لست قائد الدولجية.. والتعاون مع أجهزة الدولة في وقت الحرب شرف
الإخوان فشلوا في التأثير على المصريين عبر السوشيال ميديا رغم إنفاقهم المهول
لفظ مطبلاتى جزء من الحرب النفسية على المصريين لإخلاء الساحة أمام المتطرفين
أتمنى عودة بنى آدم شو..واستمتعت بالعمل مع الفنان أحمد آدم
صنع الدكتور علاء حمودة حالة خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي المصري، أهلته إلى أن يكون صاحب أكثر وأشهر الحسابات المصرية على موقع الفيس بوك متابعة داخل مصر وفى الوطن العربي، فهو نموذج المثقف الموسوعي الحقيقي الممتنع عن الانجرار لمناطق "الهري" ، كما يقوم باختيار موضوعاته بعناية ويوثقها بمراجع علمية عربية ودولية ويدرجها في "البوست " الذى يقوم بنشره ثم يتناقله الآلاف على صفحاتهم.
هو حالة فريدة تجسد طريقة مبتكرة في التصدي لحملات تغييب الوعي وتشويه الحقائق ضمن الحرب النفسية الضارية على عقول الشعب المصري، وتمكنت موهبته الأدبية وقدرته على السرد الدرامي في إحباط العديد من الحملات العدائية، التي استهدفت الدولة المصرية وقواتها المسلحة، مما جعله هدفا لحملات مضادة تسعى لتشويهه عبر أكاذيب تشكك فيه إلا أنه لم يلتفت لكل ذلك.
التقيت به وناقشت معه عددًا من القضايا حول معركة الوعى والحكومة الجديدة، ومعركته المتصاعدة مع الدكتور يوسف زيدان ورأيه فى إبراهيم عيسى وباسم يوسف وحكومة شريف إسماعيل الجديدة .
وإلى نص الحوار..
كيف تقيم مسار معركة الوعي وهل تمكن المصريون من استيعاب أن هناك حربًا ذهنية يتعرضون لها ؟
- تجربة الربيع العربي لم تكن هينة، وقد أحدثت تغييرات كبيرة في أعماق كل منا.. لقد استوعبنا الدرس جيدًا، وأاصبحنا قادرين على تمييز الغث من السمين والشر من الخير، وتعلمنا الكثير عن أمور كنا نجهلها وأصبحنا أكثر وعيًا.. فأنت الآن تسمع من رجل الشارع ألفاظا مثل "حرب نفسية" و"أمن قومي"، وهذا يعد إنجازا في ذاته، بالرغم من لحظات الضعف، إلا أننا أصبحنا أكثر وعيًا واستيعابًا.
هل أدوات الإعلام المصري قادرة على مواجهة الحرب الموجهة عبر وسائل التواصل الاجتماعي وما الذى كان يتوجب فعله ؟
- الحرب ليست عبر وسائل التواصل فقط، وسائل التواصل جزء من الآلة الإعلامية، والحرب إعلامية في المقام الأول، يجب ألا ننسى حوار السيد رئيس الجمهورية وهو يتكلم عن حروب الجيل الرابع، الإعلام أهم سلاح في حروب الجيل الرابع، وللأسف لا يوجد ذراع إعلامية للدولة تمكنها من خوض هذه الحرب بكفاءة وقدرة، مما جعل الأمر مقتصرا على الوطنيين المتطوعين.
هل أنت راضٍ عن أداء الحكومة وهل المشاكل الاقتصادية والأزمات المعيشية يمكن أن تدفع الناس للتفاعل مع الحرب النفسية ؟
- الحرب النفسية تعتمد أصلًا على أن يستغل عدوك أزمات حقيقية لديك، ولكن سبب فشل الحرب النفسية التي يقودها إعلام الإخوان أو العدو على العموم، إن هذه الآلة الإعلامية "ارتجلت" وبدأت في التأليف فافتضح كذبها عبر الوقت، بينما الأزمات الحقيقية هي سلاح في غاية الخطورة، إن استطاع عدوك استغلال ثغراتك وتوجيهها لصدرك، وأنا لا يمكنني الإشارة إلي "الحكومة" بشكل مطلق، فالعصر الذي كانت الحكومة فيها عبارة عن دمى، يحركها رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية قد ولى.. الآن كل وزير هو مسئول في منصبه يُسأل عن نتيجة أعماله، وبالتالي أنا راضٍ عن أداء "بعض" الوزراء، مثل السيد وزير الخارجية مثلا، وغير راضٍ عن الباقي، وعلى كل حال، لننتظر ما ستقدمه الحكومة الجديدة بعد التغيير.
أيه أخطر حاجة بتخاف منها وبتقلقك على مصر ؟
- أولادها.
