حذر الكاتب البريطاني روجر بويز، الاتحاد الأوروبي من فوز الرئيس التركي رجب طيب اردوغان باستفتاء الشهر المقبل وحصوله بموجب ذلك على سلطات كتلك التي ينعم بها نظيره الروسي فلاديمير بوتين، قائلا "إذا حدث ذلك فلن نلوم غير أنفسنا". كما حذر من أن تعزيز صلاحيات أردوغان يهدد الاتحاد الأوروبي بصيف فوضوي فيما يتعلق بقضية اللاجئين.
ولفت بويز -في مقاله بصحيفة الـتايمز- إلى أنه حال فوز اردوغان بالموافقة، فإن الدستور التركي سيتغير مُخوّلا الرئيس سلطات تنفيذية ليكون قادرا على تعيين وإقالة الوزراء وكبح جماح البرلمان... ومن الناحية النظرية سيصبح اردوغان قادرا على البقاء في الحكم حتى عام 2029 بحيث سيتسنى له دخول كافة غُرَف قصره التي يبلغ عددها ألفًا ومائة غرفة.
واعتبر الكاتب مثل هذا الفوز بمثابة توجُّه صريح وقوي صوب حُكْم استبدادي، وأن من بين العديد من المخاوف جراء ذلك الفوز أن يعمد اردوغان إلى استخدام سلطاته المتزايدة في إعلان حرب شاملة على الأكراد ليزيد بذلك نيران الشرق الأوسط اشتعالا.
ورصد بويز دفاع مؤيدي أردوغان بأنه يصنع دولة قوية ويصوّب دستور 1982 المكتوب في وقت اعتقدت فيه هيئة الأركان العامة التركية أنها في وضع أفضل من أية حكومة مدنية لتعريف مصالح البلاد، وهكذا فقط أعطى ذلك الدستور دورا محوريا لمجلس الأمن الوطني الذي يعجّ بالضباط - وكان أردوغان يظن أنه قد روّض الجيش حتى وقعت محاولة انقلاب يوليو الماضي الفاشلة.
ولفت الكاتب إلى ما قام به أردوغان خلال الشهور القليلة الماضية من حملات تطهير استثنائية استهدفت أكاديميين وصحفيين وجرائد حتى بات المجتمع التركي استخباراتيا هيستيريا يستهدف المشكوك في ولائهم للنظام.
وحول العلاقة بين تركيا والاتحاد الأوروبي، لفت الكاتب إلى أن الأخير لم يرغب مطلقا في حقيقة الأمر بأن يضم إليه تركيا بتعدادها السكاني الضخم وهوّيتها المسلمة وقُربها من نقاط مشتعلة بالشرق الأوسط - كل ذلك يجعل من ضمّها خيارا صعبا غادر الأتراك دائما على قائمة الانتظار.
وأكد أنه كلما كان الاتحاد الأوروبي أكثر اعتمادا على أردوغان لوقف تدفق اللاجئين كلما كان مصدرا أكثر ازعاجا... وإذا ما فاز أردوغان بالاستفتاء في أبريل المقبل فسوف يرى نفسه في أوج سلطته ما قد يغريه بأحد خيارين: إما أن يفسخ الاتفاق بشأن الهجرة مع الاتحاد الأوروبي ويترك الأخير يواجه أكثر من 15 ألف لاجئ يوميا؛ أو أن يطلق المهاجرين على دفعات لينتهي الأمر إلى إحداث شلل في اليونان أو بلغاريا ما يُشّكل ضغطا على بروكسل لمنح الأتراك تأشيرات دخول مجانية إلى أوروبا.
وقال الكاتب إن "أمواج البحر المتوسط آخذة في الهدوء، كما أن الجفاف والمجاعة في أفريقيا تدفع الناس دفعا باتجاه البحر بينما الانتخابات العامة الألمانية تقترب مسرعة، وفي تلك الانتخابات ينبغي أن ننسَى شأن القرصنة الإلكترونية الروسية إذا كان أردوغان يمتلك السلاح الأكثر فتكا على الإطلاق: وهو القدرة على إظهار حكومات أوروبا عاجزة عن حماية حدودها.... لنستعدّ إذن لصيف فوضوي".