علم بارز فى تاريخ الأدب والسلك الجامعى فى مصر، أول فتاة تتخرج فى الجامعة، وأول من تشغل منصب رئيس قسم اللغة العربية، وهو الكرسى الذى شغله أستاذها عميد الأدب العربى طه حسين، وكانت ريادتها نموذجًا احتذت به آلاف النساء بعدها، إنها الأديبة الراحلة سهير القلماوى.
كان للقلماوى السبق الأول فى إنشاء أول مكتبة فى صالة مسرح الأزبكية لبيع الكتب بنصف ثمنها، وكانت الأولى فى تقديم دراسة عن الأدب المصرى المعاصر إلى التعليم الجامعى، كما أعطت الفرصة لأكثر من ٦٠ أديبا لتقديم مؤلفاتهم عندما قامت بإصدار سلاسل أدبية تحت عنوان «مؤلفات جديدة»، كما وضعت أسسا علمية للطرق الأكاديمية فى تحليل الأدب والفن.
ولدت سهير القلماوى بطنطا، لأب كردى كان يعمل طبيبا، ومن أم شركسية، ودرست فى مدرسة كلية البنات الأمريكية إلى أن حصلت على البكالوريا، لتلتحق فى عام ١٩٢٩ بجامعة فؤاد الأول «جامعة القاهرة حاليًا»، لتعد أول فتاة مصرية تلتحق بالجامعة، وأكملت دراستها بكلية الآداب، والتى كان عميدها آنذاك عميد الأدب العربى الكاتب والمفكر طه حسين.
برزت «القلماوى» على الساحة الأدبية فى وقت كانت فيه المرأة غير موجودة على ساحة المجتمع، لتُصبح من الرائدات اللواتى أثبتن حق المرأة فى التعليم وتولى المناصف الرفيعة، وكانت رسالتها عن مؤلف «ألف ليلة وليلة» وعقليتها المتفتحة سببًا وراء تحمس ورعاية عميد الأدب العربى لها، ما ساعدها فى النجاح والوصول إلى أن تكون محررا مساعدا فى مجلة الجامعة المصرية، لتصبح فيما بعد رئيس تحرير المجلة؛ على الرغم من صغر سنها فى تلك الفترة.
ترجمت القلماوى العديد من الأعمال منها «قصص صينية» لبيرل بك، «عزيزتى اللويتا»، «رسالة أبون لأفلاطون»، وأيضًا عشر مسرحيات لشكسبير وأكثر من ٢٠ كتابًا فى مشروع الألف كتاب، وكانت الأولى فى تقديم دراسة عن الأدب المصرى المعاصر إلى التعليم الجامعى، ومثلت القلماوى مصر فى العديد من المؤتمرات العالمية، كما حصلت على جائزة الدولة التقديرية فى الآداب عام ١٩٧٧، واستمرت فى عطائها العلمى والأدبى حتى وافتها المنية فى ٤ مايو ١٩٩٧.