الخميس 14 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

هذا هو إسلامهم السياسي.. فماذا عن إسلامنا الإنساني "1"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بين «الهوى السياسي» و«الهوس الجنسي» اختزل هؤلاء الدين، فمن يقف شاهرًا سيفه تجاه الإنسانية والبشرية، وهو ينادى بما يسمى بالجهاد. ومن يقف شاهرًا لسانه، قادحًا المرأة وقاهرًا لها، وهو ينادى بما يسمى بالفضيلة.
بين هذين النموذجين العديد من النماذج الأخرى التى تقترب أو تبتعد من هذه الخطوط لكنها لا تتركها أبدًا. فبين دعوة كاذبة للجهاد ودعوة فاضحة للفضيلة، انحصر الفكر المعوج لمن يدعون أنهم حماة الدعوة إلى الله وبأنهم وكلاء الله فى الأرض. 
الفصيل الأبرز الذى أساء إلى الإسلام، هو ذلك الفصيل الذى أطلق على نفسه «الإسلام السياسى»، هؤلاء لا يبحثون إلا عن السلطة، أى سلطة وكل سلطة، هؤلاء قتلوا ويقتلون باسم الله والدين منهم برىء، هؤلاء كفروا ويكفرون باسم الدين والدين منهم برىء، هؤلاء حرّفوا الكلم عن مواضعه وفسروا الدين بأهوائهم وقالوا إنه حمّال أوجه، هؤلاء فهموا الدين على أنه سلطة وحكم وسيطرة، وهذه السلطة وهذا الحكم وتلك السيطرة لن يكون لها مكان إلا بالقوة «فأعدوا لهم ما استطعتم من قوة». 
هؤلاء فسروا الدين بأنه استعلاء على الآخر وتنكيل بالآخر، وتكفير الآخر.
«وأنتم الأعلون».. هؤلاء لم يسيئوا إلى أنفسهم وأهليهم، وإنما أساءوا إلى الله وإلى دين الله وإلى رسل الله.
هؤلاء أعادوا الدين إلى مربع الكراهية بدلًا من كونه واحة للحب والسلام والإنسانية. 
رغم أن الله قد خلق الإنسان كل بنى الإنسان من نفس واحدة.. الكل من أصل واحد. النبى محمد أرسل للعالمين وليس للمسلمين ، كان خلقه القرآن وكان قرآنًا يمشى على الأرض.. والدين ليس حفظًا لآيات وأحاديث وإنما الدين معاملات وسلوك، فما فائدة الدين وممارسة العبادات إذا لم تكن السلوكيات والمعاملات الحياتية متماشية مع تلك التعاليم؟
ما فائدة حفظك لكتاب الله كاملًا وأحاديث رسوله كاملة وأنت بسلوكك ومعاملاتك تسىء إلى الله ورسوله. 
كل من سار فى طريق الإسلام السياسى باحثًا عن سلطة أو منصب، فهو يسىء إلى الدين، لأن الدين علاقة روحية بين العبد وربه ولا يمكن لكائن من كان أن يقيس درجة إيمان الآخر، ولا يمكن لأحد أن يعرف سرائر الناس وما تخفيه صدورهم. 
إذن لا يمكن لأحد أن يحكم على أحد بأنه مع الله، وبأن الآخر ضد الله، لا يمكن لبشر أن يكفر بشرًا. 
فهى علاقة ثنائية بين رب وَعَبَد ، فمن من البشر يمكن أن يدعى كذبًا أنه يمتلك تفويضًا من الله ويتحدث باسم الله ويحاكم الناس باسم الله؟ كل هذا ضلال وتضليل وكذب وافتراء.
على الناحية الأخرى وقف فصيل من الدعاة بعيدين عن السياسة وألاعيبها، لكنهم كانوا قريبين من المرأة بنفس مقدار بعدهم عن السياسة. 
وضع هؤلاء المرأة.. كل امرأة.. على جدول اهتماماته فكل ما يخص المرأة من اختصاصه.. وكأن الدين وتعاليمه والحلال والحرام قد اختص بالمرأة دون غيرها. 
ففقه المرأة وسفور المرأة وغطاء رأس المرأة وشعر المرأة ورائحة المرأة وصوت المرأة وجسم المرأة ومؤخرة المرأة.. إلى آخر تلك التقاليع.. فالصورة الواضحة أن هؤلاء متخصصون فى فقرة المنطقة الوسطى لدى المرأة. 
هؤلاء يقذفون سمومهم وأمراضهم النفسية عن المرأة. 
وفى نفس الوقت يعشقون النساء مثنى وثلاث ورباع وكذلك ملك يمين! 
كل هذا أضاع هيبة الدين والمتدينين.
ويتبادر إلى ذهنى عدة أسئلة: 
أين الإسلام الإنسانى؟ 
أين إنسانية الإسلام؟ 
أين أخلاقيات الإسلام؟ 
التعاون، السلام، الحب، الإخاء، التواضع، التسامح، التسامى، التغافل، الرحمة، الغفران، المروءة. 
كل هذه القيم والمعانى أين موقعها فى منظومة الإسلام والدعوة الإسلامية؟ 
بيد أنني لا أجد لها أثرًا لا على مستوى الدعوة ولا على مستوى الدعاة، 
هل يجوز لى أن أرفع دعوة وأدشن مسارًا نطلق عليه «الإسلام الإنسانى»؟ 
هل يتلقف الأزهر الشريف الدعوة إلى الإسلام الإنسانى، ويبدأ فى استخدام المصطلح ويقدم للبشرية إسلامًا إنسانيًا وإنسانية إسلامية لا تعرف القتل ولا التهديد ولا التعالى ولا التخلف ولا الانغلاق؟ 
هذه دعوتى وإلى الله المشتكى.