الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ملفات خاصة

مسيحيون في الأزهر

دعوة تشعل المجتمع من جديد

جامعة الازهر
جامعة الازهر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«ثابت»: يجب تحويلها من دينية إلى مدنية
انقسام قبطى حول مبادرة الالتحاق بالأزهر.. والكنائس تتحفظ 
«بشري» يطالب بإدخال الأقباط فى عضوية هيئة التدريس
«أسعد»: دعوة غريبة تخلق التوترات وهل ستفتح كليات اللاهوت أبوابها للمسلمين؟ 

فجأة انشغل المجتمع بقضية لم تكن على البال ترتب عليها ردود فعل واسعة تؤكد أن «جميعهم مختلفون».. الشخصيات الإسلامية والمسيحية على حد سواء، انقسمت ما بين مؤيد ورافض للدعوات التى أثيرت فى الفترة الأخيرة والتى طالبت بالسماح بإلحاق المسيحيين بجامعة الأزهر الشريف.. بعض الأزهريين قالوا: «موافقون شرط أن يحفظ المسيحى القرآن الكريم والأحاديث الشريفة، ليرد عليهم أزهريون آخرون: «كيف يدرس شيئًا لا يعتقد بصحته؟»، فيأتى صوت مسيحى ليصف الدعوة بأنها «غريبة وتخلق التوترات» ويتساءل عما إذا كانت كليات اللاهوت ستسمح بفتح أبوابها للمسلمين، وقالت قيادات قبطية أخرى إن الأولى فى البداية السماح لدخول مسيحيين ضمن أعضاء هيئات التدريس، فيما تحفظت الكنائيس بشكل شبه رسمى على هذه الدعوات.
«البوابة» أجرت مواجهة بين هذه الآراء المتباينة، نعرضها هنا ونتذكر الدعاء الذى كان يردده مكرم عبيد باشا: «اللهم يا رب المسلمين والنصارى اجعلنا نحن المسلمين لك وللوطن أنصارًا، واجعلنا نحن نصارى لك، وللوطن مسلمين». 
وفى هذه المواحهة، محاولة لرصد ردود أفعال واسعة من قيادات الأزهر الشريف، وبعض القيادات المجتمعية، مؤكدين على أن كليات جامعة الأزهر العلمية لها أهمية لا تقل عن الكليات الشرعية والعربية، وأن اقتصار جامعة الأزهر على الكليات الشرعية والعربية فقط يخرجها من كونها جامعة إلى «كُتّاب» يتم التلقين فيه، ويعنى بتعليم الأمور الشرعية. وربما لم يكن فى مخيلة محمد أبوحامد، عضو مجلس النواب، عندما طرح فكرة عدم اقتصار جامعة الأزهر الشريف على الكليات الشرعية عملا بالمادة السابعة من الدستور المصري، ان شرط دخول الأزهر حفظ بعض من القرآن الكريم. 
وتشمل جامعة الأزهر العديد من الكليات الدينية التى تختص بدراسة الإسلام، لكن هناك بعض الكليات المدنية؛ مثل كليات التجارة والزراعة والعلوم والهندسة والطب والتجارة والصيدلة واللغة العربية واللغات والترجمة، حيث خرجت بعض الأصوات الإعلامية تنادى بتساؤل: لماذا لا يدخل المصريون المسيحيون تلك الكليات المدنية.
أثارت تصريحات بعض الشخصيات العامة وأعضاء مجلس النواب بالسماح لانضمام الأقباط بالالتحاق بجامعة الأزهر، وضم الجامعة لمظلة المجلس الأعلى للجامعات التابع لوزارة التعليم العالى بديلًا من مشيخة الأزهر، مواقف متباينة بين الأقباط بين مؤيد ومعارض للدعوة، فيما تحفظت الكنائس المصرية «الأرثوذكسية والكاثوليكية والإنجيلية» عن الخوض فى هذا الأمر رافضة التعليق عليه.. «البوابة» استطلعت آراء الخبراء حول هذا الاقتراح.

