السبت 21 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ملفات خاصة

"الدرونز".. سلاح "داعش" المفخخ في سماء مصر

«البوابة» تخترق السوق السوداء لطائرات التجسس

طائرات الدرونز
طائرات الدرونز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«الإرهابية» استخدمتها لتصوير اعتصام رابعة
«حسم» بدأت مرحلة التصنيع وتستعد لاستهداف قوات الشرطة
«داعشي»: ولاية سيناء فى انتظار وصول إمدادات من العراق لرصد تحركات الجنود فى المعسكرات
«القاعدة» تنشر كتيبات التصنيع على مواقع التواصل الاجتماعي
الحصول على المكونات من «على بابا»
اتهامات للجمارك بالفساد والإهمال المتعمد والتلاعب بالأمن القومى للبلاد
أستاذ قانون: البعض يستخدمها للترفيه
فاروق محمد: اشتريت نموذجًا من الإنترنت وشحنتها بدون أى مشاكل
الجمارك اعترضت فقط على «الريموت»

خطف تنظيم داعش الإرهابى الأضواء خلال الأيام الماضية، بعد الكشف عن طائراته المسيرة التى استخدمها لقصف الجيش العراقى فى مدينة الموصل، ومنذ إعلانه عن الطائرة، اشتعلت صفحات مواقع التواصل الاجتماعى التابعة للتنظيم، بدعوة مناصريه لتصنيع الطائرات واستخدامها فى الحرب، ناشرة الطريقة الكاملة لصنعها.
«البوابة» تتبعت خطوط صناعة «الدرونز» لتكشف القصة الكاملة لمحاولات الجماعات الإرهابية لتصنيعها فى مصر.

«حسم» تحاول تصنيع طائرات مفخخة
فى منتصف شهر يناير الماضى ألقت قوات الأمن المصرية، القبض على مجموعة من الإرهابيين، يتدربون فى صحراء محافظة أسوان استعدادا لتنفيذ عمليات إرهابية، وخلال التحقيقات مع المجموعة اعترفت عناصرها البالغ عددهم ٣٠٤ عناصر بمحاولة تصنيع طائرة بدون طيار يتم التحكم فيها عن بُعد، لاستخدامها فى استهداف منشآت حيوية داخل البلاد، مضيفين أنهم تلقوا تدريبات خارج مصر على أيدى عناصر من كتائب عز الدين القسام الجناح العسكرى لحركة حماس الفلسطينية.
بحسب التحقيقات التى أجرتها نيابة أمن الدولة العليا فإن أحد المتهمين كلف آخر بتصنيع طائرة بدون طيار تستطيع حمل عبوة ناسفة صغيرة الحجم ومزودة بكاميرا لاستخدامها فى العمليات الإرهابية.

محاولات إخوانية لتطوير السلاح
وكشفت التحقيقات عن محاولة اللجان النوعية للإخوان تطوير العمل المسلح داخل مصر، واستخدام السلاح الذى سبق أن استخدمته كتائب القسام «طائرات أبابيل» فى الحرب مع إسرائيل عام ٢٠١٤، إلا أنها لم تكشف كيفية التوصل لتصنيع هذه الطائرات.
لم تكن تلك المرة الأولى التى تحاول فيها جماعة الإخوان استخدام الطائرات بدون طيار فى تصوير اعتصام رابعة من الجو، «البوابة» حاولت تتبع الخيوط المتاحة للتوصل للقصة الكاملة لمحاولات تصنيع الطائرات بدون طيار على أيادى العناصر الإرهابية.
وحسبما أعلن لاحقا فإن الجماعة التى صنفت إرهابية بعد ذلك، اشترت أحد النماذج الجاهزة والمزودة بكاميرا، ودفعتها إلى المخرج عزالدين دويدار الذى بدوره تولى مسئولية تصوير الاعتصام جويًا.
وفى المقابل نفى أبونضال ـ اسم مستعار لأحد أعضاء حركة حماس ـ أن تكون كتائب القسام قد ساعدت أى جهة خارج فلسطين فى محاولة تصنيع طائرات بدون طيار، مضيفا أن الحركة وجهت هذا السلاح للعدو الإسرائيلى المحتل لفلسطين، ولا يمكن أن توجه ضد البلدان العربية والإسلامية.

