أضافت موجة الغلاء التي أطاحت بالمواطن المصري وقذفت به في بئر الهموم، رقما جديدا علي قائمة "زيادة الأسعار" هى ارتفاع سعر الكتاب الجامعي" حتي أصبحت تكاليف الدراسة الجامعية للأبناء كحد السكين فوق رقبة الأباء.
" الكتاب الجامعي تذكرة مرور للنجاح، ويفتقر الكتاب في محتواه الكثير، لكي يكون قادرا على تقديم معلومات وافية للطالب حتي في مجال تخصص الطالب الدراسي، فضلا عن المغالاة التي يشهدها سعر الكتاب، مما دفع الطلاب للإستغاثة للرأفة بحالهم وظروفهم الاقتصادية،هذا ما ستوضحه جولة "البوابة نيوز" التي أجرتها في إحدى الجامعات المصرية وسط الطلاب.
وفي كلية التربية بجامعة الزقازيق، تقول "مريم صلاح" بالفرقة الثانية قسم إنجليزي، مع بداية نصف العام الدراسي الجديد، تفاجئنا بزيادة أسعار الكتب عن النصف السابق، بعض الكتب التي اشتريتها ارتفعت من 60 إلى 85 جنيها مثال مادة "التكنولوجيا"، وقفز سعر كتاب "التدريس المصغر" من 50 إلى 75 جنيها، ولفتت إلى عدم قدرتها على شراء الكتب حيث تدرس 11 مادة ويتعد إجمالي سعرهم 550 جنيها.
وأضافت:علياء إبراهيم بكلية التربية،قسم كيمياء،نعاني من ارتفاع أسعار الكتب التربوية فضلا عن كتب التخصص،هذا وبالإضافة إلي معانتنا من الإجهاد الذي نعانيه نظرا لتلقي المحاضرات "واقفين علي أقدامنا" علي مدار الساعات نظرا لعدم وجود أماكن تستوعب الكثافة الطلابية.
"الكتاب أصبح "سبوبة" لاينفع ولا يضر،هو تذكرة مرور للإنتقال للفرقة التالية،إحنا كطلبة بنشتري الكتاب بالإكراه علشان "الشيت" ومابنذاكرش فيه،حتي أن الشيت يلقي به في سلة المهملات بعد تسليمه لأستاذ المادة،والكتاب محتواه غير مفيد لذلك نلجأ لشراء ملازم ومذكرات وكتب خارجية،هذا علي حد وصف "يحيي سعد" طالب جامعي.
وتابعت "مها سعيد" طالبة بكلية التربية من محافظة الدقهلية،أهالينا علي قد حالهم،ومش ملاحقين علينا مصاريف شخصية ودراسية،ومش قادرة أشتري الكتب حيث وصل سعرها 950 جنيها، ولأن الكتاب الجامعي محتواه غير مفهوم نضطر لشراء "مذكرات" فضلا عن مصروفي الذي يضيع في المواصلات،حتي لم يمكني من أن أتناول أي أطعمة خارج المنزل لضيق ذات اليد.
وتابعت:"ميرنا مجدي" كلية الأداب قسم فرنسي،إرتفع بعض أسعار الكتب من 50 إلى 62 جنيها، مع النصف الدراسي الثاني، وحتى الأن لم أشتر سوى كتابين لعدم توفر مبلغ الكتب معي، ولفتت إلى تضررها من بيع بعض الكتب الدراسية في مكتبات خاصة خارج الحرم الجامعي، وهذه المكتبات توجد بأماكن نائية يتواجد بها شباب غير منضبطين السلوك.
"عميد كلية الأداب" طالب أبناء كلية الأداب بعدم شراء أي كتاب يزيد سعره عن 48 جنيها، وتقديم شكوى في مكتبه في حال زيادة أسعار الكتب، إلا أننا فوجئنا بقفز سعر بعض الكتب من 40 لـ60 جنيها، حتى أن كتاب العميد نفسه وصل 60 جنيها..هذا وكما ذكر "فؤاد مجدي" طالب بكلية الأداب.وفي ذات السياق أكد الدكتور عماد مخيمر عميد كلية الأداب، أن الكلية لم ترفع أسعار الكتب رغم زيادة تكلفة طباعة الكتاب من 6 جنيهات إلي 11 حنيها، وأشار إلى أن كلية الأداب هي الوحيدة التي لم ترفع أسعار الكتب، مؤكدا على منح الكتب مجانا لكل طالب، في حال تقدم الطالب وطلبها بنفسه لعدم قدرته على الشراء.
