السبت 30 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

الخطيب والإخوان

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news


على مدار اليومين السابقين وطوال ساعات الليل والنهار رحت أسأل كل من
عرفته أو ما زلت أعرفه من مسئولي النشاط الإخواني في كل الأجهزة الأمنية، عن حقيقة
انتماء الكابتن محمود الخطيب للإخوان . 

ورغم أنني عملت على هذا الملف طوال 30 عاما، وألفت أكثر من 15 كتابا
عن تلك الجماعة اثنان منها تم ترجمتهما باللغتين الإنجليزية والفرنسية، ورغم
امتلاك المركز العربي لدراسة حركات الإسلام السياسي الذي أسسته عام 1998- وما زلت
أترأسه حتى الآن- والذي أشرف على إدارته حتى عهد قريب أستاذنا المفكر الكبير السيد يس، أقول رغم امتلاكنا لأكثر من 10 ملايين فايل عن تلك الجماعات إلا أنني رحت
أراجع كل أرشيفي على مدار ثلث قرن ربما فقدت بعضا من ذاكرتي مع تطور الزمن،
وتواصلت مع مسئولين كبار ما زالوا يشغلون مواقع مهمة في تلك الأجهزة، وكان السؤال
واضحا وملحا : 

هل صنف الكابتن محمود الخطيب لاعب الكرة الشهير بالنادي الأهلي وعضو
مجلس إدارة النادي بعد ذلك يوما كعضو أو متعاطف مع الإخوان، وجاءت الإجابة التي
كنت متيقن منها مسبقا: بالطبع لا . 

أحد أقطاب تلك الأجهزة قص علي مسامعي قصة مفادها أن الإخوان بعد أن
خططوا لاختراق فئات المجتمع الراقي عبر الخطة التي وضعها خيرت الشاطر آنذاك، والتي
سميت بقضية سلسبيل نسبة إلى شركة الكمبيوتر التي كان قد أسسها الشاطر لهذا الغرض
حاموا حول الخطيب كغيره من المشاهير في تلك الحقبة، وبينما نجحوا مع كثيرين غيره
إلا أنه صَدَّهم بكل جدية فور تحذيره منهم باعتبارهم منظمين داخل جماعة الإخوان
المحظورة آنذاك . 

وأضاف ذات المسئول أننا ظللنا نراقب تصرفاته وعلاقاته ردحا من الزمن
رغم تصرفه ذاك حتى تأكدنا أن الإخوان صرفوا النظر عنه بعد يأسهم من تجنيده . 

الغريب أن تطلق اتهامات بهذا الشكل في هذا التوقيت ضد رجل بحجم محمود
الخطيب، ولا نجد أحدًا ينبري لقول كلمة حق في حق هذا الرجل الذي طالما أمتع أجيالا
كثيرة من المصريين، وكسب احترام الجميع . 

لا أعرف محمود الخطيب على المستوى الشخصي، ولم ألتق به ولم أهاتفه
يوما ما، هذه حقيقة ربما لأنني لست من المهووسين بكرة القدم بحكم اهتماماتي وعملي،
وربما لأنني كنت دائمًا رغم عضويتي أنا وأسرتي في النادي الأهلي إلا أنني أشجع مصر
عادة، والأهلي فقط حينما يلعب مع نادٍ أجنبي . 

أقول هذا لأقطع الطريق على من يلجئون إلى التفاسير الجاهزة والمعلبة
لكل كلمة حق تُكتب أو تقال في حق شخصية عامة . 

لا أعتبر أيضًا مقالي هذا تدخلا بين فريقين لصالح فريق ضد آخر، فكل
الاحترام أكنه للمهندس محمود طاهر رغم أنني أيضًا لم أقابله يومًا، ولم أهاتفه،
على الرغم من أنه ترأس ناديا أنا وأسرتي أعضاء فيه . 

لم أتوقف بالطبع عند سؤال الأصدقاء في عدد من الأجهزة الأمنية عن
حقيقة الادعاء بانتماء الخطيب إلى الإخوان، لكنني سألت عددًا من محرري الرياضة
والملمين بالملف الانتخابي لنادي القرن، وبعضًا ممن أثق في صدقهم داخل القلعة
الحمراء حول تلك الجرأة التي تدفع البعض لإطلاق اتهامات مميتة بهذا الشكل ضد شخصية
بحجم وتاريخ محمود الخطيب دون أن تطرف لهم عين . 

وتفاجأت وآمل ألا يكون ما سمعته صحيحًا؛ لأن ذلك يتطلب تدخلا عاجلا
من أجهزة الدولة المعنية بالمال العام فيما يجري على الأرض من كوارث، إذا ما تم
اعتمادها كمنهج ستطيح بكل القيم التي يحاول الرئيس عبدالفتاح السيسي أن يرسيها
داخل المجتمع المصري . 

سمعت من رجال أثق في صدقهم كما قلت داخل القلعة الحمراء أن تحالفًا
جرى بين عدد من رجال الأعمال هدفه شراء شركة الكرة التي تمثل حلمًا كبيرًا لهم،
خاصة أن المجلس الحالي قد وضع بندًا في لائحة النادي تتيح بيع شركة الكرة دون
تحديد نسبة النادي . 

وأضاف هؤلاء أن هناك أيضًا مشروع الاستاد الدولي للنادي، والذي تبلغ
استثماراته ما يقرب من خمسة مليارات جنيه، وهي صفقة كبيرة يعتقد هؤلاء أنه إذا آلت
رئاسة المجلس إلى فريق دون آخر ستئول الصفقة إلى عدد من رجال الأعمال المعروفين،
والذين يدعمون هذا الفريق علانية . 

كل هذا والعهدة على الرواة، الذين أثق في صدقهم عبر معايشة طويلة، هو
ما دفع البعض لشراء مساحات كاملة في الجرائد، وساعات في التليفزيونات لتخصيصها
للهجوم على الكابتن محمود الخطيب . 

الحقيقة أن انتخابات القلعة الحمراء كشفت عن مواطن زلل كثيرة في
المجتمع، وجماعات ضغط عديدة أثق في أن الأجهزة الرقابية تتابع بدقة، وأن الرئيس
قريب جدًّا من الموقف، وأن هذه الانتخابات وبغض النظر عما سينتج عنها من فوز فريق
وهزيمة فريق آخر سيكون لها توابع أخرى لإرساء قيم ثورة ٣٠ يونيو، ولتوصيل رسالة
للجميع أن الدولة لم تكن أبدًا بعيدة عن كل ما يُحاك على الأرض ضد المال العام،
واستغلال المال في تغيير بنية المجتمع المدني من ناحية أخرى، والتي قد تمتد من
انتخابات النوادي الرياضية إلى الانتخابات النيابية وصولا إلى الانتخابات الرئاسية
التي يجهز لها البعض في الخارج مليارات الدولارات لشرائها على حساب مستقبل
المصريين المرتبطين قلبًا وقالبًا في مركب واحد مع رئيسهم عبدالفتاح السيسي .