نماذج جاهزة
البداية كانت من إعلان نُشر على إحدى المجموعات على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك نشره أحد الأشخاص لبيع نموذج لطائرة إف ٢٢ رابتور يتم التحكم فيه عن بُعد، ويمكنه حمل جسم وزنه قرابة الكيلو جرام، ووضع صاحب الإعلان رقمين للتواصل، مشيرا إلى أن سعر النموذج ٥ آلاف جنيه مصرى دون الخوض فى التفاصيل.
«البوابة» تواصلت مع صاحب الإعلان لعدة أيام لكن لم نتمكن من الحصول على رد منه حتى نشر التحقيق.
واصلنا رحلة «ملاحقة الدرونز» بعد أيام من البحث توصلنا إلى محمد حسين ـ اسم مستعار ـ أحد الأشخاص ممن لهم خبرة طويلة فى مجال الطائرات بدون طيار، بعد محاولات عديدة وافق على لقائنا شريطة عدم الإفصاح عن هويته الحقيقية.
قال «حسين» إن نماذج الطائرات انتشرت فى مصر بعد ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١، وكانت تباع عبر العديد من المنافذ فى القاهرة والمحافظات لكن بعد استخدام الإخوان لها فى تصوير اعتصام رابعة جويا، بدأت أجهزة الأمن فى رصد من يبيعون تلك الطائرات فاختفت التجارة المعلنة فى نماذج الطائرات وبدأت تجارة السوق السوداء تزدهر بصورة أكبر.
وأضاف «يمكنك أن تشترى عدة طائرات بأشكال وأحجام مختلفة وبالطبع يختلف سعر النموذج، باختلاف إمكانياته وهناك أسعار تصل إلى ٢٠ و٣٠ ألفا وكله متاح».
على منتدى آخر، خاص بالطائرات عرض أحد البائعين الذى لم يذكر اسمه نموذجًا لطائرة أخرى من طراز إف ١٨ مجهزة بريموت للتحكم عن بُعد يمكنه العمل بـ١٢ موجة مختلفة بسعر حوالى ١١ ألف جنيه، طالبا ممن يرغب فى الحصول على الطائرة بالتواصل عبر إيميل خاص لشراء النموذج على أن يتم التسليم فى مكان يحدد لاحقا.
ليست الطائرات الصغيرة والمتوسطة الحجم فقط، فهناك نماذج لطائرات أكبر تشبه إلى حد كبير الطائرات الناقلة «الجيت»، وهذه لا يتم تصنيعها يدويًا بل تقوم مصانع كاملة على إنتاجها وتصميم الهياكل الخاصة بها بطريقة هندسية مميزة من الفيبر جلاس أو الفيبروكربون لتحمل ظروف التحليق الصعبة، بالإضافة إلى تزويدها بمحركات كبيرة نسبيا وأجهزة لاستقبال الموجات التى يبثها الريموت كنترول الخاص بالتحكم، كما تتمتع بجهاز جى بى إس عالى الدقة نسبيا، ودوائر كهربية معقدة، وهذه يبلغ سعرها عشرات آلاف الجنيهات بحسب ما أفاد به أحد المتخصصين الذين تحفظوا على ذكر أسمائهم لـ«البوابة».
ويضيف «المصدر»: يبلغ ثمن الهيكل بمفرده حوالى ٣٠ ألف جنيه، وتتفاوت الأسعار من نموذج لآخر لتبلغ حوالى ٧٠ ألف جنيه للطائرة كاملة فى بعض النماذج.

رحلة التصنيع من «على بابا» لـ«السوق السوداء»
على منصات مواقع التواصل الاجتماعى وفى عدد من الشبكات الموالية لتنظيمات القاعدة وداعش، ينتشر عدد من الكتيبات الخاصة بتصنيع الطائرات بدون طيار، تحتوى الكتيبات المتاحة على شروحات تفصيلية لتصنيع كل جزء من أجزاء الطائرات وعن التحكم بها، ويشير كتاب يحمل عنوان «تصنيع الطائرات المسيرة» إلى المواد المطلوبة وطريقة تركيب وتصنيع الطائرات.
تبدأ الطائرة بفكرة ثم ماكيت ترسم عليه أجزاء الهيكل المختلفة، ثم يبدأ العمل، بالإضافة لوجود عدد من المصادر الأخرى التى تصنف أنها «مفتوحة المصدر» يمكن الحصول منها على ماكيتات جاهزة لهياكل الطائرات بدقة عالية جدا، ومن بينها موقع أجنبى شهير متخصص فى نماذج الطائرات بدون طيار ويتيح طبع ماكيت كامل للطائرة ومعه شرح وافٍ لعملية تصميم الهيكل فقط عبر التسجيل بالإيميل.
تركز الكتب على استخدام المواد التى تباع داخل مصر، ودون أن تثير الريبة حول مقتنيها، ويمكن شراء معظم هذه المواد التى تدخل فى تصنيع الهيكل وباقى أجزاء الطائرة من محلات الإلكترونيات وتحويرها بعد ذلك للاستخدام فى الطائرات.
أغلب هذه المكونات هى المراوح والمحركات و«السرفوهات» الخاصة بالتحكم فى الطائرة، بالإضافة لخشب البلسا أو الفوم أو الفيبروكربون الذى يستخدم فى صناعة الهيكل الخارجى للطائرة، بالإضافة إلى الدوائر الكهربائية وجهاز تحديد مواقع «جى بى إس» من النوع الصغير، بالإضافة إلى ريموت كنترول «آر سي» ووحدة لاستقبال الإشارات تركب داخل الطائرة للتحكم بها.

