أعتبر د.عبدالفتاح البنا أستاذ المواقع الأثرية بكلية الآثار جامعة القاهرة، أن فتوى د. عبد الحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوي بالأزهر الشريف سابقا التي تبيح التنقيب عن الآثار في نطاق الأراضي المملوكة للشخص دون الرجوع إلى الدولة "خراب على مصر".
وبرر البنا ذلك بقوله في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز" أن صدورها من شخص ينتمي إلى الأزهر محملًا بمسئولية المنصب حتى وإن لم يبق به يعطي مثل تلك الفتاوى مصداقية لدى عموم الناس، مشيرًا إلى أنها ليست المرة الأولى التي نسمع بتلك الفتاوى لكنها في السابق كانت تصدر ممن لا ينتمون إلى الأزهر ونعاملهم بصفتهم متطرفين أمثال محمد حسان وغيره.
وأضاف قائلًا: القانون يجرم التنقيب عن الآثار لغير الدولة، والشرع يحرم ذلك أيضًا ويجب أن يكون هذا مستقرًا في أذهان الناس، لأن ما في باطن الأرض ليس ملكًا للأشخاص، فلهم الحق في الاستفادة بالأرض وليس بما في جوفها.
وأكد البنا أن ما في باطن الأرض هو ملك الأجيال القادمة وملك الشعب، ولا يجوز التنقيب عنه بدعوى استخراج الكنوز وما شابه، فحلم الثراء السريع يراود الجميع خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة ومثل تلك الفتاوى ستؤدي إلى استباحة الأراضي الأثرية.
وروى البنا ما رآه بعينه في قرى عديدة من الاستعانة بشيوخ للكشف عن الآثار والإرشاد عن مكانها، وهو ما يدخل في إطار الدجل والنصب كما يصفه، لكنه يؤكد ان هذا يحدث بالفعل، ومثل هذه الفتاوى ستعطي لذلك شرعية ومصداقية وتسئ إلى الآثار.