يوافق اليوم 11 ديسمبر يوم رقصة التانجو العالمي ، وإيمانا من "البوابة نيوز" بأنه لو كانت الموسيقى غذاء الروح فإن الرقص لا يقل عنها ، وهو إخراج للطاقات المكنونة في الجسد وأيضا الانفعالات والشحنات الزائدة من التوتر والقلق ، لذا ننشر تاريخها وطريقة أدائها وبعض التفاصيل عنها.
تعد رقصة التانجو الأرجنتينية إحدى أشهر الرقصات في العالم وهي جزء أصيل من إرث إنساني في فن الرقص وقد أعلنت منظمة اليونسكو في اجتماعها الذي عقد بالعاصمة الإماراتية أبوظبي أواخر سبتمبر الماضي إدراج رقصة التانجو ضمن قائمة التراث العالمي المعنوي.
الرقص الزوجي وظهور التانجو.
على الرغم من أنها تبدو الآن الوضع الوحيد للرقص الزوجي، إلا أن التانجو هي الرقصة الثالثة فقط في تاريخ الرقص التي تتم بين رجل وامرأة متقابلين حيث يمسك الرجل باليد اليمنى للمرأة بيده اليسرى بينما ذراعه اليمنى تطوقها.
كانت أول رقصة تتطلب هذا الوضع هي رقصة فالس فيينا، والتي كانت منتشرة في جميع أنحاء أوروبا في ثلاثينات القرن التاسع عشر؛ وقبل ظهور فالس فيينا كان الرقص الزوجي رسميا، حيث يؤدي الزوجان خطوات متوافقة، وعموما لا يوجد اتصال جسدي أكثر من تماسك الأيدي ، إذا كان ذلك (رغم أن بعض رقصات عصر الرينسانس مثل رقصة لافولتا التي يمكن أن تتضمن مستويات مدهشة من الحميمية ) أما الرقصة الزوجية الثانية التي تستخدم نفس وضع المسكة هي رقصة البولكا التي أصبحت صرعة في أربعينيات القرن التاسع عشر ، والرقصة الثالثة هي التانجو والتي تختلف جذريا عن كل ما قبلها لأنها قدمت مفهوم الارتجال للمرة الأولى، وكانت ذات تأثير هائل على كل الرقص الزوجي في القرن العشرين، المهاجرون إلى الأرجنتين أحضروا الرقصات الجديدة العصرية، مع مسكاتهم الجديدة الراعشة.
أن التانجو أنشأه ذلك النوع من الناس الذين عادة لا يتركون بصمة على التاريخ ؛ فيما عدا أنهم يموتون في الحروب فقراء ومحرومين، كما أن هناك بعض الحقائق التي يمكننا الاعتماد عليها، أول قطعة موسيقية مدونة ومنشورة في الأرجنتين وتصف نفسها بأنها تانجو ظهرت في 1857، وكان يطلق عليها ”توما ماتيه تشي” ، وكلمة تانجو في ذلك الوقت، كانت تحيل على ما يبدو إلى ما يعرف الآن باسم تانجو الأندلس، التانجو الأندلسي، وهو أسلوب موسيقى من منطقة إسبانيا والتي هي أيضا موطن الفلامنكو، الذي كانت واحدة من أكثر أنواع الموسيقى شعبية في بيونيس آيرس في منتصف القرن التاسع عشر.
هناك عدد من النظريات حول أصل كلمة ”تانجو” في الأرجنتين، وإحدى أكثرها قبولا في السنوات الأخيرة هي أن الكلمة قد جاءت من أوساط السكان المنحدرين من أصل إفريقي، الذين مزجوا بين اسم إله الطبل مع الكلمة الإسبانية التي تعني طبل (tambor) لتخرج منها كلمة “تانجو “، وهناك بعض الأدلة على أن المجتمع الإفريقي يستخدم الكلمة، وإذا كانت كلمة “تانجو” قد تم استخدامها للتو في اللغة الإسبانية لوصف أسلوب موسيقي في ذلك الوقت الذي ولد فيه التانجو لأول مرة, فذلك بالتأكيد هو على الأرجح جذر الكلمة، حتى وإن كان التانجو في الأرجنتين قد أصبح شيئا مختلفا تماما عن الموسيقى الإسبانية التي استعارت منه اسمها.
