حالة من الترقب والحذر تسيطر على شمال سيناء، بعد "حرب السجائر" التي اندلعت على مدار اليومين الماضيين، بين أعضاء تنظيم داعش وأبناء قبيلة الترابين، على خلفية إحراق التنظيم لشاحنتي "سجائر" حاول أبناء القبيلة تهريبها عبر الحدود إلى غزة، حيث يستخدمون طريقي "أبو حلوة" و"الطايرة" وسط وجنوب رفح، لتهريب البضائع للقطاع.
المعركة بدأت بقيام "الدواعش" من غير أبناء سيناء، والقادمين من باقي المحافظات إلى شبه الجزيرة، والذين يتحكمون في قيادة التنظيم بنسبة ٩٠٪، بكسر الاتفاق الضمني مع القبائل حول مرور البضائع المهربة، عندما أشعلوا النيران في شاحنتي "السجائر" وخطفوا اثنين من أبناء قبلية "الترابين" وقاموا بجلدهم، كما تعقبوا شحنة بضائع أخرى على طريق "الحكل"، فى الكيلو ١٧ جنوب رفح، واستولوا على السيارات، وعندما أطلق شاب من "الترابين" النار في اتجاههم، رد الإرهابيون بإطلاق الرصاص على "المقعد" أو المجلس العربي لعائلة "الحكي" التابعة للقبيلة.
وقامت عائلة "الحكي" بالاستغاثة بأبناء العمومة من قبيلتهم "الترابين"، فاستقلت عناصر مسلحة من أبناء القبيلة ١٢ سيارة دفع رباعي، وقاموا بمحاصرة سوق البرث السوق الأسبوعية، ومشطوا السوق تمشيطا دقيقا، لمعرفة هوية كل من بداخله، وألقوا القبض على اثنين من العناصر الإرهابية، وبحوزتهما جهازين اتصال، قبل اقتيادهما إلى وسط سيناء.
بينما دفعت "داعش" بنحو ١٠٠ من عناصرها، استقلوا سيارات دفع رباعي، وحاولوا دخول قرية البرث التي تفصل بين قبيلتي السواركة والترابين، إلا أن أبناء "الترابين" ردوا بهجوم مماثل، مما جعل التنظيم المسلح يلوذ بالفرار.
وقال أحد أبناء القبائل لـ"البوابة"، إن أفراد من قبيلة الترابين قاموا بالتحقيق مع العنصرين المسلحين، اللذين اعترفا بقيامهما بعمليات خطف وقتل ضد أبناء القبيلة، والتي كان آخرها مقتل شخصين الشهر الماضي، في قرية البرث.