أعلن مينا ثابت، مدير برنامج الأقليات والأقليات المُهمَّشة بالمفوضية المصرية للحقوق والحريات، موافقته على مقترح إلحاق الأقباط بجامعة الأزهر، بل وتحويل جامعة الأزهر من جامعة دينية لجامعة مدنية، حيث إنها جامعة حكومية تخصص لها ميزانية من الموازنة العامة للدولة، وهى الميزانية المعتمدة بشكل كبير على حصيلة أموال دافعى الضرائب من المواطنين المصريين المسلمين والمسيحيين، ولذا فإنه من غير المعقول ألا يسمح لمواطن بعدم الدراسة فى جامعة بسبب معتقده الدينى.
وتساءل «ثابت» عن الفائدة والقيمة التى تعود على مصر من وجود جامعة ونظام تعليم موازٍ تحت مسمى «جامعة الأزهر»، بديلا للجامعات الحكومية الموجودة، ومتسائلا عن القيمة التى ستضيفها كلية طب الأزهر أو كلية هندسة الأزهر مثلا لمسيرة التعليم فى مصر، كبديل عن كليات الطب والهندسة فى جامعتى القاهرة وعين شمس على سبيل المثال؟.


إعادة هيكلة
أما هانى عزت، مؤسس حركة «منكوبى الأقباط»، فقد طالب بإعادة هيكلة النظام الإدارى وشروط القبول بجامعة الأزهر قبل التفكير فى التحاق الأقباط بالجامعة من عدمه، حيث إن الجامعة لا يوجد بها أى موظفين أقباط حتى يلتحق بها الطلبة.
وقال «عزت»، إنه يجب أولًا أن يوجد بجامعة الأزهر موظفون أقباط، وأن تعدل المناهج التعليمية، لأنه لا يمكن أن يدرس الطلبة الأقباط الشريعة الإسلامية من عدمه داخل الجامعة، لافتا إلى مردود مقترح إلحاق الطلبة الأقباط فى جامعة الأزهر على الشارع المصرى وجامعة الأزهر نفسها، وكيفية استقبال تلك الخطوة والدعوة الجريئة التى تحتاج لخطوات وتنظيم ومنهجية لإمكانية تطبيقها على أرض الواقع، وليست تصريحات جوفاء.


تميز سلبي
فيما قال أمير عياد، الناشط القبطى وأحد مؤسسى حركة «شباب ماسبيرو»، إن كل المؤسسات التى تنفق عليها الدولة يجب أن يستفيد من خدمتها كل المواطنين الموجودين بالدولة، دون أى تفرقة أو تمييز سواء كان قائمًا على الجنس أو العقيدة.
وأضاف «عياد» أن ما نراه فى جامعة الأزهر هو كسر لتلك القاعدة بشكل صريح ومباشر، مما يعد تخصيص أموال الشعب لخدمة فئة أو شريحة دون الأخرى، وهو تميز سلبى يعمق لفكرة الإقصاء والتهميش ويساعد فى المزيد من العزلة للأقباط.


دعوة غريبة
بينما رفض مينا أسعد، مؤسس حركة «حماة الإيمان» وأستاذ اللاهوت الدفاعى بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية، دعوات إلحاق الأقباط بجامعة الأزهر، مشيرا إلى أنها دعوة غريبة المضمون، ومن يتحدث عنها يريد خلق توترات لا داعى لها، لأن جامعة الأزهر جامعة دينية لها خصوصيتها على كل الأوجه الاجتماعية والعملية ولا تصلح للأقباط لطابعها الدينى. وأضاف «أسعد» أن وجود قبطى بداخل جامعة الأزهر سيهدم أكثر مما يبنى فى مجال التواصل المجتمعى، وتابع: «أسأل من ينادى بهذا الأمر.. هل يقبل الأقباط التحاق الإخوة المسلمين بالكليات اللاهوتية التابعة للكنائس؟. إن هذا يهدد سلام المجتمع ويفتح أبوابا أبعد ما تكون عن سلام المجتمع». وأوضح «أسعد» أن التبادل الثقافى ودخول الأقباط لجامعة الأزهر من وجهة نظره يأتى من خلال مرحلة الدراسات العليا وليس فى الدراسات المرحلية، أى عند مناقشة رسالة تتطرق فى بعض فصولها لفقه إسلامى مثلا أو تاريخ إسلامى أو العكس، فمن المقبول والمنطقى أن تحتوى لجان المناقشة على متخصصين من الكليات الدينية سواء الأزهر أو كليات اللاهوت الكنسية، أما ما عدا ذلك فهو لغو لا طائل منه.