وعلى أية حال، لا توجد رقصة إفريقية تقليدية تتم بين زوجين متماسكين، وتلك نقطة هامة في تطور التانجو. ومن المؤكد كما يبدو أن الرقص الزوجي قد بدأ في أوروبا ، وبالتأكيد انضم أعضاء المجتمع الإفريقي في بيونيس آيرس للرقصة وأثروا في تطور الرقص والموسيقى ، كما فعل جميع أعضاء الجماعات الأخرى في العاصمة بيونيس آيرس ، ومع ذلك لا يوجد أي دليل حقيقي على أن الرقصة نشأت في المجتمع الإفريقي، ولا يبدو أيضا أن هناك ما تبقى من تأثير إفريقي في الرقصة- كما يظهر حتى اليوم في رقصات السوينج والسالسا على سبيل المثال.
ويعتقد أن أهم مجموعة ساهمت في تطور التانجو هي المجموعة التي كانت الأكثر فقرا وجهلا وإهمالا، الفقراء و المعدمين والمحرومين ، الرجال البيض – وهم أناس لا بصمة لهم على التاريخ عادة سوى عندما يقضوا في أعداد كبيرة في الحروب . ذلك ، بالطبع ،هو رأيي. ولا يزال الكثير مما يدل على ذلك و يتمثل في أن تلك الفترة لا يمكن لأحد أن يكون متأكدا من أي شيء بشأنها .
وهناك أدلة بأن التانجو كانت تغنى في المسارح طوال النصف الثاني من القرن التاسع عشر، والرقص الزوجي للتانجو على خشبة المسرح في بيونيس آيرس في تسعينات القرن نفسه، لذلك من المؤكد أن رقصة التانجو نشأت قبل نهاية القرن التاسع عشر.
جذور التانجو
يقال أن التانجو ولدت في مواخير بيونيس آيرس ، ومع ذلك ، فإن التفسير الأرجح هو أن المواخير كانت المكان الذي التقى فيه أناس من الطبقات العليا والمتوسطة للمرة الأولى، وهناك أعضاء في الجماعات الأدبية الأرجنتينية يرجح أنهم يتركون أثرا مكتوبا، لم يختلطوا اجتماعيا مع أعضاء من طبقات أقل أو مع المهاجرين إلا في بيوت الدعارة ، حيث كانت بيوت الدعارة هي أماكن الترفيه الرئيسية لدى الطبقات العاملة لقد أدى النقص الحاد للنساء في بيونيس آيرس إلى جعل الدعارة صناعة مزدهرة ، أن نقص النساء في عدد السكان يعني أيضا نقصا للنساء العاملات في المواخير.
ومع العديد من العملاء المحتملين، وعدد قليل من النساء العاملات، ستكون النتيجة أن تكون هناك طوابير في بيوت الدعارة حيث ينتظر الرجل لامرأة ما لتصبح متاحة بنفس الطريقة تماما وبعد سنوات قليلة كانت السيدات في نيو أورليانز توظف الفنانين أمثال جيلي رول مورتون، عند الحد الفاصل للموسيقى الجديدة وتحول عصر موسيقى الراج إلى الجاز، للترفيه عن الرجال أثناء انتظارهم، أصحاب بيوت الدعارة في بيونيس آيرس وظفوا موسيقى التانجو .
وفي كلتا المدينتين، كان هؤلاء الموسيقيون يعزفون الموسيقى للفقراء، حيث كانت بيوت الدعارة تقع بين الأماكن القليلة جدا في هذا الجزء من المجتمع الذي يمكنه توظيف موسيقيين محترفين. ولذلك ليس من المستغرب أن نرى أن أهم الموسيقيين الأوائل كثيرا ما كانوا يقضون بعض الوقت في العمل في بيوت الدعارة قبل أن يصبحوا ناجحين مع جمهور أوسع. والفارق هو أن الراجح أن أحاديث الجماع وصناع الرأي العام في الولايات المتحدة, قد سمعت موسيقى الجاز لأول مرة في ملهى ليلي في نيويورك وشيكاغو وليس في نيو أورليانز، بينما في بيونيس آيرس كانت المواخير هي المكان الذي سمع وشاهد فيه صناع الرأي التانجو لأول مرة.