إيه تقديرك لتحرك شخصيات مثل باسم يوسف، ومجموعة النشطاء ومحاولتهم التأكيد على أنه لا توجد مؤامرة على مصر وأن نظرية المؤامرة لعبة من الدولة لإلهاء الناس عن فشلها في علاج بعض الملفات ؟
- وما هو دور أجهزة المخابرات الكبرى لو لم تكن "تتآمر وتخطط" ضد بلاد أخرى لصالح بلادها إذن؟!، الحقيقة إن هذا هو أكثر شيء مضحك، قرأته على صفحات الإعلام، فالدكتور باسم يوسف أشار مرة على صفحته إلى أن الدولة "أفردت له لجانا إلكترونية لتهاجمه".. وكذلك فعل معظم النشطاء، بالتالي هناك مؤامرة على "باسم يوسف" وزملائه من النشطاء؛ لكن لا توجد مؤامرة على مصر وسوريا وليبيا، لتحويلها إلى خرابات ينعق فيها الإرهابيون، وهو ما شاهدناه حولنا بالفعل في عدة دول.
بخبرتك في مجال "السوشيال ميديا" ما تقديرك لموقف أذرع الإخوان أو التيار الإرهابي الإعلامية وقدرتها وحجم الإنفاق الموجه إليها ؟
- الإنفاق مهول في الحقيقة، لكن يمكنك أن تمتلك ذراعا إعلامية قوية وتظل فاشلا برغم ذلك، وهو موقف الإرهابيين الآن بالفعل، إنهم يمتلكون المال اللازم ومئات الصفحات والمنافذ الإعلامية، لكن ليس كل من اعتلى الجواد يصبح فارسًا.
فى المقابل تم اتهامك بقيادة لجان الدولة على" السوشيال ميديا".. وآخرون قالوا إنك "مخابرات".. كيف ترد عليهم ؟
- من المضحك أن مطلقي هذه الاتهامات إما إرهابيون أو يتعاونون مع الإرهابيين وإما جواسيس مباشرون، يحاولون إقناعنا إنه من العار التعامل مع أجهزة الأمن في بلدك، لكن من الطبيعي أن تكون إرهابيا، وعامة، أنا شخص عادي، ولي أصدقاء معروفون من عالم الواقع، ولا أنتسب لأي جهة حكومية، وهو ليس عيبا بالمناسبة أن يتعاون المرء مع أجهزة الأمن في بلاده، ولو كان صحيحا لما خجلت من ذكره، فهو شرف ما بعده شرف خاصة في وقت الحرب.
كيف ترى قوة تيار الدولجية، وهل يمكن أن يتحولوا فى يوم من الايام لتيار سياسي أو حزب سياسي ؟
- لا يوجد شيء يسمى "دولجية"، هذه التسمية أطلقت على سبيل "الكيد" للنشطاء وأعداء الوطن بما إننا شعب "كياد بطبعه"، كلنا "مصريين"، لكننا نستعمل لقب "دولجي" بمعنى مؤيد للدولة أحيانا ولا نخجل منه، وأنا لست قائدا لهذا التيار كي أضع خطوط مستقبله، على كل حال أتمنى من كل من يرغب في ممارسة العمل السياسي أن يسلك القنوات الشرعية ونرى الكثير من الأحزاب الوطنية التي تدعم العملية الديمقراطية.
كان هناك استهداف للدولة في موضوع العريش وورأينا إعلاميًا مثل إبراهيم عيسى قال سيناء بقت زى سوريا والعراق.. إزاى بتشوف أداء إبراهيم عيسى المثير للجدل ؟
- إبراهيم عيسى للأسف فقد حجمه، وبينما كانت الناس زمان تشتري جريدة "الدستور"، وتختفي طبعاتها فور صدورها لما كان رئيس تحريرها، أصبحت الآن تنظر له باستخفاف وشفقة، وجريدته "المقال" لا تصلح إلا لتمليع الزجاج، الأمر مثير للشفقة فعلا.. ويشبه تحولك من إعلامي كبير إلى أحد "عواجيز الفرح".
انت اتكلمت كتير عن استهداف القوات المسلحة، هل الناس أدركت الخطر ده وهل الأجيال الجديدة من الشباب تفهمت دور القوات المسلحة ؟
للأسف ليس كل الناس أدركت هذا، وهناك جيل كامل سوف يكبر غدا متشبع بفكر النشطاء، ما لم نستطع إنقاذه عن طريق إعلام وطني واعٍ ومثقف.
بيزعجك مصطلح "مطبلاتى "؟
- المصطلح جزء من الحرب النفسية والإرهاب الفكري، فهم يريدون ارهابنا كي يخلو لهم المقام ويبثون سموهم وإرهابهم وشائعتهم، والمصطلح لا يعنيني إطلاقا ولا ألتفت إليه، فلا أكتب كلمة واحدة دون أن أدعمها بعشرات المراجع.
