لم يتمتع يومًا بطفولته مثل أى طفل، وبدأ حياته منذ صغره فى العمل والشقاء، ولم يهنأ يوما بكلمة حلوة من أب أو أم، ينظر من حوله لأطفال جيله يلعبون ويمرحون ولا يشعرون بسأم الحياة وثقل المسئولية، إلا أن القدر وضعه فى ظروف صعبة لم يتوقعها وهو فى هذه السن الصغيرة.
يقول أحمد محمود، ١٤ سنة، يسكن فى «بين السرايات» ويعمل فى صيانة السيارات والألوميتال: «منذ أن توفى والدى وأنا متحمل مسئولية إخواتى وأمى، واضطررت أن أترك الدراسة والتعليم وأنا فى الصف الرابع الابتدائى، لأتولى المصاريف على البيت من بعد أبى، فخرجت إلى سوق العمل لأعمل فى أى مجال يجيب فلوس وأكتسب بيها صنعة، مع أن حلمى كان أكبر من ذلك، ولكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن، تبدلت الظروف، والأحوال تغيرت لأجد نفسى أعمل فى أكثر من مهنة».
ويستكمل حديثه: «لن أتخلى عن أمى وإخواتى أنا أبوهم وأخوهم الكبير، أنا اتحطيت فى موقف لازم أكون أد المسئولية وراجل يعتمد عليه.