الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ملفات خاصة

انفراد.. نكشف تفاصيل الحسابات البنكية لـ"الطرق الصوفية"

تكشفها مراسلات «المشيخة» و«البنك المصرى المتحد»

الدكتور عبدالهادى
الدكتور عبدالهادى القصبي، شيخ مشايخ الطرق الصوفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
إيداع مبالغ مالية بالملايين منذ 2002.. و«القصبي» يرفض الرد على تساؤلات «البوابة»
شيكات بـ «نصف مليون» و«750 ألفًا».. وإشارة إلى حساب آخر بـ «البنك الأهلي»

حصلت «البوابة» على بيانات مجموعة من «الحسابات البنكية» الخاصة بالمشيخة العامة للطرق الصوفية، تكشف نقل مبالغ تتجاوز الملايين إليها، وبالتواصل مع الدكتور الهادى القصبي، شيخ مشايخ الطرق الصوفية، لسؤاله عن تلك المستندات، رفض الاستجابة، ما استوجب عرضها على الرأى العام.
يأتى كشف هذه المستندات بالتزامن مع ما صرح به القيادى الصوفى محمد عبد الرازق الشبراوي، بأن صناديق النذور تجنى فى العام الواحد ٥ ملايين جنيه، لا تكفى للإنفاق على الأنشطة المختلفة التى تمارسها الطرق الصوفية، لافتًا إلى أنه يتم توزيعها على ٧٦ طريقة صوفية فقط.

الحسابات البنكية
المستندات التى حصلنا عليها عبارة عن مجموعة من الخطابات الموجهة من المشيخة العامة للطرق الصوفية إلى «البنك المصرى المتحد» بشأن ٣ حسابات بنكية للمشيخة، وذلك بتواريخ متعددة.
وحملت جميع المراسلات بين المشيخة والبنك توقيع شيخ مشايخ الطرق الصوفية حسن محمد سعيد الشناوى باعتباره طرفًا أول، والمدير المالى للبنك عصام الدين أحمد شمس باعتباره طرفًا ثانيًا.
وجاء فى خطاب المشيخة المرسل للبنك بتاريخ ٢٣ فبراير ٢٠٠٢: «نتشرف بأن نرفق طيه شيكًا رقم ٣٥٤٦١٨٣٣ بتاريخ ٢٤ ـ ٢ ـ ٢٠٠٢ بمبلغ ٧٥٠٠٠٠ (سبعمائة وخمسين ألف جنيه)، لا غير مسحوبًا على حسابنا الجارى رقم ١٠٠٠١٩٧٧٨٥ بالبنك الأهلى المصرى ـ ثروة، برجاء تحصيل القيمة لحسابنا الجارى طرفكم رقم ١٥٢٠٨٤ باسم المجلس الأعلى للطرق الصوفية، ونأمل أن يتم ذلك فورًا والإفادة، وتفضلوا بقبول وافر الاحترام».
وبتاريخ ٢٣ يونيو ٢٠٠٢ أرسلت خطابًا ثانيًا للبنك ذاته جاء فيه: «برجاء التكرم بالتنبيه بربط الودائع الآتية: وديعة بمبلغ ٥٠٠٠٠٠ جنيه فقط (خمسمائة ألف جنيه) طويل الأجل لمدة ٥ سنوات يضاف عائدها كل ٦ شهور إلى حسابنا الجارى طرفكم؛ ووديعة بمبلغ ٢٥٠٠٠٠ جنيه فقط (مئتين وخمسين ألف جنيه) طويلة الأجل لمدة ٥ سنوت يضاف عائدها كل ٦ شهور إلى حسابنا الجارى طرفكم».
وأشارت إلى أنه: «يتم الخصم بقيمة هذه الودائع وجملتها ٧٥٠٠٠٠ جنيه على حسابنا الجارى طرفكم رقم ١٥٢٠٨٤، ويتم ربط الودائع بما لا يقل عن سعر الفائدة السابق الاتفاق عليه على أن يتم ذلك قبل ٣٠ ـ ٦ ـ ٢٠٠٢، والتكرم بما يتم».
وبالتاريخ نفسه ٢٣ يونيو ٢٠٠٢ أبلغت المشيخة البنك بـ «ضرورة ربط مبلغ ٧٥٠٠٠٠ جنيه (سبعمائة وخمسين ألف جنيه) شهادات ذات العائد الشهرى باسم المجلس الأعلى للطرق الصوفية، وإيداع عائد الشهادات فى حساب الادخار أول كل شهر، على أن تربط الشهادات بتاريخ ٣٠ ـ ٦ ـ ٢٠٠٢، مع خصم لقيمة على حسابنا الجارى طرفكم رقم ١٥٢٠٨٤ باسم المجلس الأعلى للطرق الصوفية. والتكرم بالإفادة بما يتم».
وطلبت المشيخة فى خطاب أرسلته إلى البنك يوم ٢٦ ـ ٢ ـ ٢٠٠٢، الموافقة على كشف حسابات أرصدتهم فى البنك، كل ٣ أشهر، وأوضحت أن حسابات المشيخة هي: «حساب ودائع المرابحة الإسلامية رقم ١٥٢٠٨٤/١٠٠، وحساب شهادات العائد المتغير رقم ١٥٢٠٨٤/١٠١، وحساب استثمارى إسلامى رقم ١٥٢٨٤/١٠٢، وذلك اعتبارًا من ٣١/٣/٢٠٠٥».
وجاء فى خطاب أرسلته للبنك بتاريخ ٢٦ ـ ٢ ـ ٢٠٠٥: «برجاء التكرم بالتنبيه بإعطاء مندوبنا الأستاذ أحمد خليل عفيفى رئيس الحسابات دفتر شيكات فئة ٥٠ شيكًا لحسابنا الجارى طرفكم رقم ١٥٢٠٨٤/١٠٢، باسم المجلس الأعلى للطرق الصوفية والخصم بالمصروفات على حسابنا الجارى طرفكم».
وبتاريخ ١٢ ـ ٤ ـ ٢٠٠٥ أرسلت المشيخة خطابا جاء فيه: «بالإشارة إلى خطابنا المرفق صورته، والخاص بتحويل مبلغ ٣٢٤٠٠ جنيه فقط (اثنين وثلاثين ألفا وأربعمائة جنيه) لا غير من حسابنا الجارى طرفه رقم ١٥٢٠٨٤/١٠٢ باسم المجلس الأعلى للطرق الصوفية إلى مجلة التصوف الإسلامى حــ/٧٤٨/٢ بنك ناصر الاجتماعى فرع القاهرة؛ وبرجاء التكرم بالتنبيه بتحويل القيمة إلى حساب بنك ناصر الاجتماعى رقم ٦/٧٣٧٠١/٣٠٠/٩ وسيتم البنك إضافة القيمة لحسابنا الجارى طرفه رقم ٧٤٨/٢ (مجلة التصوف الإسلامي)».