شروط القبول
لكن الكاتب القبطى، جرجس بشرى، اقترح قصر قبول الأقباط فى جامعة الأزهر على الكليات العلمية فقط، مثل الطب والهندسة والتجارة وغيرها من الكليات المدنية، مشيرا إلى أن ميزانية الأزهر الشريف تمول من ضرائب وجيوب كل المصريين «مسلمين وأقباطًا»، وهى ميزانية تتردد أنباء أنها تقترب من ١٤ مليار جنيه. وأضاف «بشري» أن الكليات الشرعية أو الدينية داخل جامعة الأزهر هى التي يجب أن يوضع لها نظام، وعلى من يرغب الالتحاق بها من الأقباط التقيد بنظامها التعليمى، مثل كليات الشريعة والقانون، وعلى القبطى فى تلك الحالة الالتزام بقواعد الكلية طالما أراد ذلك مثل حفظ «الشريعة وآراء الفقهاء والقرآن الكريم»، لأنه سيخضع للامتحان فيها، وبالتالى يجب أن يرتضى ويلتزم بقواعدها طالما التحق بجامعة الأزهر لدراسة مواد دينية أو شريعة أو أديان مقارنة. وتابع «بشري»: أنه لا يرى على المستوى الشخصى أى عيب فى أن يدرس المسيحى القرآن الكريم والإسلام، وكذلك ليس عيبًا أن يدرس المسلم الإنجيل ويحفظ من آياته خاصة أن إيمان المسلم لا يكتمل إلا بإيمانه بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وبالتالى هناك مشتركات فى الإسلام والمسيحية، وآيات الإنجيل والقرآن تدعو للمحبة والسلام والبر والفضيلة. وأشار الكاتب القبطى إلى أنه يؤيد دخول الأقباط لجامعة الأزهر، ويرفض إلغاء الكليات المدنية والعلمية فى الأزهر، والاقتصار على الدراسة فى الكليات الدينية فقط مثل: «أصول الدين والشريعة والأديان المقارنة»، لافتا إلى أن إقدام الأزهر على فتح أبوابه للأقباط بالالتحاق فى كلياته سيضرب أروع الأمثال وللرد عمليا على من يصفون الإسلام والمسلمين بالعنصرية والتمييز ويربطون الإسلام زورا وبهتانا بالإرهاب. 
وأضاف «بشري» أن جامعة الأزهر وخاصة الكليات المدنية بها تحتاج ثورة علمية، ويجب أن يلتحق بها المتميزون وبمجموع كبير أسوة بالجامعات المصرية، كى لا ينظر إليها البعض على أنها باب خلفى لدخول بعض الطلبة لكليات مرموقة دون مجموع كبير، كما يجب ألا يقتصر دخول الأقباط كطلبة فى جامعة الأزهر فقط، بل يجب أن تفتح أبواب جامعة الأزهر وكلياته لإلحاق أساتذة جامعيين أقباط ذوى كفاءة مشهود بها لهيئة التدريس فى كليات الجامعة وخاصة العلمية مثل «الطب والهندسة والقانون والآداب والزراعة».


