"أكرموا من تحبون بكلمات وأفعال أجمل.. أرواحنا خلقت لفترة من الزمن وسترحل ابتسموا وتناسوا أوجاعكم هى دنيا وليست جنة"، آخر ماكتبته الشهيدة أمنية رشدي على صفحتها قبل استشهادها بيوم واحد.
بقلب صابر ودعت "صابرة" والدة الشهيدة نجلتها، قائلة:" بنتي قبل ما تروح الكنيسة في مأمورية تأمين أخواتها الأقباط صلت قيام الليل وصلت الفجر وقبلت إيدي وحضنتني وقالتلي حتوحشيني يأمي أبقي أدعيلي ورجعتلي تاني تقلبني من خدى".
وبصوت يعتصره الألم والدموع تستكمل "صابرة" حديثها:" ابنتي كانت مثال للأخلاق والطيبة وتحب الجميع ودايما تقول سامحوا الناس الدنيا مش دايمة لحد، بنتي كانت سند أبوها وسند البيت كله، واستعوضتها عند ربنا شهيدة".
وأضافت حاملة صورة نجلتها:" شوفوا بنتي كانت بتحب أخواتها المسيحيين وكانت رايحة تأمنهم، قالتلي يا ماما أنا هقف أحمي أخواتي في الكاتدرائية ومبسوطة جدا أني هكون معاهم اليوم ده".
وعن يوم الواقعة، قالت: "عرفت الخبر عندما سمعنا صوت انفجار قوي والناس بتجري وتقول الكنيسة اتفجرت، ولادي حاولوا يخبوا علي أن أمنية مصابة إلا أن كان قلبي حاسس أنها ماتت عروسة في الجنة، ووجهها كان مبتسم قبل ما ودعها وهي في الكفن".
وبعينين تملأهما الدموع يقول والدها الحاج رشدي: "بنتي كلمتها قبل وفاتها بساعة قالتلي متخافش عليه يا بابا بنتك راجل إحنا هنا واقفين بنحمي إخواتنا وكلنا كويسين".
وأضاف: "ابنتي إنسانة غير عادية عمرها ما زعلت حد كل زملائها بيحبوها في الشغل اتعلمنا منها السماحة والطيبة".
آخر نظرة وداع للحاج رشدي على ابنته يتذكرها بدموعه قائلا:" بنتي ماتت شهيدة كان شكلها صعب جدا من هول التفجير لأنها كانت أقرب حد للإرهابي الجبان اللي فجر نفسه ربنا يرحمها في الجنة".
