يصعب كثيرا أن تأتى موهبة صوتية متفردة بحجم موهبة «أم كلثوم»، ومع ذلك هناك أصوات واعدة منهم فتاة صغيرة فى الرابعة عشرة من عمرها تدعى سناء نبيل وهى نجلة حفيد شقيقة أم كلثوم، والتى تبناها المايسترو «سليم سحاب» لفخامة صوتها وموهبتها رغم صغر عمرها.
سناء موهبة أصيلة
«البوابة» التقت سناء التى قالت لنا «بدأت الغناء منذ ٥ سنوات، فى حفلات قصر الثقافة فى مدينة السنبلاوين بالمنصورة، وشجعنى والدى الذى دعم موهبتى، حيث ألحقنى بعدها بمعهد الموسيقى بعابدين للارتقاء بى، بينما قدمت لى والدتى الدعم المعنوى والتشجيع الدائم، بعدها التحقت بالكورال، مضيفة أنها كانت تهوى منذ الصغر الاستماع إلى الطرب القديم والأغانى الكلاسيكية، وخلال الفترة التى تبنانى فيها المايسترو سليم سحاب، تعلمت أصول الطرب القديم، وطبقته بأسلوب الحاضر، مشيرة إلى أن له دورا كبيرا وفعالا فى حياتها الغنائية عقب تبنيه صوتها وتدريبها على ارتقاء جودة الصوت.
واستكملت «سناء»، «عمرو دياب المطرب المفضل لى، وأتمنى أن أنجح مثله، وأغنى يوما معه، واصفة المطربين الحاليين بـ«التيك أواى» قائلة: «المطرب يريد البيع لذلك لا يهتم بتعلم الموسيقى والأصالة»، مشيرة أنها تحب غناء الطرب القديم وسماع الأغاني الكلاسيكية فقط، وعن الشعبيات «بكرهها وبتعملى صداع».
وتؤكد سناء أنها تركز حاليا فى دراستها خاصة أنها فى العام المقبل ستكون فى الشهادة الإعدادية، لافتة أنها تتمنى دراسة الموسيقى، وتحضير ماجستير ودكتوراه فور انتهاء الدراسة، متمنية الوقوف على خشبة المسرح أمام الرئيس عبدالفتاح السيسى فى إحدى الفعاليات لغناء بعض الأغانى الوطنية.
مستقبل باهر
من جهته يؤكد والدها نبيل المرسى، أنه لم يكن يتوقع أن تصل نجلته إلى تلك المرحلة من التألق، مضيفا أنه سمع صوتها للمرة الأولى على مسرح أحمد لطفى، مشيرًا أن أول شخص نبهه لصوتها كان صديقه وجاره «زاهر محمد»، حينما ذهب معها إلى حفلة بإحدى المدارس التى كانت تغنى بها، وبعد ذلك كانت وزارة التعليم تطلب الاستعانة بها لإحياء الحفلات.
واستطرد والد سناء قائلا إن نجلته كانت تحلم بالانضمام إلى كورال المايسترو سليم سحاب، وبالفعل ذهبت بها إلى هناك، مشيرًا إلى أن أول مرة استمع فيها المايسترو صوتها كان عبر موبايل حرمه، وطلب ذهابها إليه لاختبارها، وانضمت للمايسترو وهى تبلغ من العمر ١٢ عامًا، مشيرًا إلي أنها انضمت للمايسترو، وأنه أرسلها إلى معهد الاتحاد الموسيقى لتنمية موهبتها فى فترة توقف البروفات الخاصة بها، لافتًا أن الدكتور أحمد عبدالله رئيس قسم الإنشاد الدينى فى الأوبرا المصرية كان الأب الروحى لها.
ويؤكد المايسترو سليم سحاب رئيس أوبرا جامعة مصر، أن خامة صوت سناء عظيمة، لافتا إلى أن قرابتها لكوكب الشرق لم تكن سببًا لاختياره لها، مشيرًا إلى أنه رغب فى ضمها ليقدم لها التدريب الفعّال لأجل الارتقاء بطبقة صوتها إلى أعلى مستوى للمشاركة فى العديد من الحفلات، مشيرًا إلى أنها من الأصوات ذات الطبقة المستقرة وليست الهوائية، خاصًة أنها تقع ضمن الطبقة الوسطى التى تصلح للغناء والطرب القديم، متوقعًا أن يكون لها مستقبل باهر.