تناول كبار كتاب المقالات بالصحف الصادرة اليوم الاثنين، عدداً من
الموضوعات أبرزها التحليلات ورد الفعل تجاه الإجراءات والقرارات المتعاقبة للإدارة
الأمريكية الجديدة وأثرها على العالم العربي، فيما امتد تأثير مشاركة الرئيس عبد
الفتاح السيسي في الدورة الثانية لملتقى الشباب على مقالات الكتاب.
ففي صحيفة "الأهرام"، عرض الكاتب مكرم محمد أحمد في مقال
بعنوان "لماذا الصمت العربي؟"، لأفكار بشأن الرد العربي تجاهل موقف
الإدارة الأمريكية الجديدة من نقل سفارتها إلى القدس.
وقال الكاتب أن ثمة أفكار جديدة أعلن عنها ناصر القدرة، عضو اللجنة
المركزية لمنظمة فتح الفلسطينية، تصلح لأن تكون مشروع قرار يدرسه وزراء خارجية
العرب، بتقديم شكوى لمجلس الأمن ضد الولايات المتحدة، لإخلالها بقرارات المجلس -
رغم كونها عضوا دائماً - وقطع العلاقات الفلسطينية مع القنصلية الأمريكية - التي تمارس
منذ 140 عاماً عملها في بحث شئون الفلسطينيين - فضلاً عن إنهاء دور الوساطة
الأمريكية فى عملية السلام.
وأكد الكاتب عدم شرعية نقل السفارة لانتهاكه القانون الدولي واتفاقية
جنيف الرابعة وقرارات مجلس الأمن وفتاوى محكمة العدل الدولية، فضلاً عن إهداره
اتفاقيات أوسلو التي ساندتها الولايات المتحدة في رسالة ضمانات واضحة للفلسطينيين
صدرت قبل مؤتمر جنيف، واعتدائه الصارخ على حقوق المسلمين والمسيحيين والفلسطينيين
في القدس، وتهديده استمرار عملية التسوية السلمية بقطع الطريق على حل الدولتين.
واعتبر الكاتب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بأنه لا يتعجل
نقل السفارة إلى القدس، وشواهد أخرى تؤكد أن ترامب ربما يكون أجل قراره انتظارا
للقاءين مهمين يعقدهما خلال فبراير المقبل، أولهما مع رئيس الوزراء الإسرائيلي -
الذي استبق الزيارة معلناً عزم إسرائيل بناء 2500 مسكن جديد في المستوطنات -
ولقاءه مع الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وتوقع الكاتب أن يبذل السيسي قصارى جهده لإقناع الرئيس الأمريكي بأن مشروع نقل السفارة إلى القدس لن يساعد على تكتيل جهود العالم العربي لمساندته في الحرب على الإرهاب، وأن الأفضل لكل الأطراف الإسراع بجهود التسوية السلمية ومواجهة مشكلات الحل النهائي.
وفي نفس السياق، استأنف الكاتب فهمي عنبه، تحليلات الكتاب المصريين
لتحركات الإدارة الأمريكية الجديدة، مستهلاً مقاله بصحيفة "الجمهورية" بعنوان
"قرار ترامب.. يحطم تمثال الحرية"، باقتباس محفور على قاعدة تمثال
الحرية "أعطونا المهاجرين.. أعطونا المضطهدين".
وانطلق الكاتب متسائلاً عن عداء الإدارة الأمريكية الجديدة للمسلمين
- الذين يقتربون من 5 ملايين مواطن ويعيشون في الولايات المتحدة بدون مشاكل من
عشرات السنين - مؤكداً أن قرار البيت الأبيض بشأن منع رعايا 7 دول من الحصول على
تأشيرات ودخول الولايات المتحدة يتنافى مع الفكرة التي قامت عليها الولايات
المتحدة من الأساس، ويحطم تمثال الحرية الذي ينادي علي المهاجرين والمضطهدين علي
الجانب الآخر من شاطئ المحيط.
