رجح خبراء
بالشأن الليبي، أن تشهد المرحلة المقبلة، تغيرات كبيرة في الموقف الدولي والإقليمي
تجاه المؤسسة العسكرية الشرعية في ليبيا، وذلك عقب نجاح الجيش الوطني في إلحاق
هزيمة كبيرة، بالمجموعات الإرهابية شرق ليبيا، في أخطر أوكارها، غرب مدينة بنغازي.
وقال البرلماني الليبي، الدكتور صالح أفيحمة: إن تحرير محور
"قنفودة"، وفق خطة عسكرية محكمة، أظهر قدرة الجيش الليبي على القتال
بمهارة، بالإضافة إلى قدرته العالية على التكتيك المرحلي، الأمر الذي جنب العالقين
من المدنيين في قنفودة، العديد من المخاطر.
وأضاف أفحيمة، في تصريحاتٍ خاصة لـ"البوابة نيوز"، أن
المجتمع الدولي تأكد الآن، بما لا يدع مجالًا للشك أن المجموعات التي يقاتلها
الجيش الليبي في بنغازي هي مجموعات إرهابية، وأنه جيش نظامي محترف.
وتابع: "رغم أهمية النصر الذي تحقق في قنفودة، إلا أن
هنالك أطرافا كثيرة ستقلل من أهميته لأغراض سياسية، وربما شخصية في بعض الأحيان،
وعلى رأس تلك الأطراف، البعثة الأممية، ورئيسها، ولكن هذا لن يمنع البعض الآخر من
التسلق، والاستفادة من هذه الانتصارات، خصوصًا أولئك الذين كانوا -ولا يزالوان-
يمسكون بالعصا من المنتصف، في انتظار أن ترجح كفة أحد الطرفين.
في السياق نفسه، قال
الدكتور إبراهيم هيبة، الباحث بالعلاقات الدولية بجامعة سان فرانسيسكو الأمريكية:
إن انتصارات الجيش على المتطرفين، وإعادة بنائه وتنظيمه، سيكون لها أثر كبير على
صناع القرار في الدول صاحبة النفوذ العالمي.
وأضاف هيبة "أن هناك الكثير أمام الجيش ليفعله، من أجل فرض
احترامه على القوى الإقليمية والدولية، منها إعادة بناء هياكله التنظيمية، لتصبح
هياكل أكثر وطنية، معبرة عن ليبيا بالكامل".
وأشار إلى أن تحديات تحرير فزان وطرابلس، تُعتبر أهم التحديات،
فمحاولة بعض الأطراف السياسية الالتفاف على الجيش، وذلك بدعم نواة للجيش، موازية
للجيش الوطني، قد تشكل عائقًا أمام المؤسسة العسكرية.
وتابع هيبة: "على قيادة الجيش الإسراع في تحرير فزان من
الميليشيات، وإعادة بناء وتفعيل الجيش هناك من الليبيين الأصليين، وليس من
الأفارقة المهاجرين غير الشرعيين، لأن ذلك سيكون له أثر كبير على تعزيز شرعية
الجيش الليبي محليًا ودوليًا، فالدول الأوروبية التي تهتم بشكل خاص بالشأن الليبي،
لا تزال تنتظر وضوح استراتيجية الإدارة الأمريكية الجديدة، فما أن تتضح تلك
الاستراتيجية، حتى تتضح معالم السياسة الأوروبية، والقوى الإقليمية تجاه ليبيا
والمنطقة".
ولفت إلى الآثار المعنوية الكبيرة على الجيش والشعب الليبي،
لانتصارات قنفودة، فعلى المستوى المحلي، يُعتبر تحرير قنفودة انتصارًا على الإرهاب
والجماعات السياسية المعادية لبناء الجيش".
من ناحيته، قال
الدكتور أسعد زهيو، الأمين العام للتجمع الوطني الليبي: إن انتصار الجيش في معارك
بنغازي عمومًا، وقنفودة خصوصًا، ضد قوى التطرف، يعطي مؤشرًا للقوى الدولية، أن
القوة العسكرية التي أحرزت هذا النصر، إنما هي قوة عسكرية رسمية نظامية، تضع أهداف
شعبها ومصلحة الوطن نصب أعينها، فضلًا عن قضائها على خصم أو عدو مشترك، يهدد السلم
والاستقرار الإقليمي والدولي.
وأضاف زهيو أن القوات المسلحة الليبية قدمت لدول العالم،
بانتصارها يقينًا وبرهانًا آخر، أنها تمثل طيفًا واسعًا من الليبيين، فالعالم الآن
يدرك أن الجيش الذي يقوده المشير خليفة حفتر، والذي تعزز بانضمام كثير من الضباط
والجنود والوحدات العسكرية النظامية له، من أنحاء ليبيا، هو الجيش الحقيقي للبلاد،
الذي يجب دعمه، ووضع الثقة فيه.
من جهته، توقع فايز
العريبي، المحلل السياسي الليبي، أن تضع انتصارات الجيش في بنغازي، بتلك الكيفية
الاحترافية، حدًا للخلافات السياسية حول مفهوم الجيش، وشرعيته، من قبل القوى
السياسية في ليبيا، لا سيما تلك التي اجتهدت من أجل تقويض المؤسسات الأمنية في
ليبيا، بهدف الاستفادة السياسية من حالة الفوضى والانفلات الأمني.
وأكد العريبي أن كل الشعب الليبي مع المؤسسة العسكرية والأمنية،
وهذه ثوابت في وعي الليبيين.