آراء متباينة حول السماح للمسيحيين بالدراسة فى جامعة الأزهر

أزهريون: موافقون بشرط حفظ القرآن الكريم والحديث الشريف
و«خطاب» يتساءل: كيف يدرس المسيحى شيئًا لا يعتقد بصحته؟
القضاء: الحصول على «الإجازة العليا» وليس الديانة شرط الالتحاق بالأزهر
داعية: دعوى التحاق المسيحيين بالأزهر تنشر البلبلة ولا تحقق المواطنة
قال الدكتور حسن خطاب، أستاذ الدراسات الإسلامية، ووكيل كلية الآداب، بجامعة المنوفية، إن التحاق المسيحيين للدراسة بالأزهر الشريف، يواجهه عدة إشكاليات؛ أولها: أن طالب الأزهر يلزم بدراسة وحفظ القرآن الكريم، وهو أمر يستدعى بعض الشروط فى قراءته وحمله وتقديسه، وهى أمور لا يمكن إلزام غير المسلم بها.
وأضاف «خطاب»، أيضًا هناك الأحكام الفقهية والعقائدية، التى يدرسها طلاب الأزهر، والتى هى فى مجملها واجبات على المسلمين، وهو ما يمثل عقبة أمام دراسة غير المسلم لها؛ متسائلًا: كيف يدرس الطالب «غير المسلم»، شيئًا لا يعتقد صحته، بل إنه بحكم دينه يعتقد بطلانه.
وأشار، إلى أن الدراسة فى الكليات العلمية الأزهرية، ليست دراسة علمية مجردة، وإنما يدرس فيها الطالب قدرًا من القرآن الكريم، والفقه، والحديث النبوي، والأصول، وهذا ما يجعله مميزًا بها عن غيره من الكليات الأخرى، لاسيما أن كثيرًا من الأحكام الفقهية المتعلقة بالمريض، كالصيام، إضافة إلى أن بعض المسائل الخاصة بالمرأة، كالحيض والنفاس والحمل، يرجع فيها إلى الطبيب الثقة، باعتبار أنها شهادة، والشهادة يُشتَرَط فيها العدالة، وأول درجات العدالة الإسلام، ومعرفة الأحكام الشرعية.
ويرى «خطاب»، أن التحاق غير المسلمين للدراسة بكليات جامعة الأزهر، قد تُستخدم، بمرور الوقت، كذريعة لإلغاء مقررات القرآن الكريم، والعلوم الشرعية، من الكليات العملية، وهو ما يتنافى مع رسالة الأزهر، كما أن إلغاء مثل هذه المقررات قد يؤدى إلى قلة أو انعدام الوعى الديني، بالأحكام الأساسية والضرورية، التى لا تقوم الحياة العلمية للطبيب والمهندس المسلم إلا بها.
واختتم أستاذ الدراسات الإسلامية، حديثه بقوله: «أرى أنه لا توجد ضرورة لذلك، لاسيما أن هناك ما يزيد عن عشرين جامعة مصرية، تفتح أبوابها، بجميع المحافظات على مستوى الجمهورية، لغير المسلمين، ومن ثم فإننى أرى أنه لا داعى لهذه التعديلات، التى قد تثير فتنة بين المسلمين وغير المسلمين.


تركيبة «الأزهر» مختلفة
بينما استغرب الباحث الإسلامي، معتز عبدالرحمن، صاحب كتاب «أزمة البخاري»، وكيف يمكن فهم البخارى فى ضوء مناهج الأزهر، على مثل هذه الدعاوى، وقال: «منذ سنوات عديدة تظهر وتختفى فى فضاء الإعلام مسألة شديدة الغرابة، وهى مسألة حق المسيحيين فى دخول جامعة الأزهر، والتى تثار وكأنها نموذج للعنصرية التى يعانى منها المسيحيون فى مصر، إذ يُمنَعون من دخول إحدى جامعاته».
وأضاف «عبدالرحمن»، أن هذا الطرح يتجاهل التركيبة الخاصة لجامعة الأزهر، وهى الجمع بين المواد الشرعية الإسلامية، والمواد العلمية، فى بعض الكليات، كالهندسة والطب والألسن، فى حين تنفرد بالمواد الشرعية الإسلامية غالب الكليات، كأصول الدين والشريعة والدعوة.
وأوضح الباحث الإسلامي، أن توافر المواد العلمية، فى كل جامعات مصر، التى يدخلها المسلمون والمسيحيون، بل واليهود قبل هجرتهم، ومع عدم رغبة المسيحيين بطبيعة الحال فى دراسة المواد الإسلامية، فما وجه الإصرار على إلحاق المسيحيين بتلك الجامعة، على وجه التحديد، واعتبار عدم السماح لهم بدخولها، علامة على التعرض للعنصرية والاضطهاد؟.
وأشار إلى أن موقف الأزهر، جاء على لسان أحد مسئوليه، وأوضح تلك النقطة بطريقة غير مباشرة، وهى أن الطالب المسيحى إذا حفظ القرآن الكريم، فله أن يدخل الجامعة، أى أنه إذا لم يمانع فى النقطة التى تفرق بين جامعة الأزهر وبقية الجامعات، وأرادها فلا مانع، وبالطبع لم يلقْ هذا التصريح استحسانًا ممن يطالبون بدخول المسيحيين جامعة الأزهر، ورأوا أن فى هذا اضطهادا أكبر، لأنه يجبر المسيحى على دراسة وحفظ ما يخالف معتقده.
وبين «عبدالرحمن»، أنه ليس المطلوب عمليًا دخول المسيحى إلى الأزهر، كجامعة تجمع بين دراسة الإسلام- وهو الأصل- وبين العلوم الطبيعية والبشرية الأخرى- فى بعض الكليات فقط- لكن المطلوب هو تغيير طبيعة هذه الجامعة، لتصبح مثل أى جامعة أخرى، تناسب جميع الديانات، لخلوها من دراسة الدين أصلًا، وعلى أدنى تقدير أن تخرج ميزانية الجامعة من مظلة الدولة، بدعوى أن المسيحى يدفع ضرائب، يستخدم بعضُها لمكان لا يمكنه الالتحاق به، وإن أمكنه فسيكون بتعلم ما لا يريد.


