولت إلى أغنية لحنها سيد مكاوى وغناها على الحجار.
ومن أشعاره المشهورة قصيدة «على اسم مصر» بالإضافة إلى أوبريت «الليلة الكبيرة» والقصيدة التى ألفها عقب نكسة ١٩٦٧ بعنوان «تراب دخان».
وكانت نكسة ١٩٦٧ هى الحادثة القاصمة فى حياته، فتكاثرت فى نفسه أبخرة الحزن ولازمته الكآبة الخرساء، فخفُت إبداعه.
وتوفى فى مثل هذا اليوم، الحادى والعشرين من أبريل من عام ١٩٨٦ عن عمر ناهز السادسة والخمسين.