أطلقت وزارة الخارجية اليوم (الأحد) إطلاق الفصل الخاص بمصر فى تقرير "خطة الاستجابة الإقليمية والصمود للاجئين السوريين" وذلك تحت رعاية وزير الخارجية سامح شكري.
وقال السفير طارق القونى مساعد وزير الخارجية للشئون العربية - فى كلمته خلال جلسة اطلاق التقرير والتى عقدت بمقر الوزارة - إن الحكومة المصرية تقدم الخدمات العامة بشكل كامل وشبه مجانى للاجئين السوريين مثل اشقائهم المصريين حيث يحصل اللاجئون السوريون على نفس الخدمات فى مجالات الصحة والتعليم والتعليم العالى، مشيرا الى زيادة أعداد اللاجئين السوريين المقيدين فى مكتب شئون اللاجئين فى مصر من 115 الف سوري الى ١٢٠ ألفا ويرجع ذلك الى التسهيلات المتزايدة التى تقدمها مصر للأشقاء السوريين.
وأشار الى انه وفقا لآخر الإحصاءات فيما يتعلق بالخدمات التى تقدمها ىمصر للاجئين السوريين، بلغ عدد الطلاب السوريين المسجلين فى مدارس التربية والتعليم فى العام الحالى ٣٩ ألف وخمسمائة طالب، وعلى صعيد خدمات الرعاية الصحية فقد تم تقديم ٦٢ ألف استشارة طبية متعلقة بالرعاية الصحية الأولية للأسر السورية بالاضافة إلى تلقى حوالى ٩٨٠٠ طفل تحت الخامسة للقاحات.
ووجه الشكر للكويت ممثلة فى الصندوق الكويتى للتنمية الاقتصادية العربية فى توفير الدعم للاجئين السوريين فى مصر ومختلف الدول العربية، داعيا كافة الدول المانحة إلى أن تحذو حذوها والوفاء بالتعهدات المقطوعة فى مؤتمر لندن الذى عقد فى فبراير ٢٠١٦.
ودعا السفير طارق القونى الدول المانحة الى الإعلان عن تعهدات جديدة خلال مؤتمر بروكسل المقرر يوم الأربعاء القادم، مشيرا إلى قناعة مصر بانها لا تحظى بالاهتمام الكافي في سلم أولويات المانحين بالرغم من أنها واحدة من الدول الخمس الكبرى المستضيفة للاجئين السوريين حيث تشير آخر الأرقام المتوافرة لدينا إلى أن الأمم المتحدة قد تلقت 30 بالمائة من الاحتياجات المطلوبة العام الماضى لمصر فى اطار تنفيذ خطة الاستجابة الإقليمية لدعم اللاجئين وتمكين المجتمعات المستضيفة.
وأضاف أن الخطة تم إعدادها بين الحكومة المصرية ومكتب المنسق المقيم للأمم المتحدة بالقاهرة والمفوضية السامية لشئون اللاجئين والبرنامج الانمائي للأمم المتحدة، موجها الشكر لجميع الدول المستضيفة للاجئين السوريين وكل العاملين فى المنظمات الانسانية.
وقال مساعد وزير الخارجية للشئون العربية: إن حضورنا اليوم هو نتاج واضح لما باتت تمثله الأزمة الإنسانية السورية من تحد كبير لا يمكن لأي دولة أن تتعامل معه بشكل منفرد، لافتا إلى ما تعانيه المنطقة من توتر سياسي ومشكلات اقتصادية تفاقمت مع استمرار تدهور الأوضاع فى سوريا الشقيقة وهو الأمر الذي بات يتطلب اكثر من اى وقت مضى معالجة اقليمية ومساعدة دولية مكثفة لدول المنطقة على تحمل الأعباء المتزايدة فى سبيل استقبال اللاجئين ومنهم السوريون.
وأضاف:مع الأسف ومع دخول الأزمة السورية عامها السابع لا يزال المدنيون فى سوريا يتحملون العبء الأكبر الناجم عن استمرار الأزمة فاكثر من نصف السكان اجبروا على ترك منازلهم والعديد من هؤلاء اجبروا على النزوح حيث سجل عدد اللاجئين فى دول الجوار السوري حوالى ٥ ملايين وعدد النازحين داخليا ما يفوق الستة ملايين، وهذا فضلا عن مقتل مئات الالاف وفقد الالاف فى محاولاتهم العبور إلى أوروبا.
