الأحد 24 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بوابة العرب

الرئيس الإيراني يصطدم بفساد "الحرس الثوري" والخلافات تطفو على السطح

الرئيس الإيراني حسن
الرئيس الإيراني حسن روحاني
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حرب شديدة تشهدها إيران من الداخل بين التيار المعتدل الذي يقوده الرئيس الإيراني حسن روحاني وبين الحرس الثوري الذي يمثل التيار المتشدد والقوة العسكرية الإرهابية التي خولها المرشد الإيراني "على خامنئي" لغرس مخالبها في كل جانب من جوانب الاقتصاد الإيراني، حيث تستخدم هذه المكاسب المالية لتمويل الإرهاب على نطاق عالمي وخاصة في سوريا والعراق وباقي الدول العربية. 
بدأ خلاف روحاني والحرس الثوري في الظهور بعد إطلاق الصواريخ الإيرانية ضد مدينة دير الزور السورية، ففي حين سعى الرئيس الإيراني ووزير استخباراته محمود علوي التأكيد على أن الرئيس هو من أمر بإطلاق الصواريخ بصفته رئيسًا للمجلس الأمن القومي الإيراني، نفى الحرس الثوري في بيان أي دور لروحاني في هذه القضية بل اتهمته بعض قيادات المؤسسة العسكرية الإيرانية المثيرة للجدل، بـ"الكذب واستغلال منصبه".
هجوم وتهديدات متبادلة
وفي محاولة من روحاني للحد من النفوذ الاقتصادي والمالي لميليشيات الحرس الثوري الذي يعيق مساعي الإصلاح الاقتصادي والاستفادة من رفع العقوبات عن طهران ضمن الاتفاق النووي، انتقد روحاني الحرس الثوري أمام حشد من الاقتصاديين في بلاده قائلا: "هناك من كان يخشى الدولة غير مسلحة، لكن الآن بات الاقتصاد والسلاح والإعلام بيد العسكر ولا يستطيع أحد منافستهم".
كما اتهم روحاني هذه المؤسسة العسكرية بالاستيلاء على الاقتصاد وأنها "دولة داخل دولة" في بلاده، داعيا إياهم للاهتمام بالشئون العسكرية والأمنية على الحدود، بدلا من تخويف المستثمرين.
وجاء الرد سريعا من قائد الحرس الثوري محمد علي جعفري، الذي شن هجوما عنيفا على روحاني، وقال:" إن الحرس لا يمتلك بنادق فحسب، بل صواريخ أيضا، مضيفا أن حكومة روحاني تستسلم أمام من وصفهم بالأعداء".
على صعيد الاقتصاد، قال الجعفري: "إن الحرس يسيطر على اقتصاد البلاد بهدف حماية الثورة، وإنهاء التبعية الاقتصادية وتعزيز القوة العسكرية في مواجهة أطماع القوى الخارجية".
كما دان قائد الحرس عدم وفاء حكومة روحاني بتعهداتها المالية تجاه قواته، التي تحكم قبضتها بالفعل على نحو 40 في المئة من الاقتصاد الإيراني.
بدوره هدد غلام حسين غيب برور، قائد قوات التعبئة (الباسيج) التابع للحرس الثوري الإيراني، الرئيس حسن روحاني، قائلًا إن إضعاف الحرس_الثوري "ذنب لا يغتفر".
وأشار قائد قوات التعبئة الباسيج إلى أن الرئيس روحاني يقوم "عمدًا" بإضعاف الحرس الثوري قائلًا: "لا يمكن التصديق أن محاولة إضعاف الحرس الثوري وقوات التعبئة (الباسيج) يأتي سهوًا"، حسب ما جاء في وكالة فارس الإيرانية.
وأضاف "برور" ردًا على روحاني: "في حين تقوم أعداء مثل الولايات المتحدة بمهاجمة وإهانة الحرس الثوري، يقوم البعض في الداخل باستهدافه أيضًا".
إعاقة الاتفاقيات وزيادة التحديات
مع ارتفاع معدلات البطالة وشكوى المواطنين من تردي الوضع الاقتصادي إلى حد الاحتجاج على إنفاق المليارات على التدخل في العراق وسوريا، يسعى الرئيس حسن روحاني منذ إعادة انتخابه إلى تحقيق أكبر استفادة من الاتفاق النووي مع القوى العظمى في مجال تحسين الاقتصاد وجذب الشركات الأجنبية إلى البلاد، لكن تداخل ميليشيات الحرس الثوري في الاقتصاد لا يعيق فقط اتفاقات الحكومة مع الشركات الأجنبية، بل يزيد من التحديات الاقتصادية أمام الحكومة في الداخل الإيراني.
وخلال العام الأخير، طالت حملات مكافحة الفساد عددا من هؤلاء، بل ضغطت الحكومة كي يتخلى الحرس الثوري عن بعض حصصه في شركات معينة لصالح الحكومة، وتحاول أن تضغط أكثر لتقليص نفوذ الميليشيات خاصة في القطاع المالي الذي يمثلهم فيه "أنصار بنك" على سبيل المثال.
اعتقالات وقضايا فساد
ونظرا للثراء الفاحش الذي يتمتع به أذرع الحرس الثورى نتيجة أعمال فساد اعتقلت الحكومة جنرال يعرف بأنه العقل الاقتصادي للتنظيم في وقت سابق من هذا العام وأطلق سراحه بكفالة على ذمة قضايا فساد.
كذلك ألقي القبض على عدد من أعضاء الميليشيا المسؤولين عن نشاطها الاقتصادي وعدد من رجال الأعمال في الأشهر الأخيرة.
وعثر في منزل أحد قادة الحرس الذين ألقي القبض عليهم على ملايين الدولارات نقدا وتمت مصادرتها.
ومنذ عام 2005 سيطر الحرس الثوري الإيراني على نحو 355% من أسواق العمل والمالية في الاقتصاد الإيراني، كما أنه سيطر على بناء الطرق والمباني والمطارات والمرافق النووية ومعظم الهياكل الأساسية الأخرى، وبالإضافة إلى ذلك، فإن المصارف الإيرانية الكبرى، وشركات النفط، والاتحادات الزراعية، والاتصالات السلكية واللاسلكية، وحتى شركات الأغذية، تستحوذ عليها قوات الحرس الثوري مباشرة.
ويرى متابعون في الشأن الإيراني أن تصريحات الرئيس الإيراني، ضد الحرس الثوري تأتي في إطار الخلاف المشهود بن روحاني والمرشد علي خامنئي، حيث يسعى روحاني بهذه الانتقادات للتقرب والاحتماء بالشريحة الأكبر في المجتمع الإيراني التي أوصلته رئيسًا للبلاد، مقابل الحرس الثوري الذي يعتبر العصا الأقوى بيد المرشد لضرب أي معارض في الداخل حتى وإن كان روحاني نفسه.