مع إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي، الحرب على الفساد، بدأت الأجهزة الرقابية في تكثيف العمل، وبالفعل كشفت الرقابة الإدارية العديد من قضايا الفساد خلال الفترة الماضية، ولكن ما تم ضبطه، مجرد "سمك" في بحر كبير، مليء بالفاسدين.
وأصبحت الكتابة عن فساد وزارة التربية والتعليم أمر طبيعي، لا تخلو منه الصحف، وبرامج "التوك شو" يوميًا، ولكن هذه المرة نقف أمام قضية ليست وليدة اليوم، ولكن بدأت منذ أكثر من عام، لينتهي بها المطاف بالحفظ في أدراج الوزارة، بعد فترة من التحقيقات، انتهت بترقية أحد المسؤولين عن الفساد.
تزوير في أوراق رسمية، وتلاعب في إمضاءات لأولياء الأمور، واستخدام للمدرسة في أغراض شخصية، وتهديد كل من يحاول الكشف عن الحقيقة، هذه هي الحقيقة، التي كشفها لنا "عصام محمد سعد"، مدرس اللغة الإنجليزية، في مدرسة "المحرص" الثانوية، بإدارة ملوي التعليمية، وهو أحد الذين تم نقلهم تعسفيًا، بعد كشفه لجزء من التلاعبات التي تمت في أوراق طلاب الصفين الأول والثاني الثانوي.
وقال: "في بداية الأمر، حدث تزوير في نتائج الامتحانات لعام 2015م بمدرسة المحرص الثانوية المشتركة التي كنت أعمل بها، وثبت ذلك بالتقارير الرسمية، وحررت محضرًا وشكوى قدمتها إلى النائب العام، ضد كل من وكيل وزارة التربية والتعليم بالمنيا، ومدير عام إدارة ملوي التعليمية، ومدير مدرسة المحرص، وأعضاء الكنترول عام 2014 /2015، وتحدثت وقتها عن عملية التزوير في الكثير من وسائل الإعلام، وفوجئت بعدها بانتداب مدير الإدارة، مدير المدرسة وقتها، كوكيل لقسم التعليم الثانوي، وذلك مكافأة له، بدلًا من مجازاته".
وتابع عصام: "تمت الأمور، وكنت أنا أعمل بالمدرسة منذ تاريخ 7/9/2014، ولكني فوجئت عند سؤالي عن سبب تكريم المزورين وإبقائهم في أماكنهم فوجئت يوم 18/4/2016 بوجود نشرة نقلي إلى مدرسة شرموخ الإعدادية، وذلك قبيل فترة الامتحانات، والذي يُعد خطأ كبيرًا من قبل التوجيه في ذلك الوقت، ولكن لم يحاسبه أحد، وذلك بسبب قولي إن الفساد قد وصل بنا إلى حد مجاملة المزورين، وتم تسبيب النشرة بأنني أنا ووالدي نعمل بنفس المدرسة، رغم أن والدي حضر إلى المدرسة بتاريخ 5/7/2015، أي بعد عام كامل، ومدير الإدارة، والتعليم الثانوي، يعلم أننا معًا بنفس المدرسة منذ عام، فأين كانوا كل تلك المدة؟".
وأكمل: "لكن الكل يعلم أن السبب الحقيقي لنقلي أني طالبت بمجازاة المزورين من قبل الإدارة التعليمية، والدليل على ذلك أن مدرسة عمر بن الخطاب للتعليم الأساسي، تعمل بها المديرة وزوجها وثلاثة أخواتها وقت صدور نشرة إلغاء انتدابي أي تطبق القوانين على حسب المزاج".
وعلى هذا النحو، وبحسب ما ذكره لنا عصام، فإنه تم تنفيذ نشرة النقل إلى مدرسة "شرموخ" الإعدادية، وذلك رغم وجود عجز بمدرسة "المحرص" الثانوية، وزيادة بمدرسة شرموخ، وهذا مخالف للقرار الوزاري رقم 239، والكتاب الدوري رقم 17، وقرارات الجهاز المركزي للمحاسبات، ما يُعتبر إهدارًا للمال العام.
وأكمل عصام: "تتستر مديرة مدرسة المحرص الثانوية، على فضائح الفاسدين، ومنها السماح بدخول طلاب غير مقيدين، وهذا مثبت بالصور والفيديوهات، وإفادات الطلاب، غير أن الأخصائيين، نيرفان أحمد حسن، ورقية أحمد طه، وأمام أعين صلاح عبد المجيد، رئيس قسم التعليم الثانوي، أجبروا الطلاب على التوقيع بعدم حدوث ذلك، وهذا مخالف للحقيقة وتستر على الفساد".
