تحل اليوم الذكرى السنوية لوفاة ومولد الشيخ حسين شلبي أحد علماء الأزهر الشريف، بدأ حياته الوظيفية في سلك القضاء الشرعي، ثم عمل بوزارة الأوقاف.
يعد شلبي، المولود في 27 يوليو 1921، واحدًا من أبرز الدعاة والفقهاء الأزهريين في العصر الحديث، بمحافظة الغربية، مركز كفر الزيات في شهر يوليو عام 1921، وهو ينتمي إلى عائلة معروف نسبها من الأشراف هو وزوجته.
تلقى تعليمه المبكر في الكُتاب وفي المدارس والمعاهد الأزهرية بمدينة طنطا ثم انتقل الي جامعة الأزهر بالقاهرة، وتخرج منها حيث حصل علي الشهادة العالية لكلية الشريعة عام 1366 هـ - 1947 م، ثم حصل على شهادة العالمية مع الإجازة في القضاء الشرعي عام 1368 هـ - 1949 م ثم حصل علي شهادة العالمية مع الإجازة في التدريس عام 1371 هـ - 1952 الدكتوراه، وهو حاصل على شهادات في الدراسات العليا من كلية دار العلوم، وقد حفظ القرآن وهو في العاشرة من عمره وكان متفوقا في دراسته الثانوية والجامعية دائمًا، وقد تم تكريمه من الملك فاروق الأول لتفوقه الدراسى.
بدأ حياته الوظيفية في سلك القضاء الشرعي، ثم عمل بوزارة الأوقاف إمامًا، خطيبًا، واعظًا، ومفتشًا بمساجدها، ثم عمل بوزارة المعارف "التربية والتعليم"، "مدرسًا، معلمًا، مربيًا، مديرًا، وموجهًا بمدارسها الثانوية، وقد تتلمذ على يديه الكثيرون من الشباب والكبار.
كان عازفًا عن المناصب القيادية زاهدا فيها وكان عاشقا متمسكا بتراب وطنه لا يميل الي الغربة والوحدة لذا كان يرفض دائمًا كثير من عروض السفر للعمل بالخارج للتدريس بالجامعات لبعض البلدان العربية وكان لا يحب الظهور في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة لأنه كان يعمل في صمت وهدوء بعيدا عن الأضواء والشهرة الزائفة فهو العالم الموسوعي والداعية المعتدل والكاتب والخطيب والمحاضر المعتصم بالله.
كان الشيخ الراحل يتسم أيضًا بسعة الصدر والأفق مع الحزم وضبط النفس، وكان يكافح التخريف والتحريف والتظاهر والرياء والتعصب والتطرف والضعف داعيا الي الوسطية والسماحة والحب والسلام والعلم والعلاقة بالله مكافحا للجمود والجحود والتخلف وكان محبا لجميع أولياء الله وكان قلبه دائمًا مع الحق وكان يردد دائمًا "علينا أن نجعل من سلوكنا العملي قدوة ودعوة الي الله"، و"مَن أحب الله وجد كل شيء جميلا"، وكان مؤمنا دائمًا بأنه لا خير في الكلام إلا مع العمل ولا الفقه إلا مع الورع ولا الصدق إلا مع الجود ولا الحياة إلا مع الصحة وكان يقول دائمًا: ( أفضل الرجال من تواضع عن رفعة وزهد عن قدرة وأنصف عن قوة).
له نشاطه الدينى المعتدل فى مقالاته ببعض الجرائد والمجلات وله خطبه ومحاضراته ودروسه المخطوطة والمسجلة على الكاسيت وغيره بالمساجد.
توفي "شلبي"، في نفس يوم ميلاده فى شهر يوليو عام 2003 م، بضاحية المعادي بالقاهرة.