فكرة أن المومسات كن يرقصن مع الرجال بينما هم ينتظرون هي فكرة مغرية لكنها غير ذات معنى منطقي، فالحقيقة هي أن الرجال كانوا ينتظرون لأن النساء في المقابل كن مشغولات. ومن الواضح أن دخل بيوت الدعارة سيكون في أقصى حد من خلال الاحتفاظ بالفتيات مشغولات في نوبتهن الأولى، لذلك بالتأكيد في ساعات الذروة حيث كانت بيوت الدعارة في قمة الازدحام لن تكون هناك امرأة متاحة للرقص؛ ولكن إذا كان هناك موسيقى، فسيبدو لي أكثر أمانا المجازفة بالقول أن الرجال قد انتهزوا الفرصة لممارسة الرقص معا.
في بداية القرن التاسع عشر، كانت بيونيس آيرس تزيد قليلا عن قرية في الركن الأبعد من الإمبراطورية الإسبانية ، في منتصف القرن التاسع عشر وصل البريطانيون لتطوير شبكة السكك الحديدية عبر الأرجنتين ، وهذا أدى إلى فتح هذه البلاد المهجورة فعليا وإتاحة ثروتها الهائلة. كل ذلك جعل من الممكن نقل المنتجات الزراعية للتصدير وأيضا استغلال الموارد المعدنية. الشيء الوحيد المفقود هو العمال الضروريين لجعل أصحاب الأراضي أغنياء. لذا قررت الحكومة الأرجنتينية الإعلان في أوروبا عن حاجتها للعمال، وعرض السكن المجاني في الأرجنتين للأسبوع الأول مع أجور سخية جدا وأحيانا بدلات سفر كبيرة. وفورا بدا تدفق الهجرة وعلى عكس الكثير من الهجرات إلى العالم الجديد ، والتي قد تشمل مجتمعات بأكملها أو أسر على أمل بدء حياة جديدة في أرض جديدة ،فقد كان جزء كبير من الهجرة إلى الأرجنتين لغرض اقتصادي -- أناس يأملون في العمل لبضع سنوات وجمع بعض المال اللائق، ثم العودة إلى منازلهم وأسرهم. لذا فالغالبية الساحقة من المهاجرين كانت من الرجال. ومع بداية القرن العشرين ، كانت الأغلبية الساحقة من الناس في بيونيس آيرس من المهاجرين. وهذا يعني أن هناك شحة هائلة في عدد النساء, ولا يقتصر الأمر على أن الغالبية العظمى من المهاجرين لم تصبح ثرية، وهكذا لم يعودوا أبدا إلى ديارهم، ولكن أيضا كان لديهم فرصة ضئيلة في تكوين أسرة لأنفسهم في الأرجنتين.
كان هناك ببساطة عدد لا يكفي من النساء لجميع الرجال الذين قد يرغبون في الاستقرار وإنجاب الأطفال وللقيام بذلك كانت هناك طريقتان عمليتان ، فقط تمكن الرجل من التقرب من امرأة في ظل هذه الظروف إحداها أن يزور عاهرة والأخرى هي الرقص ، مع منافسة شديدة من الرجال الآخرين على حلبة القاعة، فاذا أراد رجل امرأة ما للرقص معه كان من الضروري له أن يكون راقصا جيدا، وكون المرء راقصا جيدا يعني شيئا واحدا فقط ولا يهم إذا كان يعرف الكثير من الخطوات المذهلة، أو ما إذا كان الرجال الآخرون يعتقدون أنه راقص جيد، الشيء الوحيد الذي يهم في هذه الحالة هو أن المرأة التي بين ذراعيه قد قضت وقتا طيبا عندما رقصت معه ؛ فبسبب العدد الكبير من الرجال الآخرين للاختيار من بينهم، فإنها إن لم تستمتع بالرقص معه فلن تفعل ذلك مرة أخرى ، ولا صديقاتها أيضا سيقمن بذلك، وهذا يعني أنه من الضروري على الرجال ممارسة الرقص معا لكي يكونوا جيدين بما فيه الكفاية على الرقص مع النساء.