رحلة الحصول على طائرة
بدأت رحلتنا فى محاولة الحصول على مكونات الطائرة عبر موقع على إكسبريس وهو أحد المواقع التابعة لمجموعة على بابا الشهيرة، والذى يتاح عليه شراء عدد من الإلكترونيات الداخلة فى تصنيع هذه الطائرات وشحنها إلى مصر عبر شركات الشحن المختلفة.
فى هذا السياق قال فاروق محمد ـ اسم مستعار لأحد هواة نماذج الطائرات ـ إنه اشترى قبل ذلك محركًا وعددًا من مكونات الدوائر الكهربائية التى تدخل فى تصنيع الدرونز عبر الموقع، وتم شحنها عبر شركة شحن دولية شهيرة ودخلت إلى مصر بدون مشاكل مع الجمارك، مشيرا إلى أن معظم المكونات يمكن دخولها بطريقة سهلة ما عدا أجهزة الريموت كنترول لأنها تتم مصادرتها فى الجمارك، والبطاريات الخاصة بالطائرات، لأنها من الممنوع شحنها داخل الطائرات لاحتمالية انفجارها أثناء الطيران.
ليس هذا هو الطريق الوحيد المتاح لشراء المكونات التى تدخل فى صناعة الطائرات، حيث يقوم عدد من الأشخاص ببيع مكونات الطائرات عبر طرق مختلفة، فيمكن لأى فرد شراء الكميات التى يحتاجها لصناعة طائرة درونز، يتم طلب المكونات والأسعار عبر الإيميل والاتفاق على مكان لتسليمها، فى وقت لاحق.
تواصل معد التحقيق مع أحد بائعى المكونات عبر الإيميل، وبعد أيام من الانتظار وصل رد من البائع قائلًًا: «أمتلك محركات لجميع الأنواع تعمل جميعها بالوقود، بالإضافة للسيرفوهات التى تدخل فى التصنيع ومراوح للطائرات»، لم نتحدث مع البائع فى السعر لكن وعدناه بإعادة التواصل معه مجددا.
تعمل شركات وهمية أيضا فى هذا المجال، بالإضافة لبعض المحلات الخاصة ببيع الإلكترونيات التى يمكن إجراء تعديلات عليها لتلائم هذا الغرض.

«داعش» ينقل طائراته المسيرة لـ«سيناء»
«معادلة القتال بولاية سيناء، ستتزن عندما تصل الطائرات المسيرة من العراق، ويتم بها قصف المعسكرات ورصد آليات الجيش».. بهذه الكلمات كشف أبوالليث المصرى ـ اسم حركي ـ لأحد الموالين لتنظيم داعش عن خطة التنظيم خلال الفترة المقبلة لاستكمال العمليات الإرهابية داخل أرض الفيروز.
وبدأ تنظيم داعش خلال الفترة الماضية فى استخدام الطائرات بدون طيار بقصف قوات الجيش العراقى والحشد الشعبى، بعد أسابيع قليلة من بث التنظيم لإصدار مرئى مطول بعنوان «فرسان الدواوين» يستعرض فيه طائراته الجديدة التى استخدمها أثناء القتال الدائر لاستعادة المدينة منه.
وبحسب تقرير نشره موقع «ديفنس ون» الأمريكى المتخصص فى شئون التسليح وترجمه معد التحقيق، فإن داعش اشترى نماذج طائرات عادية يستخدمها الهواة وتحديدا من نوع دى جى فانتوم وطورها ليتم استخدامها فى العمليات الإرهابية.
ويتفق ذلك مع ما ذكره عمر الفلاحي ـ أحد أعضاء فريق المراسلين بإحدى الفرق الإعلامية المقربة من داعش ـ حيث أكد أن التنظيم استفاد من طائرات الرصد والاستطلاع التى قدمتها دول غربية للجيش العراقى لاستخدامها فى الحرب ضد التنظيم، ونجح فى اكتشاف عدد من الأمور التقنية المتعلقة بعد السيطرة على عدد من طائرات الجيش العراقى والبيشمركة الكردية، بالإضافة لاستفادته من عدد من هواة الطيران والمهندسين المتخصصين فى تطوير النماذج التى كانت تباع فى مناطق عدة بالعراق لاستخدامها فى الحرب العسكرية الدائرة.
وذكر موقع «ديفنس ون» أن التنظيم استخدم نماذج من تلك الطائرات فى استهداف مدرعات للنظام السورى داخل مدينة دير الزور، وهو ما يتفق مع صورة نشرها أحد المقربين من التنظيم على موقع فيس بوك لطائرة مضادة للدروع متعهدا بالكشف عنها قريبا.

