فتح الجيش الأمريكي تحقيقا رسميا في غارة شنتها القوات الأمريكية في سوريا، قال عنها مسئولون أمريكيون: إنها استهدفت عشرات من عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي في موقع يؤكد السكان المحليون ونشطاء أنه جزء من مسجد وأنه أسفر عن مقتل 49 مدنيا، حسب ما ذكرت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية.
وقالت الصحيفة - في سياق تقرير بثته على موقعها الإلكتروني اليوم الأربعاء - إن القيادة المركزية الأمريكية فتحت تحقيقين؛ الأول: لتحديد ما إذا كان هنالك دليل موثوق بأن المدنيين قُتلوا في الغارة الأمريكية، والآخر: فتح تحقيق على نطاق أوسع في العملية كلها وما إذا كان المبنى المستهدف حقا جزء من مجمع تابع لمسجد عمر بن الخطاب أم لا.
وأقر مسؤولو في وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاجون) أن المبنى المستهدف في غارة 16 مارس كانت بالقرب من مسجد، غير أنهم وصفوه بأنه "موقع لتجمع عناصر من القاعدة" في قرية الجينة بمدينة حلب السورية.
وقال مسئولون عسكريون: إن الاستخبارات الأمريكية أشارت إلى أن تنظيم القاعدة يستخدم قاعة الاجتماعات المشيدة تشييدًا جزئيًا كموقع تجمع لتثقيف المقاتلين وتلقينهم عقيدة التنظيم.
فيما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان: إن 49 شخصا قتلوا فيما وصفته مجموعة المراقبة أنه كان "مجزرة" لمدنيين كانوا يشاركون في درس ديني.
ووصف السكان المحليون المبنى بأنه قاعة تجمع ومنطقة لتناول الطعام للمصلين الذين تجمعوا لحضور دروس دينية، ونشروا صورا التقطت في الموقع بعد الغارة الأمريكية يظهر فيها لافتة سوداء منصوبة أمام هيكل مجاور لا يزال قائما كدليل على أن المبنى جزء من مسجد عمر بن الخطاب.
ولفتت الصحيفة الأمريكية، إلى أن البنتاجون نشر الأسبوع الماضي صورة له تبين بقعة بدت سوداء حيث كان المبنى المستهدف قائما، وبجانبه مبنى على ما يبدو أنه لم يلحقه أي ضرر، حاله كحال عشرات المركبات المتواجدة في الشارع، وعلى الجهة المقابلة من الشارع كان هناك مسجد صغير لم يصب بأي ضرر.
وأفادت بأن المحققين سيقومون بمراجعة المعلومات الاستخباراتية التي دفعت القوات الأمريكية إلى شن هذه الغارة الجوية إلى جانب أشرطة الفيديو والصور الفوتوجرافية وغيرها من الوثائق، وسيحاول المحققون العسكريون الأمريكيون التحدث مع شهود عيان، على الرغم من أنه من غير الواضح ما إذا كانوا سيستطيعون زيارة الموقع نظرا لمحدودية عدد الأمريكيين في سوريا.
ونبهت الصحيفة إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان قد أشار في وقت سابق إلى أنه خلافا لسلفه الرئيس السابق باراك أوباما الذي كان يجعل البيت الأبيض يفحص ويدقق في العديد من العمليات العسكرية، سيترك مزيدا من صنع قرارات العمليات للبنتاجون والقادة الأمريكيين في الميدان.
واختتمت نيويورك تايمز تقريرها بالقول أن قرار ترامب لاقى ترحيبا من جانب الكثيرين في الجيش بتبسيط عملية صنع القرار، الذين لطالما أعربوا عن شعورهم بالإحباط إزاء ما اعتبروه عملية بطيئة لصنع القرار في البيت الأبيض في عهد أوباما أوباما، غير أنه أثار تساؤلات حول ما إذا كان ترامب يمارس رقابة كافية.