اتهامات بإهدار المال العام والتحايل على الأجهزة الرقابية
وتزامنت تلك المستندات مع مطالبة مصادر فى المجلس الأعلى للطرق الصوفية، الدكتور عبدالهادى القصبي، شيخ مشايخ الطرق، بالإفصاح عن مصادر وموارد المجلس من الأموال التى تأوى إليه وأين توضع، مشيرة إلى أنه تم رصد مبالغ مالية يتم تحويلها من حسابات المجلس إلى حسابات أخرى منذ ٢٠٠٢، ولا يعلم مصير تلك الحسابات الآن.
وأضافت المصادر التى طلبت عدم ذكر اسمها: «هناك أشياء كثيرة يتجاهلها المجلس الفترة الأخيرة، خاصة عقب دخول شيخ مشايخ الطرق مجلس النواب، ومنها مطالب الصوفية بإعانات تنقذ أتباع الطرق أو الأضرحة الخاصة بهم، والتى تواجه كثيرا من الإهمال، رغم وجود مثل تلك الحسابات والمفترض تخصيصها لخدمتها».
وأشارت إلى أن المجلة التى يصدرها المجلس تواجه شبح الإفلاس منذ ظهورها، وهناك مطالب بوقفها أو تطويرها، إلا أن الأمر لم يشهد جديدًا، ما يعنى أن هناك رغبة فى إهدار المال العام.

«الأعلى للطرق الصوفية» يرد
حاولت «البوابة» التواصل مع شيخ مشايخ الطرق الصوفية، الدكتور عبدالهادى القصبي، أكثر من مرة، دون أى استجابة منه.
وبمواجهة محمد عبدالخالق الشبراوي، عضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية، قال: «الطرق الصوفية لا تمتلك إلا حسابا واحدا فقط»، موضحاً أن «الموارد المالية الخاصة بالطرق الصوفية يتم الحصول عليها من صناديق النذور، والتى يتم وضعها فى الحساب البنكى الخاص بالمشيخة»، مشيرًا إلى أن هذا الحساب يوضع بداخله كل الأموال الخاصة بالنشاط الصوفى.
وأوضح أن إيرادات النذور تصل إلى ٥ ملايين جنيه كل عام، بالإضافة إلى تبرعات رجال الأعمال، والتى يضعونها فى حساب الطرق الصوفية من أجل الإنفاق على الأنشطة والخدمات التابعة للطرق. ونوه بأن ذلك المبلغ يتم توزيعه على ٧٦ طريقة صوفية، وهو لا يكفى الأنشطة التى تقوم بها الطرق الصوفية خلال الموالد وغيرها من الاحتفالات.
وكشف أن الدولة تدعم مجلة «التصوف الإسلامي» سنويًا بمبلغ ٣٠ ألف جنيه، مشيرا إلى أن هذا المبلغ غير كافٍ لصدورها بشكل دوري، وقال: «رغم ذلك تتم الاستعانة بأموال النذور والرصيد الخاص بالمشيخة لدعم المجلة التى تصل أعدادها سنويًا إلى ٧٠ ألف نسخة».
وتابع: «المشيخة العامة للطرق الصوفية يدعمها عدد كبير جدا من رجال الأعمال الذين ينتمون للبيت الصوفى، بالإضافة إلى انتماء العديد من الرؤساء والمسئولين بالعالم الإسلامى للمنهج الصوفى، ويدعمون المؤسسة الصوفية المصرية التى تعمل على نشر المنهج بصورة كبيرة فى جميع أنحاء العالم الإسلامى بالتعاون مع بعض المؤسسات الدينية الأخرى كالأزهر».
واستكمل: «هناك أموال تدخل فى الحساب الخاص بالمشيخة لتنظيم الدعوة ونشرها عالميًا وليس فى مصر فقط».
ونفى «الشبراوي» وجود صناديق خاصة أو أرصدة خاصة للطرق الصوفية فى بنوك خارج مصر، خاصة فى سويسرا، مؤكدا أن «المشيخة تملك حسابا واحدا فقط يتم من خلاله تنظيم الميزانية الخاصة بالمشيخة العامة للطرق، ويتم الصرف من هذه الميزانية على جميع المجالات والأنشطة الخاصة بالطرق والمؤسسة الصوفية».