الخميس 14 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

تزايد الانقسام داخل اليسار قبل أسابيع من انتخابات الرئاسة الفرنسية

 رئيس الوزراء السابق
رئيس الوزراء السابق مانويل فالس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قبل نحو ثلاثة أسابيع من انتخابات الرئاسة الفرنسية، تزايدت حدة الانقسامات داخل الحزب الاشتراكي الذي بات مهددا بالانهيار لا سيما بعد إعلان رئيس الوزراء السابق مانويل فالس عن دعمه للمرشح الوسطي ايمانويل ماكرون ليخلف بذلك التزامه بدعم المرشح الفائز في الانتخابات التمهيدية لليسار بنوا هامون.
وبالرغم من أن العديد من رموز الحزب الاشتراكي من بينهم وزير الدفاع جون ايف لودريان أعلنوا دعمهم للمرشح الوسطي وزعيم حركة "إلى الأمام" ايمانويل ماكرون إلا أن إقدام رئيس الوزراء السابق مانويل فالس على هذه الخطوة الأربعاء شكل ضربة قاسية جديدة لمرشح اليسار هامون لتزيد من تعقيد حملته الانتخابية في ظل الصعوبة البالغة التي يواجهها بالفعل في توحيد الحزب الاشتراكي نظرا أن برنامجه لا يلبي تطلعات أنصار الاتجاه الإصلاحي الليبرالي وذلك إلى جانب فشله في إقامة تحالف مع جون لوك ميلونشون مرشح اليسار المتطرف الذي رفض مجددا دعوته له /الأربعاء/ للتحالف، مفضلا الاحتفاظ بفرصه في الوصول إلى كرسي الإليزيه.
ويشير معهد (إيلاب) لاستطلاعات الرأي إلى تراجع هامون للمركز الخامس في نوايا التصويت في الجولة الأولى بحصوله على 10 %، وإلى ازدياد الفارق بينه وبين جون لوك ميلانشون الذي ارتفع رصيده إلى 15% من نوايا التصويت وأظهر مؤخرا قدرة كبيرة على حشد الجماهير وجذب انتباههم.
وكان فالس - الذي يعكس الجناح اليميني في الحزب الاشتراكي - قد أعلن الأربعاء دعمه للمرشح ايمانويل ماكرون في الانتخابات الرئاسية المقبلة. وقال فالس لقناة "بي إف أم تي في": "لا مجال للمجازفة.. قررت أن أتحمل مسؤوليتي وأدعم إيمانويل ماكرون منذ الدورة الأولى"، منتقدا ممثل "الحزب الاشتراكي" زميله بونوا هامون.
وأوضح فالس:" سأتحمل مسؤولياتي..لأنني أعتقد أنه لا يجب القيام بأي مجازفة في سبيل الجمهورية.. سأصوت لايمانويل ماكرون، ليس عن عاطفة، بل الأمر ينم عن رجاحة عقل".
وقد أثار قرار فالس - الذي قال إن يريد التصدي لخطر فوز اليمين المتطرف وظل يتجنب الإفصاح عن موقفه طوال الأسابيع الماضية - استياء شديدا بين أنصار مرشح اليسار بنوا هامون الذين رأوْا أنه خلف التزامه بدعم الفائز بالانتخابات التمهيدية لليسار (هامون) وأسهم بقوة في إضعاف حملته الانتخابية في ظل المخاوف من أن يحذو حذوه أنصاره بالتحول إلى ماكرون.
وقد توالت ردود الأفعال عقب إعلان رئيس الوزراء الفرنسي السابق مانويل فالس دعمه للمرشح المستقل إيمانويل ماكرون. وأثار قراره موجة إدانة واسعة في الحزب الاشتراكي خاصة أنه وقع "تصريحا بالشرف" كباقي المرشحين خلال الانتخابات التمهيدية لليسار يلزم بدعم المرشح الفائز.
واتهم مرشح اليسار بنوا هامون رئيس الوزراء السابق مانويل فالس بتوجيه ضربة للديمقراطية بتجاهله الوعد الذي قطعه أمام الشعب الفرنسي بدعم الفائز أي كان في الانتخابات التمهيدية.
وعبر الأمين العام للحزب الاشتراكي جون كريستوف كومباديليس عن حزنه لعدم استطاعته ثني فالس عن قراره بالانسحاب من الحزب، وقال إن الاشتراكيين الذين قرروا الانضمام إلى حركة "الى الامام" للمرشح المنافس ايمانويل ماكرون لن يعودوا ينتمون الى الحزب الاشتراكي، مطمئنا أنصار الحزب بان الحملة الانتخابية لم تنته بعد.
كما علقت مارتين أوبري الوزيرة السابقة عن الحزب الاشتراكي على قرار فالس قائلة: "تصوري للشرف والأخلاق الديمقراطية هو أنني استعملت كل طاقتي لفوز اليسار في 2012" (في إشارة إلى فوز فرانسوا أولاند في رئاسيات 2012). فيما قال وزير الاقتصاد الاسبق أرنو مونتبورج: "إن فالس لا قيمة له، بما أنه لم يلتزم بتصريح الشرف".
وفي المقابل، رفض مانويل فالس اتهامات الخيانة له، وقال إنه لن يتلقى دروسا من أولئك الذين لم يحترموا أي قواعد على مدار خمس سنوات، معربا عن استغرابه أن تصدر هذه الانتقادات من نواب الحزب الاشتراكي الذين حاولوا مرارا حجب الثقة عن حكومته حين كان في رئيسا للوزراء وامتنعوا عن التصويت عن مشاريع القوانين الأساسية التي طرحتها الحكومة. وأكد أن المصلحة العليا للبلاد أهم من الالتزام بنتائج الانتخابات التمهيدية.
ويرى المراقبون أن مصير الحزب الاشتراكي الذي قاده ﻓرانسوا ميتران عام 1971 بات على المحك نتيجة التباينات المتزايدة بين جناحيه اليساري والإصلاحي، متوقعين أن يتم إعادة تشكيله بعد الانتهاء من الانتخابات الرئاسية.