وتابع:مع الاسف ومع استمرار المعارك ما زالت أرواح سورية بريئة تسقط كل يوم، موضحا ان عدة دول عربية تشهد منذ انطلاق الثورة السورية تدفقا كبيرا فى عدد اللاجئين السوريين هربا من الخراب وتعد مصر من الدول الرئيسية المستقبلة للاجئين السوريين وذلك على الرغم من عدم وجود حدود مشتركة مع سوريا، ومن غير المتوقع أن تتناقص هذه الأعداد فى ضوء عدم التوصل الى حل سياسي للأزمة.
وأكد السفير القوني بهذه المناسبة على منطلقات سياسة مصر للمعالجة السياسية للأزمة السورية والتى تنطلق من مبادىء اخلاقية وسياسية وقومية طالما كانت جزءا لا يتجزأ من سياسة مصر الخارجية ازاء محيطها الاقليمى.. مشددا على أن هذه الرؤية تنطلق من المسار السياسى الذى يهدف الى ضرورة وقف نزيف الدم فى سوريا وعدم وجود حل عسكرى للازمة، وضرورة تثبيت وقف اطلاق النار ودعوة مختلف الاطراف الى التفاوض عن حسن نية خلال مسار جنيف، بخلاف أهمية محاربة كافة قوى الإرهاب ليس فقط بالعتاد العسكري ولكن بمواجهة الفكر المتطرف بالفكر المستنير.
وأوضح ان الرؤية المصرية تتضمن أيضا المسار الانساني والذى يهدف الى رفع المعاناة عن الاشقاء السوريين سواء فى داخل بلادهم او فى الشتات، مؤكدا التزام مصر بمواصلة تقديم كافة الامتيازات والتسهيلات للأشقاء السوريين بصرف النظر عن التحديات التى يعانى منها الاقتصاد المصرى.
من ناحيته، قال المنسق المقيم للأمم المتحدة بمصر ريتشارد ديكتوس إن أزمة سوريا أدت الى نزوح الملايين من السوريين الى خارج بلادهم وهو ما أدى الى معاناة كبيرة، ومصر قدمت مساعدات منذ بداية الأزمة للاجئين السوريين بما يتضمن الغذاء والرعاية الصحية والنقل والتعليم، وتعى تماما أن هذا السخاء يخفف الأعباء عن اللاجئين السوريين.
كما وجه كريم اتاسى ممثل المفوضية السامية لشئون اللاجئين الشكر لمصر حكومة وشعبا لإيجاد مساحة حماية والمساعدة للاجئين السوريين، لافتا إلى وجود ما يقرب من ١٢٠ ألف سورى مسجلين بمكتب المفوضية فى مصر من بينهم ٥٢ ألف طفل، وتلقوا المساعدة والرعاية من قبل الحكومة المصرية التي فتحت أبواب المدارس والجامعات ومنحتهم الرعاية الصحية بمساواة مع المواطنين المصريين وهو ما يجعل مصر نموذجا لاستقبال اللاجئين.
وأوضح انه على الصعيد الاقليمى فان دول جوار سوريا بالإضافة الى مصر يستقبلون حوالى ٥ ملايين لاجىء سوري، وهذا يضاف الى أعداد اللاجئين الموجودين عبر العصور وخاصة الفلسطينيون الذين يصل عددهم أيضا إلى ٥ ملايين بالاضافة الى اعداد اخرى من اللاجئين العراقيين والإثيوبيين والارتيريين والسودانيين، تستضيفهم دول المنطقة فى الوقت الذى عانت منه الدول الأوروبية من استضافة مليون لاجئ سورى.
من ناحيتها، قالت نجلاء عرفة ممثلة برنامج الغذاء العالمى: إن مصر تشكل نموذجا لاستقبال اللاجئين.
وحضر جلسة إطلاق الفصل الخاص بمصر فى تقرير "خطة الاستجابة الإقليمية والصمود للاجئين السوريين" اليوم رؤساء مكاتب وكالات الأمم المتحدة العاملة في مصر، والوزارات المصرية المعنية، وسفراء الدول المانحة، بالاضافة الى ممثلين عن المنظمات الإقليمية والدولية ووكالات الأمم المتحدة العاملة في مصر، ومنظمات المجتمع المدني ونخبة من الأكاديميين.