التهريب عن طريق الجمارك
لا تفرض العديد من الدول قيودًا على شراء طائرات «الدرونز»، بل ينتشر اقتناء تلك الطائرات فى الدول الخليجية بشكل خاص، ويمكن تهريبها مع المسافرين القادمين من تلك الدول أو من الصين، وفقًا لتصريحات اللواء سمير عزيز، الخبير فى شئون الطيران.
قال «عزيز» لـ«البوابة»: لا يمكن إحكام الرقابة على كل المنافذ الجمركية وبالطبع هناك فرصة لتهريب تلك الطائرات عبر الجمارك بأن يتم تفكيك هذه الطائرات إلى قطع وإدخالها مع أكثر من مسافر، وبهذه الطريقة يتم ضمان عدم ضبطها من قبل رجال الجمارك، وخلال الأشهر الماضية ضبطت مصلحة الجمارك أعدادا كبيرة من طائرات الدرونز المهربة من الصين وعدد آخر من الدول فى ميناء بورسعيد ومطار القاهرة الدولى وغيرها، بحسب بيانات صحفية متفرقة للمصلحة حصلت «البوابة» عليها.
كما تمنع هيئة الطيران إدخال هذه الأشياء إلى مصر امتثالا لقرار الحاكم العسكرى بخصوص منع دخول أدوات التجسس للقطر المصري.
وحسبما نشر المدون عماد المسعودى صاحب مدونة «عقار ماب»، فإن معظم ضبطيات الطائرات بدون طيار تسرق قبل تدميرها سنويا مع عدد من المضبوطات، موضحًا أن عمال الجمارك أخبروه بذلك بعد أن منعوه من استلام طائرة بدون طيار اشتراها عبر موقع أمازون بـ٢٩٠ دولارا وشحنها إلى مصر بمبلغ ٣٠٠ دولار أخرى.

فساد فى الجمارك
فى إطار ذلك أكدت حملة جمارك ضد الفساد أن هناك كمًا كبيرًا من الفساد داخل الهيئة، بالرغم من تقديم عدد من البلاغات التى تكشف الفساد.
وذكرت الحملة فى بيان لها حصلت «البوابة» على نسخة منه، أن هناك فسادا فى جميع مراحل شراء وتشغيل أجهزة الفحص بالأشعة الخاصة بالجمارك، توحى للجميع أننا أمام مرحلة جديدة من الإهمال المتعمد لإهدار موارد الدولة والتلاعب بالأمن القومى للبلاد.
وأضافت الحملة أنه لا وجود لإدارة هندسية مختصة بأجهزة الفحص بمصلحة الجمارك أو حتى مهندس متخصص واحد، لأن المسئولين بمكتب وزير المالية ورئيس مصلحة الجمارك، رفضوا تعيين مهندس استشارى له خبرة بحجة أن الراتب الذى سيتقاضاه سيكون كبيرًا.
فى المقابل قال مفتش الجمارك محمد عبداللطيف، إنه يحظر استيراد الطائرات بدون طيار المزودة بكاميرا فقط، لأنها تدخل ضمن أجهزة التجسس، مضيفا أن باقى الطائرات يمكن أن تدخل إلى مصر دون أن يتم منعها.
أضاف «عبداللطيف» فى تصريح لـ«البوابة» أن الجمارك المصرية تمنع دخول ريموت التحكم الخاص بالطائرات لكنه يدخل بطرق أخرى غير شرعية قائلا «هو ممنوع بس أنت هتلاقيه موجود».
ونفى عبداللطيف ما قاله المدون عماد المسعودى، مشيرا إلى أن جميع المصادرات تدخل برقم إلى المخزن بعهدة وتسجل كعهدة على أمناء المخازن.