وهذا كان قبل ظهور الموسيقى المسجلة ،النوع الوحيد المتاح من الموسيقى هو الحية، ولما كان هناك القليل جدا منها. كان على أية مجموعة من الرجال إذا سمعت موسيقى تعزف أن تغتنم الفرصة للرقص على أنغامها وفي بيوت الدعارة كان هناك موسيقى حية ورجال ينتظرون؛ لذلك يبدو واضحا تماما أن زبائن بيوت الدعارة قد رقصوا معا أثناء انتظارهم ، مما جعل الفرصة الأكبر في الممارسة، لا لأنهم يريدون الرقص مع عاهرة ، ولكن لأنهم يريدون أن يكونوا قادرين على الرقص بشكل جيد عندما يحصل أحدهم على فرصة للرقص مع امرأة ليست عاهرة ، وذلك يتم غالبا مع الزوجات المحتملات والحبيبات اللواتي يعشن في مساكن بالإيجار تدعى كونفينتيلوس، ويأملون في الحصول على فرصة للرقص معهن فالعاهرة تأخذ المال من الرجل في مقابل خدماتها؛ إنها صفقة واضحة وسهلة، لكن الفوز بحبيبة في العالم الحقيقي يتطلب شيئا أكثر من ذلك، وكون المرء راقص جيد يساعد ذلك كثيرا.
التانجو لم تولد في المواخير
لم تولد التانجو في المواخير بل في ساحات التجمعات السكنية حيث يسكن الفقراء ومع هذا العدد الكبير من الناس الذين يعيشون معا في مبنى واحد، من المحتمل جدا أن شخصا ما يجيد العزف على الجيتار، وربما شخص آخر أيضا يمكنه العزف على الكمان أو الفلوت، ومن وقت لآخر فإنهم سيجتمعون لعزف أنغام شعبية،أما الناس الآخرين في المبنى فسيجدون الفرصة للرقص ،لأخذ لحظة فرح وسط ما قد يكون حياة شاقة جدا ووحيدة. أصبحت الموسيقى والرقص اللغة المشتركة التي وحدت أناسا من مختلف الثقافات، فهنا جلبت أنماط مختلفة من الموسيقى والرقص بواسطة المهاجرين من بلدان مختلفة والسكان الموجودين أصلا في الأرجنتين، لتمتزج تلك الأنماط تظهر ببطء لتصبح تانجو .
الرجال يرقصون التانجو لإرضاء المرأة
فكرة أخرى عن جذور التانجو تتعلق بالرجال الذين كانوا يرقصون عند زاويا الشوارع ، ومن المؤكد أن هذا قد حدث حيث كان الناس يعتمدون على الموسيقى الحية للرقص، حيث كان هناك زنوج في بيونيس آيرس ، كما هو الحال في أي مدينة، يكسبون الرزق من العزف للمارين، وإحدى الآلات الأكثر شعبية هي آلة الأورجن، أو الأورجنيتو، ودون شك، فإن الرجال الذين يسمعون زنجيا يعزف التانجو سيكونون حريصين على أخذ الفرصة لممارسة الرقص وسيجد الزنوج أن من المربح أن يملكون بعض ألحان التانجو في جعبتهم.
إن الرجال الذين يمارسون الرقص معا يبحثون عن أفضل السبل لإرضاء امرأة عندما يرقصون معها واستعدادا لتلك اللحظة النادرة عندما يملك الواحد منهم واقعيا امرأة بين ذراعيه, وهكذا كان الناس الذين ابتكروا التانجو كرقصة وقد تطورت وأصبحت، فريدة ومجيدة ؛ في ظل تلك الظروف الخاصة والاستثنائية.
كيف ترقص التانجو.
التانجو رقصة تحمل دلالات جسدية غنية، إنها رقصة الإغراء والإغواء وهي سهلة نسبيا ومن الممكن ممارسة أساسياتها الأولية، وبما أنها تتم بين رجل وامرأة فإن كل طرف سيؤدي حركات معينة تتوافق مع ما يؤديه الطرف الآخر ، فكل خطوة يقوم بها الرجل مثلا ستقابلها خطوة تقوم بها المرأة وهكذا.
دور الرجل : القدم اليمنى للخلف/ القدم اليسرى جانبا / القدم اليمنى للأمام / القدم اليسرى للأمام / القدم اليمنى مع القدم اليسرى / القدم اليسرى للأمام / القدم اليمنى ترتكز على اليسرى / القدم اليمنى مع اليسرى .
دور المرأة: القدم اليسرى للأمام / القدم اليمنى جانبا / القدم اليسرى للخلف / القدم اليمنى للخلف / تتصالب القدم اليمنى على اليسرى / القدم اليمنى للخلف / القدم اليسرى تدور جانبا / القدم اليسرى مع القدم اليمنى .
