إتاحة الفرصة للمختصين بالمتاحف من التواصل مع العامة وتنبههم
للتحديات التي تواجههم هكذا يحتفل العالم منذ عام 1977 باليوم العالمي للمتاحف، حسبما
قررته المنظمة الدولية للمتاحف في الثامن عشر من مايو.
وفي عيد المتاحف الـ 40
نرصد رحلة بناء المتحف المصري الكبير، من المؤتمر الصحفي عام 2002 لوعود المسؤلين بـ2017.
وتحت شعار "توت عنخ أمون والعصر الذهبي
الفرعوني"، وعرض الآثار المصرية في متحف الفنون في مدينة لوس أنجلوس بالولايات
المتحدة الأمر كانت المحاولة الأولى لمصر لجمع المال اللازم لبناء صرح كبير، يضم الآثار
المصرية ويستوعب 5 ملايين زائر، بالإضافة لمباني الخدمات التجارية والترفيهية ومركز
الترميم والحديقة المتحفية التي سيزرع بها الأشجار التي كانت معروفة عند المصري القديم،
والذي تقدر تكلفته بحوالي 550 مليون دولار.
ومن المقرر أن يضم المتحف أكثر من 100،000
قطعة أثرية من العصور الفرعونية واليونانية والرومانية، مما سيعطي دفعة كبيرة لقطاع
السياحة في مصر، وسيتم وضع جميع الإرشادات في المتحف بثلاث لغات هي العربية والإنجليزية
والهيروغليفية.
ولكونه مشروعًا مصريًا، فقد كان مصيره كمصير
القضايا المصرية، التي لا تخرج إلى النور، إلا بعد زمن طويل، هكذا كان المتحف المصري
الكبير.
فقد مرت عليه ثورتان، وثلاث رؤساء، ولم
يخرج للنور بصورته النهائية منذ 15 عامًا.
فقد تم اختيار موقع إنشاء المتحف بالقرب
من أهرامات الجيزة، ويقام على مساحة 117 فدانا بتكلفة قدرها 550 مليون دولار منها
100 مليون تمويل ذاتي، والباقي بواقع 300 مليون دولار قرض يابانى مُيسر، بالإضافة إلى
150 مليون دولار من التبرعات والمُساهمات المحلية والدولية.
يتم العمل على المتحف الكبير أكثر من
400 شخص من مهندس معماري وعامل، كما أنه يخضع لإشراف قطاع المتاحف بالمجلس الأعلى
للآثار التابع لوزارة الآثار المصرية.
يقام
المشروع على ثلاث مراحل رئيسية:
المرحلة
الأولى:
وضعت فيها حجر أساس المشروع الرئيس محمد
حسني مبارك في فبراير 2002، وذلك بمؤتمر صحفي دولي تم الإعلان عن المسابقة المعمارية
الدولية لتصميم المتحف المصري الكبير ليكون أكبر متحف للآثار المصرية في العالم بجوار
هضبة الأهرام بالجيزة، ونظمت المسابقة المعمارية الدولية المفتوحة برعاية هيئة اليونسكو
وتقدم معماريون واستشاريون من 83 دولة بتصورات ومشروعات معمارية بلغت في مجملها
1557 مشروعًا، وفي يوليو 2003 وزعت جوائز المسابقة المعمارية على الفائزون الأوائل
ووصل مجموع الجوائز إلى 750 ألف دولار.
وشارك في التصميم الفائز 14 مكتبًا استشاريًا
من خمس دول مختلفة.
واستغرقت دراسة المشروع 3 سنوات بتكلفة
بلغت 2 مليون دولار، تم كتابتها في 8 مجلدات.
وخلال الفترة من 23 نوفمبر 2003 حتى
23 مايو 2004، تم وضع التصاميم الابتدائية، واختيار أفضل المواد لبنائه، وأمهر المعمارين
لتنفيذه.
وما بين 15 أغسطس 2004 وحتى 30 يونياه 2005 قام المهندسون بإعداد الرسومات الهندسية للمرحلة الابتدائية النهائية في جميع
التخصصات الهندسية، وبدأت خلال تلك الفترة أعمال البناء والتشييد خلال تلك المرحلة
في مايو 2005.
وخلال الفترة من 15 أبريل 2006 حتى 26
أبريل 2007، كانت مرحلة التصميم التفصيلي" والتي استمرت واشتملت على دراسة تفصيلية
لجميع بنود وتفاصيل المتحف وعقد اختبارات الجودة المطلوبة على المواد والتصميم بالإضافة
إلى النظم المتوقع تطبيقها.
وخلال المرحلة من 15 أغسطس 2007 حتى
15 سبتمبر 2008 تم إعداد تصميم متكامل يجمع بين جميع التخصصات.
المرحلة
الثانية:
في مايو 2005 بدأت أعمال البناء والتشييد
بالتوازي مع استكمال التصاميم التي بدأت مع المرحلة الأولى، والتي تكلفت حوالي 240
مليون جنيه بما يوازي 43 مليون دولار تم تمويلها بالكامل من صندوق تمويل الآثار بالمجلس
الأعلى للآثار.
وقد تم بناء مركز ترميم الآثار، ومحطتي
الطاقة الكهربية، ومحطة إطفاء الحريق، ومبنى الأمن، والمخازن الأثرية.
