الجمعة 27 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

سياسة

نبوية موسى.. "الأستاذة"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ولدت نبوية موسى محمد بدوية فى ١٧ ديسمبر ١٨٨٦ بقرية كفر الحكما بندر الزقازيق، محافظة الشرقية، كان والدها ضابطًا بالجيش المصرى برتبة يوزباشي، ولما بلغت نبوية الثالثة عشر من عمرها تطلعت لاستكمال تعليمها، غير أنها لم تجد أى مساندة من عائلتها عند اتخاذها هذا القرار، وجاء بعض من ردود كبار العائلة لنبوية صادمة ومنها: «عيب، مش أصول بنات العائلات، سفور وقلة حياء»، وقال لها عمها: «البنت للغزل مش للخط».
ذهبت نبوية سرًا إلى المدرسة متخفية فى ملابس خادمة، ثم تقمصت دور أم تسأل عن تعليم ابنتها فقالوا لها إنه يجب تقديم طلب موقع بختم ولى الأمر حيث سرقت ختم والدتها، وكما تقول فى كتابها «تاريخى بقلمي» لتقدم هى لنفسها بدلًا من ولية أمرها، وباعت سوارًا من الذهب حتى تحمل المدرسة على قبول طلبها الذى جعلته بمصروفات فحصلت فى النهاية على دبلوم المعلمات عام ١٩٠٨، بعد أن قضت سنتين تحت التمرين فى التدريس وثبتت فى وظيفتها كمعلمة.
كان عملها بالتدريس، بمثابة تدخل سافر على عمل الرجال من وجهة نظرهم؛ فقد اعتبروها هادمة البيوت وقاطعة أرزقاهم، وصاروا يتصيدون الأخطاء لها، وينتقدون أداءها، ويطالبون بفصلها.
وبالمخالفة لما يثار عن أنها كانت تؤازر الاحتلال الإنجليزي، فقد استغل هؤلاء المعلمون مقالاتها فى مطبوعة «مصر الفتاة» التى كانت تكتبها ضد الإنجليز تحت اسم مستعار، وأوصلوا نسخًا منها إلى ناظرة المدرسة التى تعمل بها، وعلى الرغم من أن ذلك أسس للخلاف بينهما، وكاد ليصل إلى حد فصلها نهائيًا من وزارة المعارف لأن القواعد تحظر على الموظفين الكتابة للصحف، لكن ثناء سعد زغلول باشا على كتاباتها ومقالاتها، كان سببًا فى تحول موقف الناظرة.
وكان مرتب المعلمة الحاصلة على دبلوم المعلمات السنية ستة جنيهات مصرية فى الوقت الذى يعين فيه خريج المعلمين العليا من الرجال بمرتب اثنى عشر جنيهًا، احتجت لدى المعارف فأجابتها بأن سبب التفرقة هو أن متخرجى المعلمين العليا حاصلون على شهادة البكالوريا «الثانوية العامة» فعقدت نبوية العزم على أن تحصل عليها واستعدت لها بمجهود ذاتى فلم يكن فى مصر آنذاك مدارس ثانوية للبنات، وتقدمت لهذا الامتحان وحصلت على شهادة البكالوريا عام ١٩٠٧ فكان لنجاحها ضجة كبرى، ثم حصلت على دبلوم المعلمات عام ١٩٠٨.