أكد الكاتب الكبير محفوظ عبدالرحمن في حوار مع "البوابة نيوز"، اشترط نشره بعد وفاته، أن سيدة الغناء العربي أم كلثوم قد تزوجت من مستشار قضائي يدعى "وجدان" وأنجبت منه 3 أبناء، إحداهما تدعى "سعدية" ومصابة بمرض البلادة.
وأشار خلال حواره المسجل إلى أن الدافع الأول لتقديمه مسلسل أم كلثوم هو حبه وإعجابه الشديد بأم كلثوم منذ صباه، قائلًا: "إن هذا الحب كان دافعًا للتفكير فقط في تقديم عمل درامي يتناول جوانب حياتها لكن دون الإقدام على كتابة أي كلمة تخص هذا المشروع الفني، أما الدافع الثاني والرئيسي لتقديمي المسلسل هو علمي بأن أم كلثوم قد تزوجت من مستشار قضائي يدعى "وجدان"، ولا أذكر اسمه الثاني، وأنجبت منه 3 أبناء، أحدهم فتاة تدعى "سعدية"، وقد علمت بذلك عن طريق الصدفة أثناء إقامتي بإحدى الدول العربية، في فترة مرض السيدة أم كلثوم بالكلى وقبل رحيلها بأيام قليلة، وأثناء إقامتي كنت منزعجًا من فتاة تسكن بجواري ودائمة البكاء والعويل، وهو ما أزعجني وأغضبني ودفعني فى الذهاب إليهم، فوجدت تلك الفتاة التي علمت أنها تدعى "سعدية" في حالة من الانهيار ودائمة العويل والبكاء مع والدتها، التي علمت فيما بعد أن هذه الوالدة التي تبكي عليها "سعدية" هي كوكب الشرق أم كلثوم، وهو ما وقع عليا كالصاعقة.
وأضاف: كانت المفاجأة الأخرى التي صدمتني هو إصابة "سعدية" بمرض البلادة، الذي يدفع الإنسان لعدم الاهتمام واللامبالاة اتجاه أي شيء حتى لو كان مُضر له، وهذا يتناقض مع حالة الانهيار الدائم والشبه جنوني على والدتها، منذ هذه الفترة وأزداد بداخلي شعور الاهتمام بتقديم عمل درامي عن "أم كلثوم" ولكن هذه المرة كانت نظرتي للعمل قد اختلفت، من تقديم عمل يتناول حياة أم كلثوم الفنية والشخصية إلى تقديم عمل يهتم بالأساس لتقديم حياة من قدموا المساعدة لأم كلثوم وعملوا على تلميعها وتقديمها للجمهور العربي، كي أعطي هؤلاء الفنانين المجهولين حقوقهم الفنية والأدبية، إلى جانب عدم التعرض لحياة أم كلثوم الشخصية، خاصة بعدم معرفتي بزواجها وإنجابها وإخفائها ذلك عن الجمهور والرأي العام حتى لا أتعرض لمشاكل في حالة إفصاحي عن هذا السر، وحتى لا أضطر إلى الكذب والتضليل حول حياتها الشخصية، ومع ذلك أشارت في المسلسل إلى زواجها مع الاحتفاظ بسر إنجابها لثلاثة من الأبناء.
وكان لقائي مع صديقي ممدوح الليثي عقب عودتي إلى القاهرة وتصادف أن طلب مني تقديم عمل تلفزيوني عن أم كلثوم تدور أحداثه في 20 حلقة، فشعرت أن هذا ليس صدفة بل هي إشارة لتقديم عمل عن حياة أم كلثوم، فقومت بكتابة المسلسل وتم تقديمه في 38 حلقة وليس 20 كما طلب الليثي، وذلك لثراء شخصية أم كلثوم وتشعب علاقاتها ومواقفها التي تتطلب حلقات كثيرة.
وأضاف عبدالرحمن أثناء حديثه عن أم كلثوم بأنها كانت تمتلك صوتًا جبارًا، إلا أن هذا ليس السبب الوحيد الذي جعلها سيدة الغناء العربي وأشهر المطربين العرب وأحبهم للجمهور، فالإمكانات الصوتية التي توفرت لها توفرت لغيرها من مطربات جيلها ومطربات الأجيال التي تلتها، إلا أن السبب الرئيسي لهذا النجاح هو حب أم كلثوم للنجاح والشهرة أكثر من حبها للغناء، فبتدقيق النفسي في حياة أم كلثوم تكتشف أنها كانت محبة للنجاح والشهرة أكثر من حبها للغناء في حد ذاته، حتى لو كان هذا النجاح على حساب أقرب الناس إليها، كما أن السبب الثاني في نجاح أم كلثوم، والذي يُحسب لها، هو إخلاصها للشعب المصري وحبها له، وهو ما نعكس بحب وإخلاص هذا الشعب لها ووضعها في أعلى درجات النجومية الفنية على المستوى العربي.