كريستين دينيستون: مؤلفة كتاب “معنى التانجو” وكتاب ”رقصة التانجو” كشفت ألغاز و أسرار التانجو- “ ، حيث تقول إن أكثر ما يميز "التانجو" عن باق الرقصات، اعتمادها على "التصاق الشريكين أثناء الرقص وإيصال إحساس كل منهما للآخر"، وأن أكثر من يقبل على هذه الرقصة، الأزواج الذين تجاوزت أعمارهم الأربعين لإعادة تجديد الحب والتواصل الروحي بينهم.
وتأتي "التانجو" في مقدمة الرقصات التي "تزيد من حالة الحميمية بين المحبين أو الأزواج وتحرر مشاعرهم"، أن رقصة "التانغو"، تعتبر "رقصة الحب" كون الجسدين خلال الرقصة يصبحان واحدا، وبذلك تزيد حالة التقارب والعشق.
ونشأ رقص "التانجو" في مقاطعات الطبقة الدنيا في بوينس آيرس، وكانت الموسيقى عبارة عن خليط من عدة أشكال من الموسيقا الأوروبية.
أما استخدام كلمة "تانجو" للتعبير عن هذا النوع من الرقص فيعود إلى تسعينيات القرن التاسع عشر.
وفي العام 2009 وإثر طلب تقدمت به الأرجنتين والأوروغواي، البلدين اللذين انتشرت فيهما الموسيقى والرقصة في بادئ الأمر، أعلنت منظمة اليونيسكو أن رقصة "التانجو" جزء من "التراث الثقافي الإنساني غير الملموس" في العالم.
وتعتبر "التانجو" رقصة غنية بالحركات، ففيها لحظات من الانتظار وتلاقٍ للعينين، وبذلك يشعر المرء بشريكه بشكل كبير.
والرقص، بحسب خبراء في مجال الصحة النفسية والجسدية، من الرياضات المفيدة التي تحرك أعضاء الجسم كاملة وتعطي الشعور بالراحة واللياقة.
وتنقسم التانجو إلى أنماط متعددة منها التانجو الأرجنتيني، والتانجو الشرقي والتانجو ليسو، والتانجو النيوفيو وتانجو صالون ،تانجو أوريليرو، تانجو فنلندي، عرض التانجو ، وجميعها انتشر في العالم كله بشموخ وحضارة راسخة ، وترقص هذه الأنماط على العديد من أنواع الموسيقى منها:
تانجو، فالس، ميلو
وهذا النوع من رقص التانجو يعتمد على مرونة وإمكانية إطالة العضلات لأقصى مدى ممكن، ويؤكد المتخصصون في هذه النوعية من الرقص على أنه من الإيقاعات التي تخلص الجسم من توتراته العضلية والنفسية، كما يحفظ للجسد رشاقته، وهو يحاكي اليوجا في تخلص البدن من الإرهاق ،ويحفظ للعقل توازنه وللروح صبرها وصفائها، الموسيقي والحركات المستخدمة في التانجو تظهر في العديد من النشاطات الرياضية مثل الجمباز، التزلج الفني على الجليد وغيرها وذلك بسبب ما توحيه من رهافة في المشاعر.
والتانجو من المراسم الفنية والثقافية والحضارية التي لابد وأن تتعلمها فئات بعينها في المجتمعات، مثل المشتغلين في السلك الدبلوماسي، والمنحدرين من الأسر العريقة التي تعتمد في حياتها على إقامة الحفلات عالية المستوى، والمشتغلين في مجال الفنون الراقية.
وتنتشر معاهد ومراكز تعليم التانجو في عواصم العالم الكبرى حتى العواصم الشرق أوسطية، ففي القاهرة توجد العديد من مراكز تعليم خاصة التانجو الأرجنتيني، وتستلهم السينما المصرية ذلك حيث ظهر التانجو بحضور قوي في فيلمي «السلم والثعبان»، بطولة هاني سلامة وحلا شيحا، وفيلم «ما تيجي نرقص» بطولة يسرا وعزت أبو عوف وتامر هجرس والراحل طلعت زين.
وفي سبتمبر من العام 2009 وأثر طلب تقدمت به الأرجنتين والأرجواي وهما منشأ التانجو، أعلنت منظمة اليونسكو أن رقصة التانجو تعتبر جزءا من التراث الثقافي الإنساني غير الملموس في العالم كله.