طائرات تحلق في الخفاء
مع اشتداد حملة الأجهزة الأمنية لمكافحة «الدرونز» غير المرخصة، بدأ مستخدمو هذه الطائرات بشكل عام من الهواة فى الاختفاء عن الأنظار واللجوء لأماكن صحراوية لإطلاق هذه النماذج، ولتلاشى ضبطهم بواسطة الأجهزة الأمنية، بدأ عدد منهم باستخدام موجات كهرومغناطيسية عالية التردد، بحيث لا يمكن رصدها بالأجهزة التقليدية المتاحة لدى قوات الشرطة المصرية، وبذات الطريقة يمكن لأى شخص آخر التخفى من الرصد وهو ما يعد وسيلة مناسبة للجماعات الإرهابية للهروب من قبضة الأمن.
فى هذا السياق قال اللواء سمير عزيز ميخائيل، خبير الطيران إنه من الممكن جدا استخدام هذه الطائرات فى العمليات الإرهابية، مضيفا أن هذه الطائرات صغيرة الحجم وتباع عبر عدد من المواقع على الإنترنت بمبالغ ليست بالكبيرة، وبالتالى فإمكانية الحصول عليها ليست صعبة على الإطلاق.
وأضاف «ميخائيل» فى تصريحات خاصة لـ«البوابة» أنه يمكن استخدام هذه الطائرات لتصوير المواقع الدفاعية المصرية أو الكمائن المتحركة أو الثابتة، وبالتالى الحصول على معلومات عالية الدقة عن التمركزات الأمنية، مشيرا إلى أنه تمت مصادرة عدد من الشحنات فى الجمارك المصرية لطائرات بدون طيار.
وأكد خبير الطيران أنه يمكن تفخيخ هذه الطائرات واستخدامها بعد ذلك فى العمليات الإرهابية، مشيرا إلى أن تأثيرها لن يكون كبيرا جدا نظرا لصغر حجمها النسبى على المستوى التدميرى، لكن ستسبب أثرا سلبيا على الروح المعنوية المصرية.
وتابع «عزيز»: «لا توجد سبل لمواجهتها إلا بتشديد إجراءات الدخول بالمنافذ المصرية لكى يتم منع دخولها، لافتا إلى أن أهل الشر لهم ألاعيب كثيرة وتصعب مواجهتها».

ثغرة قانونية
من ناحية أخرى يرى الدكتور أحمد مهران أستاذ القانون العام ومدير مركز القاهرة للدراسات السياسية والقانونية، أنه لا توجد مواد فى الدستور أو القانون المصريين تمنع استيراد هذه الطائرات أو تصنيعها أو بيعها والترويج إليها، مضيفا أن القانون المصرى يشجع على الابتكار فى الصناعة والتطور التقني.
وأشار «مهران» فى تصريح لـ«البوابة» إلى أن اعتبارات الأمن القومى تتطلب الحرص نظرا لإمكانية استخدام هذه التكنولوجيا بما يضر بأمن وسلامة البلاد، لأن بعض الجهات تستخدم هذه التكنولوجيا فى التجسس وبالتالى فإن المنع أمنى وليس قانونيًا.
وأضاف: «يتم بيع هذه الطائرات فى بعض الأحيان على أنها نوع من الترفيه إلا أن البعض يسىء عملية استخدامها لذا تتم مراقبة عملية تصنيعها وبيعها»، مؤكدا أن «درء المفاسد مقدم على جلب المصالح».
وتابع: نحن رأينا جماعة الإخوان استخدمت هذه الطائرات فى تصوير اعتصامهم فى ميدان رابعة والنهضة والشوارع المجاورة، مستطردًا، مثل هذه الاستخدامات يضر بالأمن الداخلى المصرى.
وتستند مصلحة الجمارك المصرية فى منع دخول هذه الطائرات إلى قرار نائب الحاكم العسكرى رقم ٣ لسنة ١٩٩٨ بحظر استيراد وترويج أجهزة التنصت والتجسس حيث تعامل هذه الطائرات نفس المعاملة.