تضاربت مشاعر الشارع القبطى، ما بين مشاعر حزن ونعى على قتل القمص الشهيد، وفق توصيف الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ومشاعر غضب من تصريحات الشيخ سمير حشيش، بعدم جواز إعدام قاتل المسيحي، بينما فكر آخرون فى أمثلة المحبة والتآخى بين أبناء الوطن، متخذين من الشيخ الشعراوى والبابا شنودة نموذجًا، وشيوخ ألقوا عظتهم فى سرداب عزاء القمص سمعان، وظهر ذلك عبر مواقع التواصل الاجتماعى «الفيس بوك».
فاستشهد أبانوب عبدالله، على صفحته الشخصية، بعلاقة البابا الراحل شنودة الثالث والشيخ الراحل متولى الشعراوي، فقال: بعد وفاة فضيلة الشيخ الشعراوي، حزن قداسة البابا شنودة الثالث كثيرًا، وقام بوضع صورة كبيرة للشيخ ومن تحتها شموع فى المقر البابوى بالكاتدرائية، هذا فى الوقت الذى رفض بعض المتشددين الوقوف دقيقة حدادا فى مجلس الشعب المنحل، عقب نياحة قداسة البابا شنودة، هكذا تكون المحبة فى المسيحية، بين الأصدقاء الحقيقيين والأخوة الصادقة.
وأعلن هانى فؤاد صليب عن غضبه من تصريحات الشيخ سمير حشيش، وطالب المصريين بالرد على عبارته، وتأتى تصريحاته عقب حادث استشهاد القمص سمعان شحاتة، كاهن كنيسة القديس يوليوس الأقفهصى بالفشن، على يد أحد المتطرفين، بقوله عدم شرعية إعدام قاتل المسيحيين، وذلك خلال خطبة له، بمسجد الخلفاء الراشدين فى مدينة ٦ أكتوبر، إلا أنه إذا قام شخص بالدخول إلى كنيسة واعتدى على الموجودين فيها فيجب معاقبته، ولكن ليس بعقوبة الإعدام، نظرا لوجود حديث «صحيح» يقول: «لا يؤخذ مؤمن بكافر».
وتعد سقطات الإعلام حول نقل ما ينشر فى مواقع التواصل الاجتماعى دون تحرى الدقة عن صحة ما ينشر، اتضحت فى نشر فيديو لقس يعزف مقطوعة موسيقية على آلة «الناي»، والتى نسبت للقمص الشهيد سمعان شحاتة وتداولته المواقع الصحفية، اتضح أن المقطوعة للقس إيلاريون، القمص تادروس كاهن كنيسة مارجرجس بالفيوم، وخرج بعض الكهنة يكذبون وينتقدون استغلال مشاعر البسطاء وتداول الفيديو على أنه للشهيد.
وشهد سرادق عزاء القمص سمعان حالة من التآخى والوحدة، والصداقة الحقيقية، فتبادل الشيوخ والقساوسة على ميكروفون السرادق لإلقاء العظات.
وأكد سعيد بشرى أنه قام عدد من الشيوخ الأفاضل المستنيرين وفق تعبيره، بإلقاء العظات فى سرادق العزاء، والذى أقيم لتلقى العزاء فى القمص سمعان، والذين شكروا الله ورفضوا الإجرام، وعددوا مآثر ومناقب الشهيد، للجميع وعلاقته الممتازة بالكل، والتي تجلت فى الأعداد الغفيرة من كل أطياف المجتمع الذين قدموا واجب العزاء، ذاكرين أن رحمة الله تشمل الكل، وليست قاصرة على فئة معينة، وليس بأحد تكفير الآخر أو الحكم عليه إلا لصاحب الملك. وأشار إلى أن هناك وجهًا آخر معتمًا، وهو الشيخ حشيش، والذى يحض على العنف والكراهية.