أزهريون يوافقون.. بشروط
من جهته؛ يقول الدكتور أحمد حسني، القائم بأعمال رئيس جامعة الأزهر، فى تصريحات صحفية، إنه لا يمانع من انضمام المسيحيين للدراسة فى جامعة الأزهر، بشرط حفظهم للقرآن الكريم.
الرأى ذاته؛ ذهب إليه الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر، حيث يرى أن نظام الدراسة بالأزهر لا يناسب المسيحيين، لأن أى طالب يلتحق بالأزهر مطالب بحفظ القرآن الكريم؛ متسائلًا: هل الطالب المسيحى سيحفظ القرآن، ويدرس الفقه، والتفسير، والعقيدة والحديث؟.
وعندما أثيرت القضية فى عهد الدكتور محمد سيد طنطاوي، شيخ الأزهر السابق، علق بقوله: «لا مانع بشرط أن يحفظوا القرآن والسنة»، ويومها أغلق الراحل البابا شنودة الثالث، القضية بقوله: «الأزهر للمسلمين، وكليات اللاهوت المعمدانية للمسيحيين».


«القضاء الإداري»: الشرط المؤهل وليس الديانة
وفى عام ٢٠٠٩؛ صدر حكم محكمة القضاء الإداري، بمنع قبول الطلاب المسيحيين بقسم الدراسات العليا، بكلية الشريعة والقانون، بجامعة الأزهر، مبررة ذلك بأنه يشترط لقيد الطالب للحصول على درجة التخصص «الماستر»، بقسم الدراسات العليا بالكلية، أن يكون حاصلًا على درجة الإجازة العليا من الكلية، أو ما يعادلها، بتقدير جيد على الأقل، وأن يتقدم بطلب للقيد قبل بدء الدراسة.
واعتبرت المحكمة، أن ممدوح نخلة، صاحب الدعوى التى أقامها عام ٢٠٠٨، غير حاصل على درجة الإجازة العليا من كلية الشريعة والقانون بالأزهر، أو ما يعادلها، وأنه لم يتقدم بطلب القيد قبل افتتاح الدراسة، ومن ثم لا يتوافر فى حقه شروط القيد، كما أن طلبه بوقف تنفيذ القرار السلبى بالامتناع عن قبوله، والطلاب المسيحيين، للحصول على هذه الدرجة، غير قائم على سند صحيح، من أحكام القانون، وجدير بالرفض.


«ضد مبدأ المواطنة»
وحول مبدا المواطنة وعلاقته بالإخوة الأقباط؛ قال الداعية الأزهري، على محمد شوقي، إن دعوى مخالفة دراسة المسيحيين بالأزهر، تخالف حقوق الإسلام، ومبدأ المواطنة، كما أنها «دعوى واهية».
وأضاف «شوقي»، أن الأزهر يشترط فيمن يلتحق به أن يدرس القرآن، كمادة أساسية، بل هى المادة الأم، وغير ذلك من العلوم الشرعية، أو العربية المتصلة أشدَّ الاتصال بكتاب المسلمين، وسنة نبيهم (صلى الله عليه وسلم)، وعليه فليس للمسيحين مكانٌ فيه، احترامًا لهويتهم، وتعزيزًا للمبدأ الذى أراد الأزهر ترسيخه، أخذًا بقول الله تعالى: [لكم دينكم ولى دين].
وأنكر، على من يُطالب بضم كليات الأزهر العلمية للمجلس الأعلى للجامعات؛ واعتبره يُخالف هذا المبدأ فى الأساس؛ والذى هو رُكنٌ فى منهج الأزهر، وأيضًا فإنَّه إذا كان ينادى بمبدأ المواطنة– كما يدَّعى النائب محمد أبو حامد- فإنه يخلع حق طلاب الأزهر، من جانب آخر.
وتساءل الداعية الأزهري: أيُّ تحقيق للمواطنة، إذا كان فيه نشرٌ للبلبلة والشغب، وفى الوقت نفسه، فإنَّه يُهين الأزهر، من حيث لا يدري، إذ إنَّه يُفقده دوره الذى يسعى جاهدًا إليه، وهو إخراج علماء متخصصين فى جميع المجالات، متبصِّرين بدينهم الإسلامي.