العيدية هى عادة تتوارثها الأجيال جيلا بعد جيل، حتى أصبحت عادة متأصلة فى المجتمع المصرى والعربى أيضًا، وينتظر الأطفال الصغار قدوم الأهل والأقارب من أجل الحصول على العيدية وكلما زادت الزيارات زادت العيدية.
متى ظهرت العيدية؟
تشير بعض الروايات والأقوال التاريخية إلى أن العيدية ظهرت فى مصر فى العهد الفاطمي، وكانت تعرف بالعديد من الأسماء مثل الرسوم والتوسعة، كما أنها كانت تقدم للكبار والصغار وكانت عبارة عن نقود وملابس يتم توزيعها فى فترة العيد.
ومن جانبها قالت الدكتورة زبيدة محمد عطا، أستاذة التاريخ الإسلامي، إن هناك العديد من الكتب التاريخية التى وثقت العيدية، والتى تشير إلى أن أول من ابتدعوا العيدية هم الإخشيديون أثناء العصر الإخشيدى فى مصر، وكانت العيدية وقتها عبارة عن طبق من الفاكهة والحلوى يوضع به دينار من الذهب ويوزع على حاشية الحاكم، ويكون محظوظا من يجد الدينار الذهبى داخل ذلك الطبق.
وأضافت «عطا» أن هذه الطرق من الاحتفال بالعيد أخذها المماليك من الإخشيديين حيث كانوا يقدمون طبقا من الحلوى بداخله دينار من الذهب، بالإضافة إلى الملابس الجديدة التى كان لا بد أن يأتى بها الزوج لزوجته أثناء عصر المماليك، وكانت تسمى باسم الجامكية التى تحولت بعد ذلك إلى العيدية فى عصرنا الحالي، وكان المماليك يقيمون احتفالات فى قاعة تُسمى قاعة الذهب أثناء الأعياد وهى قاعة مخصصة للاحتفالات ويتم فيها توزيع الهدايا على الحضور.
كما أكدت «عطا» أن العيدية المعروفة حاليًا والتى يتم فيها إعطاء النقود للأهل والأقارب لم تكن موجودة كما نعرفها حاليًا حيث كانت العيدية فى العصور السابقة تنحصر فى توزيع الحلوى والملابس وغيرها، ولم تكن نقدية.
وأشارت إلى أن الهدف الأساسى من العيدية هو توزيع الهدايا سواء أكانت أموالا أو حلوى أو أيًا كانت، بهدف الاحتفال ونشر السعادة والبهجة ولوضع روح مختلفة للعيد.
العيدية فى البلاد العربية
تختلف أشكال العيدية من بلد عربى لآخر، ففى السعودية هناك يومان لأخذ العيدية يوم للبنين ويوم آخر للبنات، ويخرج الأطفال فى اليومين للطرق على الأبواب لأخذ العيدية وتسمى أيام الطلبة، أما فى الكويت ففى أول أيام العيد يذهب الأطفال للطرق على الأبواب لأخذ الحلوى وتُسمى هذه الحلوى باسم «القرقيعان» وهو عبارة عن حلوى مختلطة بالزبيب.
أما فى السودان والأردن، فالعيدية لا تختلف كثيرًا عن العيدية فى مصر، حيث يتم توزيع القطع المعدنية على الأطفال ليشتروا ما يحبون من ألعاب وحلوى، ولكن فى الأردن تحديدًا هناك عيدية أخرى توزع على الزوجات كنوع من صلة الرحم، وفى عمان توزع العيدية على الأطفال أثناء الاحتفال بالعيد فى مكان مخصص للاحتفال بالعيد بين الأهل والأقارب يسمى القلة ويتم التجمع فيه وتبادل الهدايا والحلوى بين الأطفال.
أما المغرب فهى أغرب الدول العربية فى توزيع العيدية حيث يتم توزيع قيمة ثابتة للعيدية وهى ٥ دراهم.
أسماء العيدية فى الدول العربية
تسمى العيدية فى العديد من الدول العربية بأسماء مختلفة حيث تسمى فى السعودية باسم الحوامة والفرحية والحقاقة أما فى سوريا فتسمى باسم الخرجية وفى المغرب تسمى فلوس العيد.
وبشكل عام فإن العيدية من الأشياء المبهجة التى تعطى روحا للعيد، كما أنها من العادات التى تُميز العيد عن باقى الأيام العادية.