تعودت في عرضك للموضوعات على السرد بالتاريخ والمنطق والمراجع وهذا يمثل جهدًا علميًا ويحتاج لوقت ليس بقليل...كيف يتم ذلك؟
- إذا أردنا الأمانة في عرض المعلومات يجب أن نبذل جهدًا في ذلك ونفتح للقارئ آفاقًا جديدة ليتعمق في البحث إذا أراد، هذا قد يكون مرهقا، لكنه استثمار مربح للغاية على المدى البعيد عندما تفكر في آلاف الشباب الذين يقرأون كلامًا شيقًا موثقًا وكيف يجذبهم ذلك لعالم القراءة والبحث.
لما أثرت موضوع يوسف زيدان هل كنت متخيلا حجم الضجة التي أثرتها، وهل كشفك لموضوع سرقاته المتكررة في أعماله الروائية مرتبط بهجومه على الجيش ؟
- أردت أن أذكر د. يوسف جيدا بحجم أعماله الأدبية، قبل أن يخرج علينا طاعنا في تاريخ الجيش بغير علم، إن ما فعله هو درب آخر من دروب الحرب النفسية، التي تثبط معنوياتنا جميعا، فكان لا بد لي أن أحمي نفسي وأنبهه إننا نعرف جيدا حجم أعماله وكلماته، وعلي كل حال، ليس بيني وبين "زيدان" أي خصومة شخصية، فأنا أختار خصومي بنفسي وأرفض أن أتحدى خصما أقل مني قوة، الأمر يتعلق بأفكاره وما "يعرضه" من أدب فقط.
الملاحظ أن التوحد اللى كان موجود بين مثقفي ونشطاء ثورة ٣٠ يونيو بدأ فى الانحسار وبدأت الخلافات تبقى أوضح، إزاي بتشوف الحالة دى ولماذا لم يستمر التوحد ؟
- هذا ليس بصحيح على إطلاقه، هناك محاولات لذلك، لكن كتلة 30 يونيو ما زالت صلبة.
أنت من اسكندرية، واسكندرية معقل للتيار السلفي، في رأيك ما السبب وراء ظهور تيار متشدد في مدينة بطبيعتها منفتحة على ثقافات العالم ؟
- الشعب المصري بسبب ثقافته، فإنه شديد الانجذاب للدين، ويضعف نحو أي خطاب ديني، حتى لو كان مغلوطا كما حدث في السنوات السالفة، عندما اعتلى الإرهابيون المنابر وأمسكوا بزمام المساجد والزوايا، وعلى كل حال، لا ننسى أن الإسكندرية كانت أول من وضع "أبو إسماعيل" وأنصاره في حجمهم الحقيقي، لما اتضح لنا الأمر.
إزاي الدولة ممكن تستفيد من المثقفين الموجودين في المحافظات ؟
- الحقيقة لا أعرف إجابة هذا السؤال ولا أعرف دور وزارة الثقافة بالضبط، وما الذي تقدمه غير "دهان قصور الثقافة" كل فترة، أتمنى أن يخبرني أحدهم؟!.
إزاي ممكن نطور إسكندرية وكيف يمكن أن نستفيد منها وهل يمكن التعويل على انتخابات المحليات القادمة في إصلاح المجتمع المحلي ؟
- في الإسكندرية نمتلك كل الآثار التي تتخيلها من الفرعونية والرومانية وحتى القبطية والإسلامية ، الإسكندرية قابلة لأن تكون "قناة سويس ثالثة" من حيث الدخل، عن طريق تنشيط السياحة وإنشاء أماكن للغوص والألعاب المائية وتوسعة الطرق والحفاظ على الآثار والاهتمام بالمتاحف، وإزالة الأماكن المخالفة التي كادت تخفي الكورنيش عن الأنظار، وأتمنى أن تضع الدولة ذلك في الاعتبار، وإصلاح المحليات يحتاج لوقت، نحن نتكلم عن معقل من معاقل البيروقراطية والفساد في مصر، لكن أملي كبير أن تمتلئ انتخابات المحليات القادمة بوجوه شريفة قادرة علي التغيير، فنحن قمنا بتغيير ثلاثة رؤساء جمهورية منذ 2011 ولم نستطع تغيير "رئيس حي" حتى الآن.
هل ممكن تكرر تجربة التعاون مع الفنان أحمد آدم ونشوف برنامج ساخر يدعم توعية الناس بالنكتة ؟
- أتمنى تكرار التجربة مع الأستاذ "أحمد آدم" بالذات، وأتمنى عودة "بني آدم شو".. فهو فنان وطني مثقف للغاية، ويستطيع أن يجعلك تستقبل المعلومة في قالب كوميدي طريف دون أن يصيبك الملل، مهما كانت المعلومة ثقيلة، كما أن فيلم "القرموطي في أرض النار" تجربة متميزة جدا في مجال التثقيف بالكوميديا، بعيدا عن قولبة "القرموطي" كما حدث لـ"اللمبي" وبعيدا عن الوعظ النمطي الممل.