على مكتب واحد، وكراسي متجاورة، وداخل إحدى القاعات المخصصة للمحاضرات في العاصمة البريطانية لندن، جلس عنصري الشر، في المنطقة العربية «جماعة الإخوان الإرهابية وقادة الشيعة الإيرانيين».
يمثل الطرف الأول «إبراهيم منير»، الأمين العام للتنظيم الدولي للجماعة، والقيادي الإخواني «جمال بدوي»، والأخير ويمثله أحد الأذرع القوية وممثل المرشد الإيراني، علي خامنئي، «محسن الأراكي الأمين العام لمجمع التقريب بين المذاهب»، والدكتور أحمد الحسني، القيادي الشيعي المتواجد في بريطانيا.
وبحسب التسجيل الصوتي، الذي حصلت «البوابة نيوز»، على نسخة منه، فإن المجتمعين زعموا أنهم يحاولون التوحد بين المذاهب الإسلامية على رأسها السنة والشيعة، ليقول «الأراكي»: إنهم يحاولون جمع الطاقات والأفكار؛ لتوحيدها تحت راية الإسلام، وبعيد عن التحزب والتعصب لمذهب بعينه.
بينما أكد «منير»، خلال كلمته في المؤتمر، أن التعصب لأي مذهب يشعل البغضاء والكراهية بين الإنسانية جمعاء، وسبب الإرهاب المتواجد الآن في العالم، والذي يتزعمه تنظيم داعش الإرهابي، لافتًا إلى أن الأحداث الإرهابية التي تقع في العالم جاءت نتيجة التعصب، متناسيًا ما تفعله اللجان النوعية التابعة للجماعة في مصر، كحركة حسم، والحركات المسلحة التابعة لهم.
اجتماع طرفي الإرهاب، في لندن، دفع شباب الجماعة الهاربين خارج البلاد، والمعارضين للقيادة التاريخية للجماعة، إلى شن هجوم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، على رأسهم عمرو فراج، أحد شباب الجماعة، ومؤسس شبكة «رصد» الإخوانية، بقوله: «نزيف الجماعة مستمر طوال تواجد هؤلاء».
ومن جهته، قال «خالد الزعفراني»، القيادي الإخواني المنشق، إن علاقة جماعة الإخوان، بإيران، ليست وليدة اللحظة الحالية، فهناك علاقة وطيدة منذ سنوات طويلة، حيث بدأها من قبل «سيد قطب»، وتبعتها قيادات الجماعة، وانتهت خلال حكم الجماعة من خلال زيارة أحمدي نجاد، وصلاته في الأزهر، والسماح له بتحركات في القاهرة.
وأضاف «الزعفراني»، في تصريح خاص لـ«البوابة نيوز»،، أن يوسف ندا، القيادي الإخواني، والمتواجد في بريطانيا، من يرسم الخطط الداخلية للجماعة، خلال الفترة الماضية، بينما «إبراهيم منير»، هو صورة كرتونية، تحركها أطماع جماعة الإخوان، والسياسات الخارجية، مع الدول والمناطق التي تدعم أفكارهم الخبيثة.
وأشار إلى أن العلاقة الوطيدة، التي جمعت الإخوان بإيران، حصلت على تأكيدات عديدة، والشواهد على هذه العلاقة كثيرة جدًا، ولكن أبرزها كانت قبل ذلك بأعوام قليلة، وتحديدًا في فبراير عام 2013، حين استضاف الرئيس المعزول محمد مرسي، نظيره الإيراني، محمود أحمدي نجاد، خلال قمة إسلامية، عقدها في القاهرة، بعد مظاهرات عمت البلاد ضد حكمه.
حينها خطب «نجاد» في الأزهر الشريف، معبرًا عن عمق العلاقة بين الجانبين، ومعتبرًا ضمنًا، أن مصر باتت بوابة تدخل إيران إلى المنطقة.
ولم تكن زيارة «نجاد» للقاهرة الوحيدة حينها، فشخصيات استخباراتية وعسكرية عدة، زارت مصر خلال فترة حكم الإخوان، لعل أبرزها وبحسب صحف بريطانية، أبرزها «التايمز»، زيارة قام بها الجنرال «قاسم سليماني»، بعد طلب «مرسي»، المساعدة من إيران سرًا، لتعزيز قبضة الإخوان على السلطة.