وتم في إخلاء الموقع من جميع الإشغالات
وإزالة المخلفات وبناء أسوار لتحديد الملكية بطول حوالي 3 كم وتمهيد الطرق الداخلية
لتسهيل إدارة الموقع أثناء مراحل التنفيذ المختلفة، مع تخصيص موقع آمن لنقل تمثال رمسيس،
وتم عمل البوابات ونظم تأمين وإضاءة الموقع بأكمله واللافتات الإعلانية عن المشروع.
وفي يوليو 2006 تم التعاقد مع الشركة المنفذة
لبناء وتشييد مركز الترميم ومركز الطاقة ومحطة إطفاء الحريق وتم الانتهاء من البناء
خلال 21 شهرًا.
وبنهاية تلك المرحلة، تم تجهيز مركز الترميم
بالآلات والمعدات اللازمة لبدء ترميم وتجهيز القطع الأثرية لعرضها بالمتحف، بهدف إعداد
وتجهيز مائة ألف قطعة أثرية والمخصصة للعرض في صالة المتحف.
وفي 25 أغسطس 2006 تم نقل تمثال رمسيس
الثاني من موقعه القديم بميدان رمسيس بالقاهرة ليوضع في موقعه الجديد بمدخل المتحف
المصري الكبير.
سوزان
مبارك تفتتح المرحلة الثانية:
في 14 يونيو 2010 افتتحت السيدة سوزان
مبارك المرحلة الثانية من المشروع وشهد الافتتاح فاروق حسني وزير الثقافة والمهندس
أحمد المغربي وزير الإسكان.
ويضم مركز الترميم 9 معامل يتم فيها ترميم
مختلف أنواع الآثار وإعادتها لشكلها الطبيعي، منها:
معمل الخزف والزجاج والمعادن: الخاص بترميم
الأواني والتماثيل المصنوعة من المواد غير العضوية.
معمل الأخشاب: الخاص بترميم القطع الأثرية
المصنوعة من الأخشاب مثل التوابيت والتماثيل بأنواعها والأثاث الجنائزى والنماذج الخشبية
والمراكب والأدوات والنواويس الخشبية "دواليب حفظ الآلهة".
معمل الأحجار: الخاص بالقطع الأثرية الحجرية
الكبيرة لعملية الترميم.
معمل الميكروبيولوجى: الخاص بتحديد أنواع
الكائنات الحية المسببة لتلف الآثر مما يسهل تحضير المواد الكيميائية اللازمة لوقف
نمو هذه الكائنات.
معمل الميكروسكوب الإلكتروني الماسح: الخاص
بوسائل تجهيز العينات والمكونات الكيميائية قبل إرسالها لمعمل الميكروبيولوجى.
معمل المومياوات "البقايا الآدمية": الخاص بترميم المومياوات من الطيور خاصة طيور أبومنجل "الإله حورس" والذي يعد أحد معبودات الفراعنة.
المرحلة
الثالثة
وهي المرحلة التي يتم العمل عليها الآن،
والتي تمثلت في تشييد صالات العرض المتحفي، متحف الدارسين، مركز المؤتمرات والسينما،
مكتبة أثرية، متحف الطفل.
ويتم افتتاح المرحلة أولى في مايو
2018 بعرض مقتنيات توت عنخ آمون، على أن يتم الافتتاح النهائي للمشروع في نوفمبر
2022.
وفي العام 2012، قام العمال والبنائين
بتشييد المبنى الرئيسي علي مساحة إجمالية 108 ألف متر مربع، وبدأت تلك المرحلة، وتضمنت
بناء مباني المتحف وصالات العرض المتحفي، ومتحف الدارسين والعلماء، ومركز الاجتماعات
والمسرح، والسينما ثلاثية الأبعاد، والمكتبة الأثرية، ومتحف الطفل، ومتحف ذوي الاحتياجات
الخاصة، ومركز الوسائط المتعددة، والمركز الثقافي والتعليمي، ومركز الحرف والفنون التقليدية،
والمنطقة الترفيهية والاستثمارية، والحديقة المتحفية والحدائق الترفيهية.
"نقل آثار الأقصر"
في مارس 2016 بدأ الاستعداد لنقل 778 قطعة
آثرية من محافظة الأقصر إلي المتحف المصري الكبير وسط تأمينات وتشديدات أمنية مكثفة،
وكذلك باستخدام وسائب حماية وتغليف متميزة طبعًا للقواعد العالمية.
نقل
آثار المتحف المصري
وفي 8 سبتمبر 2016 تم نقل 525 قطعة أثرية
من المتحف المصري بالتحرير إلى المتحف المصري الكبير، ومن ضمن القطع المنقولة 367 قطعة
من مقتنيات الملك توت عنخ أمون، تمهيدًا لعرضها ضمن مجموعته المقرر نقلها بالكامل إلى
المتحف الكبير عند الافتتاح الاخير للمتحف.
آخر كلام.. 2020 افتتاح المتحف
ومؤخرًا، أكدت إلهام صلاح، رئيس قطاع المتاحف
بوزارة الآثار، أن مشروع المتحف المصري الكبير سيتم افتتاحه جزئيًا نهاية هذا العام،
من خلال عرض مجموعة "توت عنخ آمون"، على أن يتم افتتاحه كليًا عام 2020 وذلك
خلال لقائها ببرنامج "هذا الصباح"، المذاع على فضائية "إكسترا نيوز".
مؤكدة أن مشروع تطوير المتحف المصري كبير
جدًا ويحتاج إلى وقت ومجهود كبير، وانه تحت اشراف وزير الاثار شخصيًا.