وأكد: "كما تتستر أيضًا مديرة المدرسة على إعطاء عزة محمد عبد الله، معلمة لغة فرنسية، دروس خصوصية داخل مكتبة المدرسة، وذلك بعلم مديرة المدرسة، ليلى صديق عبد الرحيم، المكلفة من التعليم الثانوي، بإدارة المدرسة، وبعلم التعليم الثانوي، وكل الشكاوى بهذا الشأن يتم حفظها من قبل التعليم الثانوي".
واستطرد: "كما استغلت مديرة مدرسة المحرص الثانوية، دفتر الحضور والانصراف، في المجاملات، وعلى سبيل مثال يوم 29/10/2016 بالتوقيع لعزة محمد عبد الله، رغم عدم تواجدها، وغيابها في ذلك اليوم، ومثبت ذلك بالتسجيل الصوتي بصوت عزة نفسها، حيث تم التشطيب في خانة الحضور، وعمل عذر، ثم التوقيع لها في خانة الانصراف".
فيما أكد إعطاء بعض المعلمين، علامات للطلاب، توضع داخل كراسات الإجابة، لمعرفة أوراق إجاباتهم، وتم تقديم شكاوى بذلك، وتم حفظها أيضًا، رغم وجود أدلة تثبت ذلك.
قال عصام: "عدم تسجيل غياب طلاب الصف الثالث الثانوي إلكترونيًا، يفتح المجال أمام مديرة المدرسة بالتلاعب في دفتر 5 سلوك، الخاص بتسجيل غياب وحضور الطلاب، وطبعا دخلت المحسوبية والواسطة، وظلم الطلاب في الغياب".
لم تنته القصة على ذلك، ولكن تلاعبت مديرة المدرسة، على حد قول عصام، في إمضاءات أولياء الأمور، لاستخدامها في شكاوى مزورة، لنقل بعض المدرسين.
وتابع: "الإخصائيون الاجتماعيون بالمدرسة، بمعرفة مديرة المدرسة والتعليم الثانوي، يستغلون توقيع المعلمين، وأولياء الأمور، على محاضر رسمية بالمدرسة، واستبدالها بأوراق شكاوى تخص نقل بعض المعلمين من المدرسة، ما دفع أولياء الأمور، لتحرير محاضر بذلك التزوير، واستغلال التوقيعات، ومنهم "إبراهيم داود إبراهيم"، والذي حرر محضرًا، برقم 8100 نيابة مركز ملوي، و"إبراهيم علي حسن"، والذي وقع إفادة تُقدم لأي جهة بأنه لم يوقع على أي شكاوى، وأن إدارة المدرسة استغلت توقيعه في الزج به في هذه المهاترات".
كما أن "شحاته صادق"، والذي لا يجيد القراءة والكتابة، وجد اسمه موقع على هذه الشكاوى، ما يُعد تزويرًا مقصودًا، كما استغلوا أيضًا توقيعات الطلاب، وثبت ذلك في المحضر رقم 8585 نيابة مركز ملوي.
وأكمل: "خالف توجيه اللغة الإنجليزية، القرارات الوزارية، والكتب الدورية الخاصة بإعادة توزيع المعلمين، حيث إن توجيه اللغة الانجليزية، ومنذ العام قبل الماضي، يجامل أعضاء التدريس بمدرسة عمر بن الخطاب للتعليم الأساسي، وإعطائهم أقل من نصابهم القانوني، والذي لا يقل عن 18 حصة، بإعطائهم 5 و10 حصص فقط".
واستطرد: "استغلت مديرة إدارة التعليم الثانوي، منصبها، في نقل بعض المعلمين الرافضين للفساد بالمدرسة، لمدارس أخرى، ومنهم اخلاص محمود عبد العظيم، الاخصائية الاجتماعية، بالمحرص الثانوية، وشيماء محمد سعد، اقدم معلمة تربية رياضية، ومحمد سعد محمد".
وأكد أنه تلقى عدد من التهديدات، أثبتها في محاضر رسمية في النيابة، قائلًا: "مديرة التعليم الثانوي سبق وكانت وكيلة إدارة ملوي، ثم عادت لوظيفتها الأصلية، لأسباب يعلمها مدير الإدارة، فكيف تكون مديرة التعليم الثانوي بالإدارة؟".
وتابع: "تلقيت تهديد من مدير الإدارة، ووكيل الوزارة، بإلغاء انتداب والدي كمدير لمدرسة المحرص الثانوية، بسبب شكوتي للحصول على حقي، وبالفعل نفذ تهديده، وأعاده مرة أخرى، معلم خبير لغة إنجليزية، وبالفعل أنهى انتدابه، وذلك لأن الانتداب ينتهي يوم 14/6/2016، ولكنه تم إنهاء الانتداب".
واختتم حديثه، بالقول إن توجيه اللغة الإنجليزية، أراد إجباره على التوقيع على تقرير مخالف للحقيقة، ورفض التوقيع عليه، وحرر محضرًا رسميًا، رقم 3 أحوال، ورقم 8931 نيابة مركز ملوي بشأن ذلك، ما جعلهم يطلبون التحقيق معه.