وتطرق الكاتب إلى الموقف الإيراني بالمعاملة بالمثل رداً علي القرار
الأمريكي، فيما لم تتحرك الدول الست الأخرى وتعلن موقفها، وكذلك الدول العربية
والإسلامية، مفسرًا ذلك بأنهم اعتبروا قرار الرئيس ترامب شأناً أمريكياً داخلياً،
ولم يفطنوا إلي أنه يؤكد وصم المسلمين بالإرهابيين مع أن الإرهاب في كل مكان بلا
وطن ولا جنس ولا دين.
وأشار الكاتب إلى "الصدمة" التي أصابت كل جمعيات حقوق
الإنسان في العالم من القرار، وأيضًا قرار بناء سور عازل على الحدود مع المكسيك
لمنع دخول اللاجئين، مما يعني أن أمريكا ضاقت بالمهاجرين واللاجئين وكل القادمين
إليها.. وهو ما يحطم الدستور الأخلاقي الذي قامت عليه الولايات المتحدة.. ويعيد
التمييز العنصري في أبشع صوره ولكن هذه المرة ليس ضد السود وإنما ضد المسلمين.
وعرض الكاتب رأي ممثل الاتحاد الأمريكي للمحامين المدافعين عن
المهاجرين جريك تشين، بأن ترامب يقوم بالتمييز ضد المسلمين تحت عباءة الأمن القومي
مما سيلطخ سمعة بلاده التي ظلت أرضا ترحب باللاجئين، وأيضاً رأي الرئيس التنفيذي
لشركة "آبل" العالمية للتكنولوجيا تيم كوك، عبر رسالة لموظفيه عبر
العالم "آبل لا وجود لها بدون المهاجرين.. وأنا قلق من هذه السياسة التي لا
نؤيدها ولا ندعمها".
واختتم الكاتب مقاله بأن الرئيس دونالد ترامب له الحق في اتخاذ
القرارات التي تحافظ علي الأمن في بلاده، وإعادة العلاقات السوية مع روسيا علي
مكافحة الإرهاب.. وأن يطلب من قواته المسلحة وضع خطة خلال شهر للقضاء علي
"داعش".. ولكن الذي ليس من حقه أن يجعل المسلمين يدفعون الثمن.. ولا أن
يطالب المكسيك بتحمل نفقات السور الذي سيبنيه علي الحدود.
ومن الشأن الدولي إلي المحلي، وتحت عنوان "الرئيس.. وأهل
الصعيد"، وفي مقاله بجريدة "الأخبار"، حول نتائج المؤتمر الذي عقده
رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي مؤخراً في أسوان، أكد الكاتب محمد بركات أن
الإحساس بحالة التهميش التي كان يستشعرها الصعيد تغيرت، وأن الوضع اختلف بالفعل
بعد ما جري في أسوان، خلال انعقاد المؤتمر الوطني للشباب في دورته الثانية، بحضور
كم هائل من شباب الصعيد يمثلون العديد من مدن وقرى ومحافظات الوجه القبلي، بمشاركة
الرئيس السيسي ومعه المسئولون بالدولة ورئيس الحكومة والوزراء.
واستطرد الكاتب قائلا "إن المتابع للمؤتمر، يدرك مدي التغيير
الذي طرأ علي مجمل الصورة، في ظل الشفافية التامة والمصارحة الكاملة، في التعبير
عن الأفكار والرؤى وعرض القضايا العامة، التي تهم الصعيد والمشاكل التي يعانون
منها وتحتاج إلى المواجهة والحل.
واعتبر الكاتب أن أهمية المشهد تنبع من حقيقة أن المؤتمر كان بالفعل ساحة صادقة، لمناقشة وطرح كل القضايا والمشاكل التي تشغل الأهل والشباب في الصعيد، في إطار الحوار الموضوعي والصريح وتبادل الرؤى بين الشباب والمسؤولين بالدولة، في حضور الرئيس ومشاركته الفاعلة والإيجابية، ليصبح الصعيد في بؤرة الاهتمام وعلى صدر الأولويات في خطط التنمية.