يقول "باسم السيد" طالب كلية هندسة مدني،أن أقل سعر كتاب " بهندسة " سجل 40 جنيها، بينما أعلى سعر 70 جنيها، وتابع:أن بعض "الأساتذة" بالجامعة يخالف التعليمات المنصوص عليها في قانون الجامعة بأن لايزيد سعر أي كتاب عن 40 جنيها، ضاربين بعرض الحائط عدم قدرة الطلاب على شراء الكتب.
ولفتت" ياسمين مرسي " طالبة بكلة الحاسبات والمعلومات، الأمر أسهل من بعض الكليات الأخرى، نظرا لكوننا كلية عملية والأساتذة لاتفرض علينا شراء كتب،ومعظم المراجع "روابط ولينكات" على الإنترنت، لكن الطالب الذي يشتري الشيت لايضطر لامتحان شفوي وعملي، بينما الطالب الذي لم يشتري الكتاب عليه أن يمتحن في كل حرف في المادة ويتحمل عبء الامتحانات.
والجدير بالذكر: قالت "خلود حسن" طالبة بالفرقة الأولي كلية التجارة، إنه تم تطبيق نظام جديد علي الدفعة الأولي بكلية تجارة،أصبح أستاذ المادة يطبع كل كتاب ويرفق بالشيت إسم الطالب والرقم القومي به، لإجبار الطالب علي شراء الكتاب الجامعي.
فيما قالت "هاجر النمر" طالبة بكلية تجارة إنجليزي،إن مصاريف الكلية 4آلاف جنيها، وفوق هذا تدفع مصاريف الكتب، فضلا عن الكورسات الخاصة خارج الكلية مع أساتذة الجامعة وربما تتعدي تكاليف العام الدراسي الواحد 40 ألف جنيه، وكل هذه تكاليف تتكبدها أسرتي، وتساءلت فكيف يكون الأمر إذا لو أني أدرس في كلية خاصة ؟ "يعني لا راحة في الأسعار ولا راحة بدنية،المدرج ضيق والطلبة واقفين علي أقدامهم طول وقت المحاضرة،5000 طالب واقفين فوق بعض،مما يضطر الطلاب للهروب من المحاضرات بسبب التكدث.. حسبما قال "أيمن كامل" طالب بكلية التجارة.
وأضافت "ميرهان علي" طالبة بكلية التمريض، أن عدد المواد بالكلية 11 مادة، وبعض كتب "التمريض" قفزت من سعر 35 جنيها لتصل 85 جنيها علي مدار عام واحد، ومن 60 إلى 120 جنيها، إلا أن أسعار كتب "الطب" مازالت بنفس سعرها 35 جنيها.
وأشارت "رقية صدقي" طالبة تمهيدي ماجيستير بكلية التجارة، إلى معاناة طلاب التمهيدي من محتوي الكتب الغير مفيد،نظرا لكونها لا علاقة لها بالإمتحان التحريري أخر العام،لافتة إلى إضطرارهم لشراء الكتب والتي تكلفهم حوالي 1500 جنيه فضلا عن مصاريف الكلية والتي تصل ل 800 جنيها،والتي أصبحت بمثابة "بيزنس" و‘بتعدت عن قداسة التعليم والعلم.
وأضافت "شيريهان محمود" من محافظة المنصورة، تكاليف الدراسة وغلاء الأسعار تحبط عزيمة المقبلين على الدراسة، فضلا عن تعنت أساتذة الجامعة، نظرا لترابط المواد ببعضها،حيث أدرس 5 مواد بواقع كتابين وكل كتاب له دكتور يعني أننا ندرس 10 مواد، وفي حال رسبت في كتاب،أعيد امتحان الكتابين، لا تسمح الكلية بامتحان "دور تاني"ويعيد الطالب العام كله في حال رسوبه في مادة واحدة، ولذلك نطالب إدارة الجامعة بتسهيل الأمور على الطلاب.