بعد سنوات قاربت الـ74 عامًا يرحل
المخرج محمد كامل القليوبي تاركا إرثا ضخما من اسهاماته الأكاديمية والعلمية في
الحقل السينمائي بعد إجرائه لعملية جراحية دقيقة منذ أسابيع قليلة بمستشفى السلام
الدولى بالمعادى.
القليوبي هو ابن منطقة شبرا ولد في مايو عام 1943،
وحصل على البكالوريوس في الهندسة من جامعة عين شمس عام 1969، ولكنه انتقل إلى
التخصص في الإخراج والسيناريو، حيث حصل على دبلوم الدراسات العليا في المعهد
العالي للسينما في القاهرة في عام 1972.
وفي عام 1986 حصل على شهادة دكتوراه فلسفة في الفن
من معهد السينما بموسكو وتزوج من ناقدة روسية تدعى أولجا نكلودفا التي أنجبت له
ولده الوحيد رامي القليوبي الذي يعمل مراسلا لوكالة "نوفوستي" وصحيفة
" موسكوفسكي كمسوليتس" في القاهرة، ولدى عودته إلى الوطن ترأس قسم
السيناريو في المعهد العالي للسينما في فترة 1987 – 2006، وتولى مناصب عديدة منها
رئيس المركز القومي للسينما ومقرر لجنة الفنون بمكتبة الإسكندرية وترأس مهرجان الإسكندرية
السينمائي الدولي لدول البحر الأبيض المتوسط في عام 2003، وشارك في العديد من لجان
التحكيم في مهرجانات سينمائية دولية وإقليمية، وعرضت أفلامه في المهرجانات الدولية
والمحلية ويصفه النقاد بأنه "مشاكس ومتمرد وثوري" بحكم طبيعة شخصيته،
لكن الجميع يتفقون في الرأي على أنه فنان صاحب قضية وثابت في مواقفه المبدئية ولا
يعرف النفاق والمهادنة.
وعمل رئيس مؤسسة نون للثقافة والفنون، وشقيق
الدكتورة نجلاء القليوبى، عضو المكتب القيادى لحزب "الاستقلال"، ورصيده
السينمائي في مجال الإخراج وكتابة السيناريو ليس كبيرا من الناحية العددية ولكنه
يحمل قيمة فنية كبيرة فغالبية أفلام محمد كامل القليوبي تتناول حياة الفقراء
والمحرومين من أبناء الشعب ومن أهم أعماله "ثلاثة على الطريق"
و"البحر بيضحك ليه" و"أحلام مسروقة" و"اتفرج يا
سلام" و"الابن الضال" و"خريف آدم".
كما أسهم بإخراج عدد كبير من الأفلام التسجيلية من
أهمها فيلم "محمد بيومي" و"أسطورة روز اليوسف" و"تموت
الظلال ويحيا الوهج" و"نجيب الريحاني في ستين ألف سلامة" والفيلم
الوثائقي الطويل "أسمي مصطفي خميس".