مر أكثر من شهر منذ إعلان الجريدة
الرسمية في عددها يوم 26 ديسمبر عن تشكيل الهيئات الإعلامية الثلاث "الهيئة
الوطنية للإعلام، والمجلس الوطني للإعلام، والمجلس الوطني للصحافة"، إذ ألزمت
المادة 89 الهيئات الثلاث خلال شهر من تاريخ انعقادها بعد تشكيلها، بإبداء رأيها
في مشروعات القوانين المنظمة للعمل الصحافي والإعلامي، دون تحديد موعد بعينه، كما
لم تحدد مدة لعملية التشكيل.
وكان أسامة هيكل، رئيس لجنة الثقافة والإعلام
بالبرلمان، قد صرح بأنه خلال شهر ستبدأ الهيئات في عملها، إلا أنه عاد مؤخرا وأوضح
أن الموعد الذي تم إعلانه لتشكيل الهيئات الإعلامية الثلاثة (المجلس الأعلى للإعلام
- الهيئة الوطنية للصحافة - الهيئة الوطنية لتنظيم الإعلام) والمقدر بـ30 يوما
"موعد تنظيمي"، مؤكدًا أن الهيئات الإعلامية ستؤدي اليمين أمام جلسة
عامة بالبرلمان فور تشكيلها.
وقال تامر عبد القادر، عضو لجنة الثقافة والإعلام
بالبرلمان: إن الأمر كله يتوقف على مجلس الوزراء وإصداره قرارا بتشكيل اللجنة
المؤقتة المكونة من "11" عضوا بنقابة الإعلاميين، منوهين إلى أن النقابة
ستقوم بترشيح ثلاثة أعضاء في الهيئة الوطنية للإعلام واثنين في المجلس الوطني
للإعلام.
وأضاف أن هيئة المكتب لم ترشح حتى الآن أعضاءها
ولكنها ليست هي السبب في تلك "العطلة"، خاصة أن ترشيحاتها لعضوين لن
يأخذ وقتا طويلا، مشيرا إلى أنه عقب قرار إنشاء نقابة الإعلاميين، ستقوم هيئة
المكتب بالترشيح نيابة عن الجهات الأخرى حال تأخرها.
وأشار حمدي الكنيسي، وكيل مؤسسي نقابة الإعلاميين، إلى
أنه ينتظر منذ أسابيع قرار إنشاء اللجنة المؤقتة من مجلس الوزراء، مرجعا هذا
التأخر إلى تعذر الحكومة في إيجاد مقر أساسي لنقابة الإعلاميين.
وأوضح الكنيسي أنه عقب إيجاد المقر المناسب سيتم
اصدار قرار التشكيل ليتم البدء في التشكيل الإداري للنقابة واستقبال أوراق الأعضاء
والترشيح للهيئات الثلاث.
ونوه صفوت العالم، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة
وعضو اللجنة الوطنية للتشريعات الصحفية والإعلامية، إلى أن الدولة تماطل في إصدار
تشكيل الهيئات الإعلامية، عن طريق تباطئها في إصدار تشكيل اللجنة المؤقتة لنقابة
الإعلاميين.
وأضاف أن اللجنة المؤقتة لنقابة الإعلاميين ستأخذ أكثر
من 6 أشهر لحين البدء في عملها، متابعا: "وبهذا فنحن أمام مأزق كبير وأمامنا
الكثير من الوقت لرؤية تأسيس الهيئات الثلاث وعملها"، على حد قول
"العالم".
ولفتت ليلى عبدالمجيد، أستاذ الصحافة بكلية إعلام
جامعة القاهرة وعضو مجلس أمناء ماسبيرو، إلى أن أسامة هيكل رئيس لجنة الثقافة
والإعلام سبق وقال إن هيئة مكتب البرلمان من حقها الترشيح نيابة عن بعض الهيئات،
متسائلا: "لماذا لا ترشح بالنيابة عن نقابة الإعلاميين؟".
وأضافت أستاذ الصحافة أن نقابة الإعلاميين والهيئة
الوطنية للإعلام سيكون لديها الكثير من العمل وسط انتشار العديد من السلبيات
والمساوئ في الإعلام المرئي وبرامج التوك شو، منوهة إلى ضرورة إصدار الهيئات
الإعلامية الثلاثة حتى تقوم بدروها الرقابي على كل الوسائل الإعلامية.